أنا من أشد المعجبين بكم، ودايماً أقرأ الباب عشان أستفيد من تجارب الآخرين لنفسي. أنا إنسانة حزينة أو مطلقة صغيرة بعد زواج لمدة خمسة شهور عذاب، ودلوقتي معذبة ومكسورة.. اتطلقت لسبب ليس لي يد فيه، والحمد لله أنا أحسن.
مشكلتي الحقيقية إني كنت بحب شخص لمدة ست سنوات، شفنا أيام حلوة وأيام وحشة؛ ولكن هو الآن متجوز ومراته حامل؛ بس دايماً فيه مشاكل وخناق بينهم، وهي عارفة إنه بيحبني، وأهله كلموني عشان يتجوزني؛ ولكني أرفض خوفاً على بيته، ولا أريد نصف رجل.
ولكن الآن مشاكله مع مراته زادت جداً، ومش عارفة أعمل إيه.. أنا بحبه جداً، وما اقدرش أعيش من غيره؛ بس خايفة من المستقبل.
وكمان هو عصبي، ومادياً ما فيش شغل؛ بس عائلته ميسورة.. وبياخد مني فلوس لما يحتاج، ومش بيخبي عليّ حاجة؛ بس خايفة يتعود على موضوع الفلوس ده، وممكن لو حصل نصيب ياخد مرتبي ويصرف منه.
وكمان أنا عند أهله حاجة كبيرة؛ بس خايفة يكونوا طمعانين فيّ لأني من عائلة كبيرة؛ بس هم برضه مش محتاجين.
أنا خايفة، وحاولت اتغير وابعد؛ بس حبه جوايا بيزيد، ومش عشان هو فرصة تملأ فراغ بعد الطلاق؛ لأن فيه ناس اتقدموا وما قدرتش أسيبه.
أفيدوني.. وشكراً ليكم.
نهر الأحزان
نرحب بك دائماً، ونذكّرك بأننا نهتمّ بكل الرسائل، ونشكرك على إعجابك، ونسعد باستفادتك من تجارب الآخرين.
واسمحي لي، أتمنى أن تطردي كلمة "مكسورة" من حياتك إلى الأبد؛ فأنت إنسانة كرّمها الخالق عزّ وجل، ولا يمكن أن تتعرضي للكسر أبداً، وتذكّري دائماً أننا كما نعتقد نكون؛ لذا ردّدي يومياً ما يلي: أنا غالية، تجربة طلاقي أمر يخصني وحدي، وسأتعلم منها الخبرات، ولن أتعجّل أيّ زواج، وسأمنح نفسي الوقت الكافي للتعرف على من يريد الزواج بي، في إطار العائلة فقط؛ حتى لا يستغلني أحد عاطفياً وجسدياً، وسأتخلّص من العذاب وأستبدله بتضميد جراحي النفسية والعاطفية، وسأرفع رأسي عالياً؛ فالطلاق أباحه الخالق عزّ وجل، وهو نعمة للخلاص من حياة تعيسة، ولا يجب أن يتسبب في أية انكسارات.
وقد توقفت طويلاً عند مشكلتك الحقيقية -كما ذكرت- وهي في علاقتك بمن أحببته لمدة ستة أعوام، وهي فترة كبيرة للغاية، ومن الطبيعي أن تكون بها أيام حلوة وأخرى سيئة؛ ولكن الغريب جداً هو أنك لم تتزوجيه، وأنه اختار أن يتزوج بغيرك.. ثم إن زوجته حامل؛ أي أن هناك طفلاً سيزيد من ارتباطهما كزوجين، ولا يكفي أن تعرف زوجته أنه يحبك، ولا أن يطلب منك أهله أن تتزوجيه؛ فلا بد أن تتذكري عيوبه، والأوقات السيئة التي عانيت فيها معه أثناء ارتباطكما قبل زواجك.
وأصارحك بأنني خِفت عليك؛ عند ذكرك أنه عصبي، ولا يعمل، ويأخذ منك أموالاً؛ فهذه كلها مؤشرات لا تبشر بأي فرص للنجاح لأي زواج محتمل.
لذا أتمنى أن تتوقفي عن إعطائه أية أموال؛ ليس حتى لا يعتاد على ذلك بعد الزواج كما ذكرت فقط؛ ولكن حتى لا يستغّلك مادياً الآن.
وليس صحيحاً أنك لا تستطيعين العيش بدونه؛ فقد تمكّنت من ذلك وتزوجّت غيره بالفعل.. وكل ما هنالك أنك تخافين من الابتعاد عنه؛ لأنك تحاولين استعادة علاقتك السابقة به وإنجاحها؛ ولكنك تتناسين أنها فشلت من قبل، ولم يتزوجك، وأنه زوج لغيرك، وينتظر ابنه منها، وأن لديه مشاكل معها، وبالطبع ستزيد هذه المشاكل إذا تزوجتِه، وستتضاعف عصبيته ولن تتحملي كل ذلك.
أتمنى أن تفكّري بعقلك وقلبك معاً، وألا تسمحي لقلبك بإيذائك أبداً.. وليس صحيحاً أن حبه يزيد بداخلك؛ فكل ما هنالك أنك اعتدتِ على وجوده في حياتك، وأنك تقولين لنفسك: أنا أعرف عيوبه جيداً، وأهله يحبونني، وهذا أفضل من التعرّف على شخص جديد قد يؤذيني كما حدث في زواجي الأول.
لذا أتمنى مداواة جروحك، وانتظار أن يجد عملاً مناسباً، وأن تثقي أنه سيكون زوجاً عادلاً بينك وبين زوجته الأولى؛ وخاصة بعد إنجابها.. وهل سيكون نصف زوج لك أم أقلّ من ذلك؟ وهل سيتخلى عنك بعد ضغوط زوجته الأولى أم لا؟
لا بد من الإجابة بأمانة على كل هذه الأسئلة.
وأتمنى التوقّف عن التعامل معه على أنه فرصتُك الوحيدة في الحب، وألا تقارني بينه وبين زوجك الأول.. وإذا قررت الابتعاد؛ فامنحي نفسك فرصة للراحة العاطفية قبل أي ارتباط.. ولا تقارني بينه وبين من يتقدم لخطبتك، ولا تقدّمي أية تنازلات عاطفية أو أخلاقية أو مادية؛ لأن عليك بدء أي زواج بالأخذ بالأسباب؛ للفوز بكل الفرص الحقيقية للنجاح، وحماية نفسك من كل مقدمات الفشل.
وأتمنى قراءة الرد كثيراً، وكتابة مزايا وعيوب الزواج منه؛ ليس الآن فقط؛ ولكن بعد عدة سنوات أيضاً، وتذكّري صلاة ركعتي الحاجة ليرزقك ربي الاختيار الموفّق، الذي أدعو لك به من كل قلبي.