يحفل تاريخنا العربي بكثيرٍ من النوادر والطرف والفكاهات، التي تخبرنا عن ظرفاء العرب وحكمائهم أيضاً.. نتخير بعضاً منها لنقرأه سوياً؛ علّها ترسم بسمةً على شفاهكم، وتنقل لنا ولكم لمحات من زمانهم. ***********
إن كنت تريد أن تسابق بها! جاء رجل إلى الشعبي -وكان ذا دعابة- فقال: إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء؛ فهل لي أن أردّها؟ فقال إن كنت تريد أن تسابق بها فرُدّها!
*********** السقف يسبّح لله
سكن جحا في دار، فشكا لصاحبها أنه يسمع قرقعة في سقفها. فقال صاحب الدار: لا تخف إن السقف يسبّح لله. فقال جحا: أخشى أن تدركه رقة في قلبه فيسجد علينا.
*********** شديد المضغ سريع البلع! سأل أشعب صديقاً له: لماذا لا تدعوني أبداً إلى طعامك؟ قال الصديق: لأنك شديد المضغ سريع البلع، إذا أكلت لقمة هيّأت أخرى بسرعة. فصاح أشعب: جُعلت فداك! أتريدني أن أصلي ركعتين بين اللقمة والأخرى! *********** شاعر بِفَم معوج! وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة، فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه، التماساً لمكافأة. ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله: ما بال فمك معوجاً؟ فردّ الشاعر: لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس. *********** أأستحمُ تجاه القبلة؟! سأل رجل الشعبي: إذا أردت أن أستحمّ في نهر؛ فهل أجعل وجهي تجاه القبلة أم عكسها؟ قال: بل باتجاه ثيابك حتى لا تُسرق.