في كل مرة سنقرأ قصيدة، أو جزءاً من قصيدة، أو حتى بيتاً واحداً فقط لأحد الشعراء المعروفين أو غير المعروفين اسماً، وإن بقيت أشعارهم هذه أبداً.. نفعل ذلك بحثاً عن "شوية هوا" نتنفّسهم عبر كلمات معطّرة يبقى رحيقها طويلاً طويلاً. إيمان محمد بكري محمود.. شاعرة مصرية, وُلِدت في القاهرة عام 1955, وفيها تلقّت علومها الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية، إلى أن نالت شهادة الليسانس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من كلية الآداب جامعة القاهرة. كتبت الشعر وهي يافعة, وكان لمكتبة والدها دور رائد في توسيع مدى رؤيتها, واطّلاعها على أشعار القدامى والمحدثين، حتى صقلت موهبتها الشعرية. نشرت بعض قصائدها في المجلات والصحف المصرية, وهي تعمل حاليا في تدريس اللغة العربية للمرحلة الثانوية, وفي سنة 1990 التحقت بجمعية شعراء العروبة، وأصبحت عضوا فاعلا فيها، كما عملت بالتدريس، ثم انتقلت إلى وزارة الثقافة منذ عام 1992. الوظيفه الحالية مستشار أدبي ومدير المكتب الفني بالهيئة العامة للكتاب، وفازت سنة 1991 بالجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي طرحتها الجماعة. ولها عدة دواوين شعرية؛ منها: "العزف على أوتار القلب"، "ومضات قلب يحترق"، و"امرأة في سجل الزمن". شاركت إيمان بكري في العديد من اللقاءات الشعرية التي تحييها الجماعة، وهي تكتب الشعر بنوعيه الحر والعمودي، ويتميّز شعرها بالرقة, وعذوبة الألفاظ, أما مواضيعه فتتركّز حول انشغالها بقضاياها الشخصية خاصة وقضايا المرأة عامة. يُذكَر أن العديد من النقاد والدارسين قد قاموا بالكتابة عن هذه الشاعرة المبدعة؛ أمثال إبراهيم عيسى الذي قدّم لها ديوانها "امرأة في سجل الزمان" الذي صدر سنة 1993. إيمان بكري شاعرة جاءت باللفظ من قلب البساطة، وسارت به إلى أعمق من خيالنا لتتطرق به كل الأبواب بجرأة متناهية، وأثبتت بعاميتها وفصاحتها أن البساطة هي أقصر الطرق وأكثرها تأثيرا للمساس بشغاف القلب.. نترككم مع أبيات القصيدة: سألِتْ جارتنا أُمّ بهيّة جوزها العامل في البلدية ما تقول لي يا الافندي يا جوزي معنى الكلام الأراجوزي اللي قالوه في التليفزيون ديرنقاطية.. ديمرقاطية كلمة ما تيجي في يوم على بال واحلف دي شتمة يا عبد العال قام قالها السيد جوزها وهي بتمطّ في بوزها ما تبطّلوا جهل يا جدعان ديمقراطية يا بهية ما تفهمي بقى يا وليّة ديمقراطية .. ديمقراطي خاصمي الكباب عند الحاتي واتعشي على كيلو حراتي وأنا ابوس في قرطاس طعمية ديمقراطية ومقرية في صحف جرايد مطوية بتقول نعم بكره وبعده ولحدّ ألفين سنة جاية ديمقراطية دي لعبتنا عملوها جدعان حتتنا علشان ما تحلوّ صورتنا ويصدقوا إن عيشتنا عايمة في بحور العسلية ديمقراطية ندلّعها وساعات كتير نلوي ذراعها وأنا مستعد أرجّعها بس اشتري يوم عِتْقِيّة ديمقراطية .. ديمقراطرط وكلام كتير وبقى مرطرط والكل مبسوط ومزقطط ببرباطوزه اللي منقّط من كذبه بقى ماشي يسقّط على باب حارتنا المنسية ديمقراطية اتكلم قول تحيا البقول ويعيش الفول رزق المدَهْوِل على المسطول والعيشة حلوة مسلية ديمقراطية ومش هيه بس الشبه عشرة المية تسعة عشان العالمية وواحد ليمون بالملوخية ما تسكتي بقى يا وليّة في داهية روحي إنتِ وهيه دي عشان تفوت الدورية يموت غفير عشرين مية وأعيش خروف من غير لية وأموت قتيل وماليش ديه وتعيش جناب الدي..مو.. لوخية! إضغط لمشاهدة الفيديو: