رفضت إيران عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الكبرى بإرسال اليورانيوم إلى الخارج وتخصيبه وتحويله إلى مفاعل بحثي تستخدمه طهران في الأبحاث الطبية.. القرار الإيراني كان له ردود فعل مغايرة؛ ففي الخارج كان الاستياء هو الغالب، أما الداخل الإيراني فكان الترحيب بعدم القبول بما وصف بأنه خدعة من الغرب كانت تحاك ضد طهران.. صحيفة الوفاق قالت إن الدول الغربية عجزت عن تمرير الخدعة، ثم بدأوا يكيلون الاتهامات لإيران بعدم التعاون، وأضافت الوفاق أن المقترح الغربي بنقل اليورانيوم إلى الخارج لمعالجته وإعادته، حصل على موافقة من طهران، لكنها مشروطة ببعض التعديلات وليس رفضا كما يقول الغرب، مشيرة إلى أن ذلك يعد نوعا من تشويه صورة إيران في المجتمع الدولي وهي السيمفونية التي تلعب عليها الدول الكبرى لتوقيع عقوبات على إيران، وأكدت الصحيفة أن هذه النوايا غير الصادقة من شأنها أن تؤدي إلى انهيار الصفقة برمتها. وقالت الصحيفة أيضا إن الدول الكبرى تريد نقل الوقود الإيراني حسب شروطها، ومن ثم الاستمرار في شن حرب إعلامية على إيران وإبقاء التوتر على حاله، مشيرة إلى وجود سابقة من هذا النوع عندما بدأن ألمانيا في تنفيذ مشروع مفاعل بوشهر النووي، لكنهم لم يوفوا بتعهداتهم، رغم الاتفاق الموقع معهم، كما فعلت فرنسا الشيء نفسه ولم تلتزم بالحق الإيراني في حصتها بمشروع (آر. دي. إف) للتخصيب. من جانبها رفضت صحيفة جمهوري إسلامي إيران الاتفاق وطالبت بتعديلات عليه، وأبدت استعدادها للاستمرار في المفاوضات مع الغرب حول كيفية حصولها على الوقود النووي لمفاعلها للأبحاث الطبية. وكشفت الصحيفة عن تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون قالت فيها إن واشنطن ستسمح للمفاوضات مع إيران أن تأخذ مجراها قبل أن تفكر في فرض عقوبات جديدة ضدها. وهو ما يعني أن هناك توقعات برفض الاتفاق من طهران. أما الصحف الغربية فأبدت استياءها من الرد الإيراني وقالت الفايننشال تايمز الأمريكية إن إيران فرطت في فرصة أخيرة للانفتاح على أمريكا وتحسين العلاقات المتوترة معها منذ 30 عاما. وقالت الصحيفة إن الاتفاق كان يحمل العديد من المزايا؛ أهمها أن إيران بتصديرها للمواد الخام اللازمة لصناعة القنبلة التي تنكر الرغبة في صناعتها ستعمل على طمأنة الدول الجارة وعلى رأسها إسرائيل، وحذّرت الصحيفة طهران من المماطلة في الرد، ودعتها إلى اتخاذ موقف رسمي واضح من شأنه أن يخفف التوتر؛ لأن الطريق الآخر سيؤدي إلى جهنم -على حد قولها. أما نيويورك تايمز فرأت أن رفض إيران سيعصف بجهود الرئيس الأمريكى باراك أوباما لحل المشكلة النووية. وقالت الصحيفة إن المسئولين الأمريكيين كانوا يأملون في أن يمنحهم الاتفاق مزيدا من الوقت لإيجاد اتفاق أكبر بشأن الملف النووي الإيراني، ويقلل من احتمال محاولة إسرائيل الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. صحيفة التايمز قالت على لسان دبلوماسيين غربيين إن الرفض الإيراني صفعة على وجه محمد البرادعى الذي يراه الغرب يثق في طهران بشكل بالغ. وقالت الصحيفة إن إيران تريد تصدير اليورانيوم على دفعات صغيرة مقابل شراء الوقود عالي التخصيب، وهو ما يتنافى مع الاتفاق لأن الوكالة الدولية تريد إزالة ثلاثة أرباع مخزون إيران من الوقود النووي لمنعها من تجميع المواد الكافية لصنع قنبلة نووية.