أجرى المستشار عبد المجيد محمود -النائب العام- معاينة لموقع سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" للفنان الهولندي العالمي فان جوخ بمتحف محمد محمود خليل؛ وذلك للوقوف بنفسه على ملابسات حادث السرقة وكيفية وقوعه. حيث توجّه النائب العام إلى المتحف صباح أمس (الأحد) يرافقه المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد، ورئيس المكتب الفني، وفريق من محققي النيابة العامة حيث استمعوا إلى أقوال عدد من مسئولي المتحف خلال المعاينة، وتفقّدوا أماكن ومواقع الدخول والخروج، واطّلعوا على شروط التأمين والسلامة المقررة ومقتنيات المتحف وأعداد العاملين به وأماكن دخول المترددين عليه. كان فاروق حسني -وزير الثقافة- قد أكّد مساء السبت أن الإجراءات مستمرة لاستعادة لوحة زهرة الخشخاش، بعد أن تبيّن أن المعلومات التي أبلغه بها الفنان محسن شعلان -رئيس قطاع الفنون التشكيلية- حول استعادة اللوحة غير دقيقة، ولم تتأكد حتى الآن من الجهات المختصة. وأصدر "حسني" فور اكتشاف السرقة قرارا عاجلا بإجراء تحقيق إداري مع كل المسئولين بالمتحف وقيادات قطاع الفنون التشكيلية حول سرقة اللوحة، قبل أن يحيل الجميع إلى النيابة الإدارية لتحديد المسئولية مع إبلاغ المسئولين عن المنافذ الجوية والبحرية والبرية؛ لعدم تهريب اللوحة إلى الخارج. وقد بدأت نيابة شمال الجيزة الكلية تحقيقاتها في حادث سرقة اللوحة، والاستماع إلى أقوال عدد من المسئولين عن المتحف لبحث مواقيت وكيفية بدء العمل اليومي وانتهائه داخل المتحف, وحركة المترددين عليه من العاملين والزائرين بهدف التعرف على مرتكب الحادث، ووضع تصوّر لكيفية وقوعه. وقررت النيابة بإشراف المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية تكليف سلطات الأمن بإجراء تحريات موسعة عن الحادث ومعرفة الجناة وتعقّبهم وضبطهم. يشار إلى أن حادث سرقة اللوحة وقع ظُهر أمس الأول (السبت) أثناء فترة الزيارة الرسمية للمتحف، وهي تعدّ السرقة الثانية التي تتعرض لها اللوحة من نفس المتحف؛ حيث تمت سرقتها في عام 1978 على يد لص يُدعى "حسن العسال" ثم أعيدت بعدها بقليل إلى المتحف بطريقة غامضة، وهو ما جعل البعض يردد أن الغرض من السرقة كان نسخ اللوحة، وأن الموجودة في المتحف هي النسخة المقلّدة بينما اللوحة الأصلية هُرّبت إلى الخارج. وكشفت المعلومات الأولية أن اللوحة المسروقة تُعادل قيمتها نحو 55 مليون دولار أمريكي، إلا أن متخصصين أكدوا أنها تنتمي إلى تلك الإبداعات التي لا تقدّر بثمن في التراث العالمي؛ حيث يُعتقد أن فان جوخ (1853- 1890) رسمها عام 1887 قبل 3 سنوات من مقتله بطلق ناري. ويعدّ متحف محمد محمود خليل واحدا من أهم المتاحف في مصر، وهو في الأصل قصر لصاحبه جمع فيه مختارات من كنوز الفن العالمي، ثم وهبه مزارا ومتحفا للمتذوقين، ويقع المتحف بقلب القاهرة. ويحتوي المتحف على روائع الفن، وكان لافتتاحه صدى عالمي اهتمت به كل الأوساط الفنية على المستويين المحلي والعالمي. عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (بتصرّف)