السلام عليكم، أنا باشكر بص وطل على مجهوده الرائع وأرجو أنكم تردوا عليّ بأسرع وقت لأني فعلاً محتاج نصحكم في الموضوع بتاعي. أنا دخلت كلية قمة الحمد لله، واتعرفت على زميلة ليّ في الدفعة، وكان تعارف سطحي؛ بس حصلت بعض المشاكل من طرف أهلها لأنهم صعايدة ومش حابين إن بنتهم تكلّم أولاد وكده، وأنا بالفعل بعدت عنها، وبعدها ب3 سنين اتقدمت لها رسمي في البيت ووالدها ما كانش عنده مانع من الارتباط؛ بس قال لي لما تتخرج ومش هينفع دلوقتي.. بس اتكلم بطريقة مش تمام، وكمان أخوها الكبير اللي أكبر مننا بأربع سنين استقبلنا وحش. عدّت الأيام وأهلي طلبوا مني أبعد عنها لأنهم مستحيل يدخلوا البيت ده تاني؛ بس فوجئت بعدها بسنة إنها بتكلمني وعايزة ترجّع علاقتنا تاني، وأنا بصراحة تماشيت معاها لحد ما في يوم قالت لي إنها فاتحت مامتها وقالت لها إن أهلي زعلانين من كذا... مامتها قالت لها هم فهمونا غلط وإحنا كنا رافضين عشان السن ّوكده؛ بس ممكن قبل ما تتخرجوا بسنة تكتبوا الكتاب، ولما تتخرجوا تتجوزوا. وقالت لها كمان إنها هتكلم باباها، ولما كلّمها قال لها: أنا ما عنديش مانع، وهو أثبت إنه متربي وابن ناس وكده؛ فراحت مامتها بعتت لي معاها تقول لي أروح لها أعرّفها أهلي زعلانين من إيه وتصلّح سوء التفاهم اللي حصل. أنا فرحت جداً بالكلام؛ بس قلت أخلّص امتحانات الأول وأحكي لأهلي الموضوع عشان ما أشغلش نفسي في فترة الامتحانات؛ بس أمهّد قبلها لأهلي وكده. ولما مهّدت وفتحت الموضوع لقيتهم ثاروا وزعلوا وقالوا إحنا مش هندخل البيت ده تاني وإحنا اترفضنا مرة مش هنروح تاني... وده من قبل حتى ما أقول لهم كلام مامتها. سكتّ وما قدرتش أقول لهم على حاجة، ومنتظر لحد ما أخلّص امتحانات برضه... أعمل إيه وأقنعهم إزاي؟ أنا بحبها وهي كمان، ومش قادر أستغنى عنها، حاسس إن جزء من شخصيتي اللي اتكونت بجد في الأربع سنين اللي فاتوا -وأنا بحبها- هضيع لو هي ضاعت مني بعد ما الأمور مشيت وبقت تمام. أ.ص.ف تحقيق الأهداف الغالية يحتاج منا إلى صبر ومثابرة وإلى إصرار على الوصول لما نريد؛ فما ننتظره من السعادة -عندما يتحقق الأمل- يستحق كل ما نتكبده من المشقة والألم للوصول إليه. وكلما كان الأمل غالياً والهدف الذي نسعى إليه كبيراً كلما كان الثمن الذي ندفعه للوصول إليه باهظاً، وكلما كان الجهد مضاعفاً وقد قال الشاعر: "وما نيْل المطالب بالتمنّي ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً". "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس"؛ فعلينا أن نسعى ونجتهد ونبذل الجهد، وإذا ما أُغلق أمامنا باب أن نبحث عن غيره ونطرقه، وأن لا نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى أحلامنا تنهار وسعادتنا تتناثر أشلاء لنقول نَصيبٌ ونبكي الأطلال. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "اعقلها وتوكّل (على الله)"؛ بمعنى أن نأخذ بالأسباب ونسعى ونجتهد ونترك النتيجة بعد ذلك لله وحده سبحانه وتعالى وكلنا رضا بما يقدره لنا. صديقي: كيف فهم أهل فتاتك الموقف خطأ وقد أتيت لهم من الباب ومعك أهلك؛ فأي دليل أكبر من هذا على صدق النوايا وعلى الرغبة الصادقة في السير على الطريق المستقيم والابتعاد عن خطوات الشيطان! فقد كان عليك أن تتأكد من موقف أهل فتاتك قبل أن تزجّ بأهلك في هذا الموقف المحرج الذي مازال حاضراً في أذهانهم لم تمحُ الأيام ذكراه. فأن يوافقك أهلك، وأنت ما زلت تدرس، ويذهبوا معك ليطرقوا باب فتاتك بناء على رغبتك؛ لم تكن خطوة سهلة عليهم، وبالرغم من هذ فقد وافقوك وقاموا بها من أجل سعادتك واستقرارك النفسي. لهذا لا أعتقد أن يصرّوا على موقفهم هكذا طويلاً؛ لأن سعادتك هي الأهم عندهم دون شك؛ فقد يحتاج الأمر منك إلى مزيد من الجهد لإقناع أهلك بمعاودة الكرّة مرة أخرى، وقد يبدو الأمر صعباً لكنه أبداً ليس مستحيلاً. فلا تشغل بالك الآن إلا بتحقيق النجاح والتفوق؛ إن أمكنك هذا، ولا تفكّر بالأمر إلا بعد انتهاء الامتحانات؛ حتى لا تزجّ بنفسك في مشاحنات وانفعالات قد تؤثر سلباً على إنجازك وأدائك في الاختبارات؛ فتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. ثم بعد ذلك عليك أن تشرح لهم الموقف كما حدث باستفاضة، وتوصل لهم وجهة نظرك بالسياسة وبالإقناع ودون انفعال، وأكيد أنهم سيتفهّمون وجهة نظرك، وسوف يزول سوء التفاهم الذي حدث بينم وبين أهل فتاتك، وينتهي هذا الموقف لصالحك إن شاء الله تعالى بمجرد أن تطرقوا بابها مرة أخرى. على أن تتأكد فتاتك هذه المرة -وقبل أن تطرقوا بابها ثانية- من موقف والدها مائة بالمائة.