السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا مش عارفة أبتدي من البداية ولا النهاية.. أنا كان ليّ صديقة بحبها جداً؛ بس بعد خطوبتها مباشرة حسيتها بِعدت كتير، مش بس كده، ما بقيتش أعرف عنها حاجة، وعتابي كان بلا جدوى. قررت بعد محاولات كتيرة مني إننا نرجع زي الأول، إني أنهي العلاقة بشكل محترم، ويبدو إنه كان قرارها هي الأخرى. المشكلة إني فعلاً باحنّ لها جداً؛ على الرغم من إننا ما كُنّاش متكافئتين فكرياً؛ لكني استفدت جداً من العلاقة دي؛ بس كتير باشتاق لها.. ممكن يكون السبب إني ما لقيتش بديل، أو إني انجرحت أوي منها.. يبدو إني حسمت الأمر وأنهيت العلاقة من فترة وإن دي الرواسب. أنا متشكرة جداً لأني بجد كنت في حاجة لأن أبوح بما يجول بداخلي جزاكم الله خيراً. sherouk لا شكر على واجب، وأهلاً بيكِ دايماً صديقة عزيزة على كل أسرة الموقع. وبالنسبة لرسالتك؛ فهي حالة متكررة جداً بين الفتيات؛ فعادة صداقتهن لا تدوم كثيراً؛ سواء لصعوبة المقابلة باستمرار بعد مرحلة التعارف -التي تكون غالباً في المدرسة أو الجامعة- لضغوط الأهل بالطبع، وعدم سماحهم بخروج الفتيات أو حتى تبادل الزيارات العائلية؛ إلا فيما ندر، أو لانشغال الفتاة بخطوبة أو زواج يلتهم كل -أو معظم- طاقتها؛ خاصة إذا كانت تعمل أو تدرس؛ فلا يتبقى لها أقلّ القليل لتفي باحتياجات علاقة الصداقة مع صديقاتها والاهتمام بهن والسؤال عليهن. أقول إن هذا كثيراً ما يحدث، ولا يعني هذا أنه شيء صحيح، أو أن هذا هو المفروض؛ لكنه الواقع الذي تفرضه الكثير من الظروف. وأنت يا صديقتي تقولين إنكما لم تكونا متكافئتين فكرياً، ولم تقولي كيف كان ذلك؟ وما أسباب قولك هذا؟ ومن منكن أعلى أو أقلّ فكرياً؟ لكن هذا لا يهم كثيراً؛ فالمهم أنك الطرف المتضرر؛ بدليل إرسالك هذه الرسالة.. تقولين إنه كانت بينكما فروق في التفكير، وهذا نذير مبكّر بإنهاء العلاقة إن آجلاً أو عاجلاً؛ خاصة وأن الطبيعي في البشر أنهم يحبون التعارف على من يشبههم ويتوافق معهم فكرياً؛ لأن ذلك مؤشر على توافقهم نفسياً أيضاً؛ صحيح أن هذا لا يحدث في كل الحالات ولا في كل الصداقات؛ لكن في الغالب الأعم يحتاج الإنسان لشخص يُشبهه، ويجد أنه يرتاح معه أكثر من سواه. وبناء على هذا أجد أن صديقتك كانت تتحين الفرصة لإنهاء ما بينكما؛ حتى وجدت المبرر القوي -من وجهة نظرها على الأقل- لإنهاء ما بينكما؛ ألا وهي خطبتها وانشغالها بالتجربة الجديدة التي تحتاج منها بالتأكيد لتركيز وتغيّرات في الاهتمامات والواجبات؛ سواء مع خطيبها أو أسرته للتعارف، وحل المشكلات التي تظهر بالتأكيد في أي علاقة جديدة. وأكاد أسمعك تقولين: وما المانع أن تلجأ إليكِ لتستشيرك في هذه الأمور؛ فأعود وأقول: إنه اختلافكما الذي أشرت بنفسك إليه، ورغبتها في من يدعم مواقفها ويوافقها عليها لا من يعترض عليها ويتناقض معها، ويسبب لها المزيد من البلبلة. صديقتي، تصرّفتِ بشكل صحيح عندما أَنهيت العلاقة بشكل مشرِّف؛ وذلك حتى يبقى بينكما ودٌّ وسؤال في المناسبات المختلفة؛ فلا تقطعي الوصال، وهنّئيها في الأعياد وعند زواجها إن شاء الله، واكتفي في ذلك بتليفون صغير؛ فلا تضغطي عليها حتى لا تردّ عليكِ بردّ قد يضيق صدرك منه، والتمسي لها الأعذار.. ولا مانع من السلام عليها إذا كانت ظروفكما تسمح بمقابلتكما في عمل أو في دراسة أو في أي موقف مختلف. كما أطلب منك -في حياتك بعد ذلك- ألا تتعلقي بأي شخص أياً كان هذا التعلّق، وضعي دائماً مساحة من الشكّ تتراوح بين 5 إلى 25%؛ بحيث لا تحدث صدامات لك إذا حدث أي فراق بأي شكل ونوَع في اهتماماتك ومعارفك.. وليس ضرورياً أن يكونوا كلهم في منزلة الصديق أو الصديقة؛ ولكن تبادل الخبرات والتجارب ضروري ومتاح من المعارف والزملاء والأقارب بمختلف درجات قرابتهم أو علاقتك بهم. فتّشي حولك وستجدين بالتأكيد من يعوِّض غياب صديقتك ولو بشكل جزئي، واستكملي الباقي بالانشغال بعمل أو بهواية تحبينها وتكونين مفيدة فيها؛ حتى تشعري بقيمتك وبتفاعلك في الحياة التي بالتأكيد لن تقف أبداً عند فَقْد شيء أو شخص؛ مهما كان غالياً أو مُهماً لنا.