بصوا يا جماعة، أنا أول مرة أتكلم مع حد عن اللي جوايا واللي حاسة بيه.. أنا اتعرفت على شاب من حوالي 4 شهور، أول علاقتنا كنت شدّيت معاه، واضطريت إني أتأسف له.. بعدها بدأ الكلام يجيب بعضه؛ بس إحنا اتفقنا إننا نكون إخوات وأصحاب. وبصراحة هو نِعْم الأخ، وحكى لي عن كل تفاصيل حياته، وإنه كان مرتبط ببنت، وكان بيحبها حب جنوني؛ بس للأسف ما حصلش نصيب. المهم دلوقتي أنا حاسه إني بحبه بجنون؛ بس مش بالمّح له.. حتى هو أحياناً ممكن يسألني أسئلة باحس منها إن هو عنده نفس الإحساس. وباتضايق أوي لو حسيت إنه حتى بيفكر في البنت السابقة، وباحاول بقدر الإمكان أضغط على نفسي، وما أبيّنش إني بازعل؛ بس للأسف أنا عصبية جداً، وحاسة إن عصبيتي دي هتبعده عني مش هتقربه مني.. وفي نفس الوقت نفسي يحس بيّ، ويقول لي على اللي جواه من ناحيتي. أنا في حيرة، ومش عارفة أعمل إيه.. يا ريت تساعدوني وأرجوكم يا ريت الرد يكون بسرعة لأني تعبانة جداً، وميرسي أوي. shosho
أكبر مشكلة ممن يحب ولا يعرف موقف الطرف الآخر، هي أن المحب قد يفسّر تصرفات هذا الآخر بمنظور الحب فيترجمها كلها باعتبارها من علامات مبادلة حبه حبًا مماثلاً؛ فإذا -لا قدر الله- اتضح خطأ تصوّره يكون قد تلقى صدمة موجعة بشدة من شأنها جعله يتردد بعد ذلك عند دخول أية قصة حب جديدة. لهذا فأنا أنصحك بالتريّث والتركيز جدًا في قراءة وتفسير تصرفات وأسئلة وكلام صديقك؛ بحيث ترينها من منظور محايد, كأنكِ واحدة أخرى غيرك, وتقييمها من هذا المنطلق. فليس معنى تخففه معكِ من القيود وحديثه بحرية وطرحه الأسئلة عليكِ أنه بالضرورة يحبك؛ فقد يحدث هذا بين الأصدقاء والإخوة الروحيين؛ خاصة أنه -كما قلتِ- قد خرج توًّا من قصة حب قوية جداً؛ وهذا ما يوجب عليك أن تتريثي؛ فبقدر قوة الحب تبقى آثاره عميقة. ثم إنه حتى لو كان قد نسي فتاته السابقة؛ فإنه قد يكون يبحث عن حب بديل يعوّضه, وهنا عليك التريث أكثر؛ لأن الحب البديل عادة ما يكون مرحلة حساسة في حياة المحب؛ فصحيح أن وضع الحبيبة التي تعوّض حبيبها عن حب سابق, ليس بالمسيء لها -بعكس ما يرى البعض- إلا أن عليها أن تتريث في حبها وتتعامل معه بحذر حتى تتأكد أن حبيبها قد أحبها لذاتها وليس لأنها صورة من حبيبة سابقة أو مجرد تعويض عنها. إذن فالخطوة المطلوبة منكِ الآن هي أن تعطي نفسك فرصة لتقييم علاقتك بهذا الشاب وتصرفاته معكِ, بشكل خالٍ من التأثر العاطفي والتفسيرات المحببة إلى النفس فقط لأنها كذلك. يجب أن يكون ميلك لتبرير هذا التصرف أو ذلك ناتجاً عن اقتناعك به، لا عن رغبتك أن تفسريه بما يخدم رغبتك أن يكون الفتى واقعًا في حبك؛ بمعنى أدق -وكما قلتُ سابقاً- عليكِ بالحياد. ثم لماذا لا تحاولين أن تستفسري منه عما إذا كان يحمل بقايا حب لفتاته أم لا؟ ألستما في حكم الإخوة؟ ولماذا لا تحاولين كذلك إرسال بعض الإشارات البسيطة الهادئة له، ولكن بشكل لا يسيء للحياء الطبيعي للفتاة؟ أعتقد أن علاقتكما القوية من شأنها تسهيل تلك المسألة. أما عن العصبية؛ فسواء اتضح أن بينكما قصة حب أم لا, عليكِ التخلص منها أو حتى جعلها في المستوى الطبيعي المقبول من الناس؛ فأنتِ إذ تتعاملين مع عيب فيكِ فأنتِ إنما تفعلين ذلك لأجلك أنتِ، ولأجل أن تبقى علاقتك بمحيطك آمنة، غير مهددة بعيب خطير أو صفة سيئة.. أليس كذلك؟ فكّري في كل كلامي هذا يا عزيزتي, وليوفّقك الله تعالى لما فيه الخير. تحياتي