أدان فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب -شيخ الأزهر الشريف- أمس (الأحد) تمزيق صفحات من المصحف الشريف على أيدي قلة بأمريكا أمس الأول (السبت)، واصفاً هذا العمل ب"الحقير". وأكد فضيلة الإمام الأكبر رفض المسلمين لأي اعتداء على مقدّساتهم، مشيدا بموقف العقلاء من الغرب الذين أدانوا محاولات المساس بالقرآن الكريم. وأوضح أن "قيام قلة حاقدة بتمزيق صفحات من المصحف الشريف، وقد أعماهم التعصب ودفعهم سوء القصد والإصرار على الإساءة للإسلام ومقدساته بتمزيق صفحات من المصحف الشريف أمس؛ هذا العمل الحقير لن ينال شيئا من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهو الكتاب الذي تعهّد الله سبحانه وتعالى بحفظه؛ حيث قال في محكم آياته: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}". وقال شيخ الأزهر: "إنني ومن موقعي كشيخ للأزهر -حصن الإسلام ومرجع المسلمين- أؤكد أن المسلمين يحترمون كل الأديان، ويرون أن العلاقة بين الشعوب على اختلاف أديانهم وأجناسهم تقوم على التعارف والمودة والإخاء، لكنهم لا يقبلون تطاولا على مقدساتهم ولا يسكتون على عدوان على بلادهم". وكان رجل قد قام أمس الأول (السبت) بتمزيق صفحات من المصحف الشريف، وأشعل فيها النار أثناء احتجاج بالقرب من الموقع المقترح لبناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد، قريبًا من موقع "جراوند زيرو" بنيويورك، في ذكرى هجمات 11 سبتمبر. وأضاف فضيلة الإمام الأكبر أن "القلة المنبوذة التي قامت بهذا العمل المشين إنما تتنكر لمبادئ الحرية واحترام الآخر، وللقيم التي تقوم عليها الحضارة الغربية، ولا تعبّر عن الغالبية الساحقة من شعوب العالم الغربي التي تشترك مع المسلمين في استنكار هذا العمل الأحمق، الذي يراد به إثارة الفتنة وإشعال صراع مفتعل، وتغذية مشاعر التعصب والتطرف". وأشار شيخ الأزهر إلى أن "الحضارة الإسلامية التي قامت على احترام التعدد، واحتفت بالتراث الثقافي لغيرها من الأمم؛ لم تعرف حرق الكتب ولا إهانة المقدسات، حتى في أكثر مراحل الصراع السياسي احتداماً وعنفاً". وقال: "إن الذين يتعمّدون الإساءة للقرآن الكريم ومقدسات المسلمين إنما يريدون إشاعة جو من العداوة والبغضاء، يحول دون الفهم العاقل المستنير لحقائق الإسلام وفضائله، والله متم نوره ولو كره الحاقدون والمتآمرون والجهلاء". عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (بتصرّف)