مشكلتي في خطيبي اللي كل ما تحصل مشكلة ينسى أي حاجة حلوة عملتها ويحسسني إن أنا سبب كل المشاكل وهو اللي عمره ما زعّلني؛ مع إن الحقيقة إنه ياما زعلني كتير؛ بس أنا اللي باعدّي له، وعلشان كده هو مش حاسس إن فيه مشاكل من ناحيته. دايماً يكبّر الموضوع ويخاصمني بالأربع والخمس أيام.. مش بيراعي ظروفي النفسية؛ برغم إنه عارف كل الظروف والمشاكل اللي حواليّ؛ بس المطلوب مني إن الحاجات دي كلها ما تؤثرش عليّ وأفضل أعامله وكأني لسه خارجة من حفلة.
مع إن والله أيام كتير بيكون متغير معايا وبيقول لي معلش علشان الشغل، وأنا باقدّر وباحاول أهتمّ بيه أكتر من الأيام العادية علشان أخرّجه من اللي هو فيه، وربنا يشهد إني باعمل اللي عليّ وزيادة علشان أرضيه.. لكن هو لو سألني سؤال ورديت أي إجابة غير اللي هو متوقّعها يبقى أجرمت في حقه -والله من غير مبالغة.
عايزة أقول كمان إني مخطوبة من 6 شهور، وما خرجتش غير مرة واحدة معاه، وما كناش لوحدنا؛ بس كنا نعرف بعض من قبلها ب6 شهور، وهو مسافر من وقتها وكل اللي بيننا تليفونات..
أقصد إني ما شُفتش أيام الخطوبة اللي بيحكوا عنها.. الحمد لله على كل حال، وكل اللي باتمناه إنه يقدّر الحاجة دي ويحاول يعوضني عنها.
أرجو الاهتمام وآسفة على التطويل.. شكراً لكم.
m.m
عندما تحدث مشكلة فإن معظم الناس ينسون في انفعالهم كل الأشياء الحلوة؛ ولكن الذكاء هو أن نستوعب ونحتوي بعضنا البعض، ونحاول أن نترك الأمور تسير ولا تأخذ أكبر من حجمها.
صدقيني.. مشكلتك مش إنه بينسى الحاجات الحلوة، مشكلتك الحقيقية هي "أيام الخطوبة اللي بيحكوا عنها"..
مشكلتنا أننا دائماً نتوقع العديد والعديد من الأشياء، ومنها أن يكون الجنس الآخر شبهنا تقريباً، ونرغب منهم أن يريدوا ما نريد وأن يشعروا كما نشعر، وعادة نصبح غضبانين ومحبطين إذا لم نجد ذلك.
معظم الفضفضات التي ترِد لنا بها هذه الشكوى، وهي أن الرجل لا يسمع أو يهتم، والمرأة تريد التعاطف.
ما أريد قوله أن طبيعة الرجل ليست كطبيعة المرأة، وفي اللحظة التي ترين فيها أن اهتمامه بك وبظروفك يجب أن يكون عن طريق الكلام والسؤال عن الأحوال، قد يرى هو أن العمل بجد والإنجاز في تجهيز مستلزمات الزواج هو الاهتمام الحقيقي والحل لكل مشاكلكما معاً لأنكما وقتها ستكونان في بيت واحد، ووقتها ستنتهي كل هذه الأوضاع.
وطبيعي أن يتوقع الرجل منك بعد يوم عمل طويل وشاق أن تكوني " وكأنك لسه خارجة من حفلة"؛ لأنه يعتبر نفسه يعمل من أجلك في المقام الأول ويحتاج أن تكوني مبهجة ولطيفة معه لتخففي عنه، وإن كان توقعه هو الآخر خاطئاً لأنه يتعامل مع إنسان له إحساس واحتياجات، وبالتأكيد لا يستطيع أن يكون سعيداً ومبتهجاً طوال الوقت.
صديقتي.. إننا ننسى حقيقة هامة جداً هي أننا مختلفين؛ فالرجال يتوقعون من النساء أن يفكّرن، وأن تكون ردود أفعالهن مثل الرجال، والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتصرفون مثلهن.. ودون وعي صريح باختلافنا؛ فنحن لا نأخذ الوقت الكافي لنفهم ونحترم بعضنا البعض، ونصبح كثيري المطالب، قاسين ومستائين ونصدر الأحكام وغير قادرين على التحمل.
وعن طريق فهم الاختلافات وتقبّلها يمكن أن نكتشف حلول جديدة نستطيع بواسطتها أن نحصل على ما نريد، والأكثر أهمية نستطيع أن نتعلم كيف نحب الأشخاص الذين نهتمّ بهم ونساندهم بشكل أفضل.
ووسط مشاغل الحياة قد لا تكون هناك مساحة ليهتمّ بك كما تريدين؛ فمعظم الرجال لا يهتمّون بالعلاقات والاتصال بالآخريين؛ ولكنهم يريدون العمل والإنجاز والفعالية، ولذلك فالرجل والمرأة يكمّلان بعضهما البعض.
فلا تفرضي سوء النية ولا تضعي من نفسك حكماً عليه وعلى كل تصرفاته واعتبريه جزءاً من طباعه وتقبّليه كما هو؛ فبعض الرجال لا يستطيعون التركيز في أكثر من شيء في وقت واحد، وعندما يكون لديه ضغط شغل أو مشكلة لن يأخذ باله من أشياء أخرى تحدث حوله، ولن يلاحظ حتى أنه متغير معك.
مشكلتك أنك تتوقعين منه أشياء كثيرة، تتوقعين الاهتمام وكلام معيناً وتنتظرين، وعندما لا تجدين ما تنتظرينه تبدئين في الغضب وتتخاصمان.
صديقتي هو يحبك ويهتم بك وإلا لماذا خطبك من الأساس؟ ولماذا يعمل ليوفّر لكما بيتاً والتزامات الزواج؟ لا تتوقعي منه أكثر من اللازم؛ فهموم العمل والحياة أحياناً تصل إلى ما لا يُطاق، وطبيعتك مختلفة عن طبيعته.
رأيي أن تتوقفي عن أن تطلبي منه الاهتمام، واجعلي من علاقتك به واحة أنتما الاثنان ترتاحان فيها، وابدئي أنت في الاهتمام به (برسائل صغيرة جميلة - أو بتليفونات في أوقات غير متوقعة لمجرد قول "أحبك" أو "وحشتني").. اصنعي معه ما تريدين أن يقوم به ويفعله معك، ولو هو ذكي بالتأكيد سيحسن علاقتك به.
أما همومك وآلامك فاحكيها لأمك وأختك وصديقاتك؛ فهم سيحبّون سماعها أكثر من أي رجل وسيمنحوكِ الدعم المعنوي الذي تحتاجينه.
ولاحظي أنك قد مضى على خطوبتك شهور، وما زلت لا تعرفين طبعه جيداً.. ولذا أنصحك بقراءة كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"، وهو متواجد على الإنترنت في نسخ إلكترونية، وفّقك الله.