مع الارتفاعات المستمرة في أسعار الخضراوات والفاكهة، بدأت الأسواق تشهد هجوما كبيرا من الخضراوات والفاكهة الصينية، مثل الكرنب والثوم والبصل، وأيضا التفاح والكمثرى، وقد استهوت هذه الأنواع المستهلك المصري؛ نظرا لجودتها العالية من ناحية، وانخفاض أسعارها من ناحية أخرى. فعندما التقيت مع "ثناء سعيد" -ربة منزل- بإحدى أسواق منطقة المعادي أكدت أنها تبحث عن الأنواع الصينية من خضراوات وفاكهة؛ لمذاقها الجيد في الطعم، والذي يميّزها عن الأنواع المصرية، وكذلك تغليفها بشكل مميز يضمن أن تكون طازجة، أما أسعارها فقد انخفضت بنسبة 15% عن مثيلتها المصرية، ومما سهّل الأمر علينا أن الأنواع الصينية أصبحت متوفرة في الأسواق والمحلات الكبرى والصغرى في كل مكان. الألوان الزاهية والتغليف الجيد للفاكهة الصيني يقول "صبري يونس"، تاجر فاكهة وخضراوات بسوق العبور: "بداية استيراد الفاكهة من الخارج بدأ منذ عام 1996، خاصة مع تزايد الإقبال على شراء الأنواع المستوردة من قبل ساكني المناطق الراقية من الأجانب والخليجيين والمصريين، وهناك أكثر من 40 نوع فاكهة، يتم استيرادها من الخارج؛ منها التفاح والكمثرى الصيني، وتتميز بمذاقها المميّز، وألوانها الزاهية، وجودتها العالية، وتغليفها الجيد، إلى جانب أسعارها المنخفضة التي تقلّ عن مثيلتها المصرية، وهي كلها عوامل جذبت المورّدين لشراء كميات كبيرة منها وطرحها بالأسواق، وأشار إلى أن حجم واردات مصر من الفاكهة الصينية 20% من إجمالي واردات الفاكهة المستوردة". تواصل الصين اجتياحها للسوق المصرية بكل المنتجات الفجل بخمسة جنيهات والتفاح ب7 فقط! وحول أسعار الخضراوات والفاكهة الصينية يوضّح "سيد الحناوي" -رئيس قسم المشتريات بسوبر ماركت بمنطقة جاردن سيتي- أن الفجل الصيني بخمسة جنيهات للكيلو، أما الكرنب فالأبيض منه ب3 جنيهات والأحمر ب4 جنيهات، أما الخسّ فسعره 2 جنيه. والفاكهة تباع بالكيلو، وتكون مُغلفة في أطباق بشكل مغرٍ، ويصل سعر كيلو التفاح إلى 7 جنيهات، أما الكمثرى فتباع ب4 جنيهات للكيلو الواحد. الخلوّ من الكيماويات أما "محمد شاكر" -مسئول قسم الخضراوات والفاكهة بأحد محالّ السوبر ماركت بالمنيرة- فأشار إلى أن الخلوّ من الكيماويات هو السبب الرئيسي وراء انتشار المنتجات الصينية، والتي يزيد الإقبال عليها في وقت ارتفاع أسعار مثيلتها المصرية، فالزبون يلجأ إلى "الصينية" ما دامت الأسعار قد تساوت. وأضاف أنه في بداية ظهور المنتجات الصينية بالأسواق كان استهلاكها مقتصرا على الأجانب والمصريين العائدين من الخارج، ومنها انتقلت إلى كافة فئات المجتمع، خاصة بالنسبة للتفاح الذي تفوّق على الأمريكي؛ لأن قشرته خفيفة، أما الكمثرى فتخلو من البذور، وملمسها أنعم من مثيلتها المصرية، والشيء نفسه بالنسبة للخضراوات؛ فالبصل الصيني يخلو من المذاق الحارّ عكس البصل المصري، وبالنسبة للكرنب والفجل الصيني فيقتصر استخدامه على السلَطات فقط. التفاح اللبناني والسوري ينافسان الصيني بينما يرى "هشام محمود" -مدير عام سوبر ماركت بالزمالك- أن الإقبال على التفاح الصيني ينخفض مع نزول الأنواع اللبنانية أو السورية؛ لأن ما يميّز الصينية هو فقط الألوان الزاهية، أما الطعم فليس مستواه عاليا، ولكن الوضع يختلف بالنسبة للخضراوات؛ فهي تتميّز بالمذاق الجيد؛ فالثوم يتميّز بجودة عالية ويحظى بإقبال كبير من قبل رواد السوبر ماركت، وكذلك الخسّ الذي يقبل عليه أصحاب المطاعم والفنادق السياحية؛ لأن مذاقه جيد، وشكله مختلف؛ فرأس الخسة كبير وكذلك أوراقها. التفاح اللبناني والسوري ينافسان الصيني الخضراوات الصينية تُزرع في مصر "أحمد يحيى" -نائب رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية- أوضح أن الخضراوات والفاكهة الصينية تلقى إقبالا كبيرا من المستهلك المصري، ليس داخل المناطق الراقية فقط ولكن الشعبية أيضا، والخضراوات يتم استيراد بذورها من الصين، وزراعتها داخل صُوبات في مصر، أما الفاكهة فيتم استيرادها، وتكون مغلّفة بطريقة تحفظها طازجة. وهكذا تواصل الصين اجتياحها للسوق المصرية في كل المجالات؛ بداية من الفانوس وحتى الثوم والتفاح، ولا يتم ذلك الأمر اعتباطا، ولكن وفقا لدراسات دقيقة يقوم بها الصينيون؛ للتعرف على احتياجات المصريين، ويحدّدون السلع التي يضمنون رواجها في أوقات معينة؛ مثلما يحدث حاليا من الارتفاع الجنوني في أسعار الخضراوات والفاكهة المصرية، وبالتالي يقوم الصينيون بالهجوم ليُغرقوا الأسواق المصرية بمنتجاتهم، التي سريعا ما يتعلّق بها المستهلك المصري الذي يبحث عن السعر الرخيص في المقام الأول.