بدأت في السودان اليوم (الأحد) عملية التصويت في الاستفتاء على حق تقرير مصير الجنوب، والذي من الممكن أن يصبح اليوم أحدث دولة في العالم، وبذلك تنشطر أكبر دولة في إفريقيا إلى دولتين. وتشكّلت في الجنوب منذ ساعات الصباح الأولى طوابير أمام مراكز التصويت، والتي من المقرر أن تفتح لمدة أسبوع؛ بسبب صعوبة المواصلات في الولايات العشر التي يتألّف منها الجنوب السوداني، والتي تفتقر إلى أدنى مقومات المواصلات. وقد تعالت الأصوات بالمطالبة بفصل الجنوب عن الشمال والبدء في تكوين الدولة المستقلة, وشهدت مناطق عاصمة الجنوب السوداني جوبا وغيرها من ولايات الجنوب مسيرات وحملات شعبية تعتبر يوم الاستفتاء يوما للخلاص من سنوات التهميش. وقد أدلى سلفا كير -رئيس حكومة جنوب السودان- بصوته في الاستفتاء، واصفا إياه بأنه لحظة تاريخية، وردّت عليه حشود الناخبين الذين اصطفّوا في طوابير طويلة أمام مركز الاقتراع في مدينة جوبا بالتصفيق والهتاف.
أدلى سلفا كير بصوته في الاستفتاء وكان إلى جوار سلفا كير -أثناء إدلائه بصوته- الممثل الأمريكي الشهير جورج كلوني والسيناتور الأمريكي جون كيري -رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي- فضلا عن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي أتى في مقدمة الوافدين الأجانب لمراقبة عملية الاستفتاء. وقال كيري متحدثا في الخرطوم إن هناك تغييرا بنّاءً قائما في الشمال، وأشار إلى أن الرئيس أوباما مستعدّ لإخراج السودان من القائمة الأمريكية للدول التي ترعى الإرهاب إذا قبلت الخرطوم نتيجة الاستفتاء وانفصال الجنوب بسلاسة.
طالبت ناشطة النساء السودانيات بالعويل على ضياع وفقدان جنوب السودان يُذكر أنه تمّ تسجيل ما يقرب من أربعة ملايين شخص للتصويت في استفتاء يشمل الجنوبيين الذين يعيشون في شمال السودان، ومناطق بعيدة مثل استراليا وكندا، ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية بحلول نهاية هذا الشهر، على أن تظهر النتائج النهائية قبل منتصف الشهر المقبل.
وعانى جنوب السودان حروبا طويلة مع الشمال، أوقعت نحو مليوني قتيل قبل التوصل إلى اتفاق سلام عام 2005 فتح الباب أمام إجراء هذا الاستفتاء الذي أعطى الجنوبيين حقّ الاختيار بين الانفصال كدولة مستقلة أو الوحدة مع الشمال.
وتشير كل المؤشرات إلى أن الانفصال سيكون محصّلة الاستفتاء, لذا دعت هادية حسب الله -الناشطة والمحاضرة السودانية في جامعة الأحفاد السودانية- إلى إعلان الحداد العام؛ حزنا على ضياع الجنوب، وطالبت النساء السودانيات بارتداء اللون الأبيض وفقا لعادات نساء السودان, حدادا على ضياع وفقد جنوب السودان, وأن يجعلن من شهر يناير شهرا للحزن.
وتقول هادية: "لقد تحمّلنا كثيرا من السياسات الظالمة, لكننا لن نحتمل بتر جزء عزيز من وطننا دون أن نرفع أصواتنا بالعويل؟!"