أنا عندي مشكلة غالباً في معظم المجتمع المصري.. أنا في كلية من إحدى كليات القمة ولي طالبة زميلتي، مرتبطين أنا وهي عاطفياً لدرجة كبيرة قوي، وبجد كل واحد فينا ما بيقدرش يستغنى عن التاني لحظة، وبنتكلم في التليفون كتير قوي.. والجميل في حكايتنا الجميلة دي إن الأهل عارفين لأن النية من الأول هي الجواز بإذن الله. وهنا كانت المشكلة.. إحنا باقي لنا سنة واحدة غير السنة دي إن شاء الله ونتخرج.. المهم إن أهل زميلتي عايزين الارتباط يتم قبل ما نتخرج وأهلي عايزين بعد ما نتخرج على طول، والغريب إن كل واحد مُصِرّ قوي على رأيه، ونسألهم يقولوا إنهم مش معترضين على الارتباط؛ بس كل واحد ومواعيده. أهلي بيقولوا لو حصل ارتباط هتنشغلوا عن المذاكرة وكده، وأنا باحاول أقنعهم إننا مش هننشغل خالص، بس لا حياة لمن تنادي.. وحبيبتي تقنع مامتها إنه عادي لما نستنى شوية لحد ما نتخرج، مامتها تقول لا، وإحنا ولا أكننا لينا رأي في الموضوع من أصله كل واحد ماسك على رأيه ومش راضي يتنازل أبداً. وأنا وحبيبتي تايهين نعمل إيه؟ بنقول يا رب.. ويا ريت تقولوا لنا نعمل إيه في المشكلة السهلة الممتنعة دي وألف شكر بجد على الموقع الرائع والجميل ده. dragon أخي العزيز: إنه ليسعدني كثيراً، أن أرى شخصين يقدران الحب الحقيقي، ويحترمان ثقة الأُسر والأهل، ولا يرغبان في فعل شيء يغضب الله؛ فهما يُرضيان المولى عز وجل ليرضيهما في النهاية، وأنا على ثقة تامة أن الله لن يُخلف ظنكما إن شاء الله. أما فيما يتعلق بأمر أسرتك؛ فأعتقد أن عليك أن تُحاول أن تتحدث معهم بشكل محترم ومهذب، وأن تخبر أسرتك، أن الأمر لن يتعدى قراءة الفاتحة، حتى تُنهيا دراستكما، وأنكما بالفعل تتقابلان في الكلية.. وبالفعل أسرتها تعلم بعلاقتكما، وبالفعل أسرتك أيضاً تعلم بعلاقتك بها، فما الاختلاف؟ أهو ثمن الدبلة التي سوف تكون في يدها؟! أم أنها قراءة الفاتحة التي لن تكلّفك أو تكلفها الكثير؟ فقط ليكون الأمر في إطار شرعي وفي إطار أكثر رسمية، لأن أسرتها أيضاً لديها الحق في هذا؛ فهي تخاف على سمعة ابنتها، ولو كانت أختك في الموقف ذاته لسارعت أسرتك بالارتباط الرسمي. لهذا عليك أن تتحدث مع أسرتك، وأن تعدهم بأن تجتهد، وأن يكون هذا الارتباط حافزاً لك ولها، للاجتهاد وللتفوّق، والتجربة لن تضر شيئاً؛ فليجربا، وإن وجدت أسرتك أن هذا الارتباط سوف يشغلك عن دراستك؛ عندها تُنهي الخطبة، ويتم تأجيل الأمر حتى انتهاء الدارسة، وأعتقد أن هذا سوف يكون حلاً وسطاً، وليس فيه أي شيء يضير بأسرتك. وإن كان الأمر على ثمن الدبلة؛ فحاول أنت أن تعمل في أية وظيفة في هذه الفترة، حتى تجمع ثمن الدبلة، أو تحاول هي أن تُقنع أسرتها أن تكون قراءة فاتحة دون أية دبل أو أشياء رسمية، وأن تكون الخطبة وباقي المراسم كلها كاملة بعد الانتهاء من الدراسة؛ خاصة أن كليتكما كلية عملية، وتحتاج منكما الكثير من التركيز في الدراسة، والانشغال بمثل هذه الأمور سوف تشتتكما عن هدفكما، وأعتقد أن أسرة فتاتك سوف تكون حريصة على مستقبل ابنتها مثل حرص أسرتك على مستقبلك تماماً وربما أكثر. وهي أيضاً من جانبها عليها أن تتحدث إلى أسرتها، أن يكون الأمر في أضيق الحدود، وأنكما لا تريدان لأي شيء أن يعكر صفو تفكيركما في المذاكرة، وأنك سوف تفعل ما بوسعك لإرضاء أسرتها، ولكن أيضاً ينبغي أن تضع هي وأسرتها في حسبانها أنك أيضاً تريد أن ترضي أسرتك، وألا يكون الأمر بشكل يستفز أياً من الأسرتين، حرصاً منك على رضاء الأبوين، والحصول على رضاهما ومباركتهما لهذه الزيجة. وأنا أكيدة أن الأسرتين سوف يتفهمان، وسوف يزيح الله الغمة، بالدعاء، والتقرب إليه سبحانه وتعالى، وهو يعلم بصدق النوايا، مع تمنياتي أن يجمع الله بينكما في خير في القريب العاجل إن شاء الله.