السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بجد بارك الله فيكم على المجهود الرائع، جعله الله في ميزان حسناتكم. أولاً أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، باشتغل والحمد لله، وملتزمة دينياً وأخلاقياً. أحببت شاباً، وهو ابن الجيران، وعمره 26 سنة، أحببته لفترة لا تقلّ عن 4 سنين؛ بس عمري ما قلت له أو لغيره إني أحببته.. لم يكن حباً؛ بل كان إعجاباً بشخص محترم يتّقي الله؛ ولكن مع الوقت انقلب إلى حب لما تقدم لي لطلب الزواج، وبعض الجيران يقول إن والدته هي من لفتت نظره، وهو أيضاً رآني علي خلق والحمد لله؛ فتقدّم لي.. وكنت أحس أنني نِلت ما تمنيته من الدنيا، وحمدت الله أن رزقني بالإنسان الذي تمنّيته. ولكن عمي أصرّ أن يتقدم لي الشاب في منزله؛ ولكن أخاه رفض الذهاب إلى منزل عمي، وبهذا راح حلم عمري وحب السنين. أنا أراه أمامي أكثر من مرة يومياً؛ وهو ينظر لي كثيراً ولا أعلم سبب نظراته، وكل يوم أحبه أكثر مما سبق لكثرة نظراته.. فهل هذه النظرة تدلّ على شيء من الحب أم ماذا؟ تكلّمت مع صديقة مقرّبة مني عن هذا الموضوع، وقالت لي لا تخرجي من المنزل ولا تجعليه يراكِ؛ حتى لا تفرّطي في كرامتك لكثرة النظر إليه، وبالفعل فعلتُ ما قالت؛ لأني أحسست أنني أفرّط في كرامتي بالفعل لأني أنظر إليه وأقف لأراه. لا أعلم ماذا أفعل، هل أحاول أن أبتعد عنه بعدم الخروج من المنزل وعدم النظر إليه، أم ماذا؟ أنا حاولتُ -والله- ولم أقدر. سؤال: أنا لست جميلة، ثم إني لست في مستوى التعليم الذي فيه هذا الشاب؛ فهو حاصل على كلية حقوق وأنا معي مؤهل متوسط.. وهذا يجعلني غير واثقة في نفسي، ماذا أفعل كي أثق في نفسي؟ إنني أحمد الله على كل شيء؛ ولكن أنتظر منكم كل ما يُرضي الله وأكون مرتاحة نفسياً. أتمنى أن أكون قد وضّحت لكم.. شكراً لسعة صدوركم.. وأرجو أن تنصحوني وكل ما تقولونه لي إن شاء الله سأفعله. ha أول ما قرأت رسالتك خطر ببالي حديث سمعته يقول -فيما معناه- "النظرة سهم من سهام إبليس، من تركها مخافتي، تركت له إيماناً يجد حلاوته في قلبه"، فلا تستهيني بالنظرات ولغة العيون يا صديقتي؛ فالعيون نوافذ على الروح، والنظرات تحمل قوة النفس ورغباتها، وما بينكما بشكل غير معلن من نظرات وتواصل؛ يعني أن علاقتكما لم تنتهِ، وأنه ما زال يريد أن يرتبط بك؛ برغم ما حدث من ظروف. لذلك حاولي أن تجدي وسيطاً بينكما يتبين ما يريده منك بالظبط، وإن كان ما يزال يحبك فليُعيد محاولاته في الاقتران بك، ولتحاولي أنت هذه المرة أن تقنعي أهلك بالتساهل والتيسير، ولا تقفي صامتة ومستقبلك والشخص الذي تحبينه يضيع من يدك، وإذا كان هذا الشخص قد صرف نظراً عن الموضوع، وهو فقط يتسلى بلعبة النظرات؛ فاحذري "لأن العين تزني وزناها النظر"، ولأن استمرارك في التواصل معه بالنظرات، سيجعله يظن سوءاً فيكِ؛ حتى وإن لم تتكلمي معه أو تفعلي أي شيء خطأ. أما بالنسبة لفكرة ثقتك بنفسك؛ فأنا دايماً باقول لكل بنت: إنتِ أميرة مستنيّة أمير، ولازم كل واحدة تفكّر في نفسها كأميرة مستنيّة أمير؛ بس أميرة مش مجرد لقب؛ لكن بعلمك وشخصيتك وأخلاقك وطموحك وعزة نفسك، وأنا شايفاكِ أميرة فعلاً بكرامتك وعزة نفسك وأخلاقك، الجمال يا صديقتي مش جمال الشكل أو الهيئة، وهناك حكمة تقول "لا يوجد امرأة قبيحة وامرأة جميلة"؛ ولكن بعض النساء لا يعرفن كيف يُظهرن جمالهن؛ بدليل أن هناك نساء كثيرات لا يتمتّعن بجمال الشكل؛ ولكن مع ذلك ناجحات على مستوى العلاقات، وتزوجن وأنجبن وهكذا. صديقتي ابحثي دوماً عن الجميل فيكِ وأظهريه.. اهتمي بمظهرك في إطار الاحتشام، واهتمي بنظافتك الشخصية وآداب التعامل والسلوك، وستكونين أجمل البنات.. طبطبي على نفسك كل يوم ودلّعيها.. حاولي أن تحبي نفسك لكي يحبك كل من حولك؛ فأنت تستحقين الحب دون غرور أو تعالٍ؛ فقط اعرفي قيمة نفسك، علمك وشخصيتك ومهاراتك وأحلامك؛ فلكل هذا قيمة مثل لون بشرتك وتقسيم قوامك ونعومة شعرك. وتوقفي عن النظر إلى هذا الشاب حتى تتبيني نيّته، وصدقيني ستجدين الحلاوة التي وعدك الله بها في قلبك، حلاوة الإيمان والثقة بالله بأنه سيعطيكِ نصيبك الذي تستحقينه دون نقصان، وسيرسل لك الشخص المناسب.. حلاوة الإيمان ستملأ قلبك وستشعّ نوراً على وجهك أيضاً.