بعد إدمان المخدّرات والملح والإنترنت وحتى الحب، ترجّح أبحاث علمية أن الاستهلاك المفرط للطعام يُثير استجابة عصبية تكيفية مماثلة للإدمان في المخ. وكشفت الأبحاث بعد دراسة مسارات المخ ومقارنتها بالمدمنين على المخدرات، أن الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية العالية والأطعمة الدهنية لها ذات تأثير المخدرات على نفس مسارات المخ، كما أظهرت التجارب على الحيوانات. ووجدت الدراسة أن الاستهلاك المفرط لتلك الأطعمة يمكن أن يغيّر طريقة استجابة المخ على المدى البعيد؛ بحسب ما ذكرته مجلة تايمز الأمريكية. وتؤكّد الدراسات أن الآليات الجزيئية التي تدفع الناس نحو إدمان المخدرات هي نفسها وراء الدافع نحو الإفراط في الأكل؛ حيث يقوم الحث المفرط لمراكز المتعة بالمخ (reward pathways) نتيجة استهلاك الطعام بقلب النظام على نفسه، فيتكيف النظام بتقليل نشاطه مما يتطلّب من الشخص مزيداً من الحث من هذا الطعام لتجنّب الدخول في حالة مستمرة من انعدام المتعة (negative reward). وفي واحدة من الدراسات، قام باحثون من جامعة بنسلفانيا، بتغذية فئران على حمية عالية الدهون أثناء الأسابيع العشرين الأولى من حياتها، وعند إصابتها بالسمنة ظهرت تغيرات كبيرة ودائمة في مراكز المتعة بالمخ، وهو ما جعل المخ أقل استجابة لذات الحمية الغذائية الدهنية. وفي دراسة أخرى نفّذتها جامعة كونكورديا، وجد الباحثون أن الفئران الجائعة سعت نحو الهيروين في الحالات التي لم يتوفّر فيها الطعام. تبدو هذه كخلاصة لم تستطِع الأبحاث العلمية تأكيدها بشكل قاطع، لكن مِن المحتمل أن الإفراط في الأكل القهري، أو الشراهة، تحمل طابعاً مشابهاً للإدمان. وقال رالف ديليون بروفيسور علم النفس المساعد بجامعة Yale الأمريكية: "هذا يعني أنه من المنطقي التركيز على سلوكيات الأكل في وقت مبكر من الحياة، عندما يتكيّف المخ مع بيئة معينة". عن CNN