كشفت دار "بيت الياسمين" للنشر والتوزيع عن باكورة إصداراتها؛ حيث من المقرر أن يطرح قريباً ثلاثة كتب عن الدار؛ الأول بعنوان "السبت فات والحد فات" للكاتب الكبير الأستاذ إبراهيم عبد المجيد، إضافة إلى مجموعة قصصية للأستاذة حنان فاروق بعنوان "ثقوب تتسع قليلاً"، وكتاب "رفيقي للكونسير" للأستاذ حسام الدين زكريا، وهو معجم مصطلحات الموسيقى الكلاسيكية عربي-إنجليزي، وإنجليزي-عربي. وكُتِب على خلفية كتاب "السبت فات والحد فات": "السبت فات والحد فات وبعد بكرة يوم التلات"؛ أغنية شهيرة للمطرب الجميل الراحل محمد عبد المطلب، والسؤال هو: في أي لحظة من الزمن يقف ويعلن ذلك بصوته القوي المليء بالشجن، رغم ما يبدو عليه من ارتفاع في النبرة؟ لابد أنه يغني يوم الاثنين؛ لأنه يقول الحد فات، وفي هذه الحالة "لا يكون بعد بكرة يوم التلات" إذن هو يغني في لحظة من الزمن بين الأحد والاثنين. ولا توجد خارج الزمن أية لحظات، إذن "هو يغني خارج الزمن".. هذا هو التفسير الوحيد، وهذا حال حياتنا في مصر للأسف.. القضية إذن جادة؛ ولكن الحقيقة مسخرة. ونقرأ في خلفية كتاب "ثقوب تتسع قليلاً": ذات جنون في مصحَّة العقلاء قررت أن تقابله، جمعت أغنيات الحُبِّ، وضحكات الفرح، وصرخات الحرب، وارتجافات الحزن.. صنعت منها دنيا، غلَّفتها ببعضها وتركت البعض الآخر يرتِّب حياتها الأخرى. في يوم اللقاء أخرجت ثوب زفافها القديم وطرحتها التي لَم تعُد بيضاء، حاولت ارتداء الثوب فأبى أن يحيط بجسدها الممتلئ بالسنين، وضعت الطَّرحة على رأسها فتنافر اصفرارها المُجهد مع شعرها المتمرِّد على كل شيء.. التحفت عباءتها السوداء وطرْحَتها المظلمة، وتركت بقعتي ضوء تُطلان من عينيها الذابلتين. عند حلول الموعد انتظرت، أحرَقَها الغياب، ناداها بعضها القابع في الصَّمت، انتفضت، لملمت ظلامها وأودعت دُنياها وبقعتي الضوء أمانات المصحَّة بعد أن حجزت موعد كشف جديد. ونقرأ من كتاب "رفيقي للكونسير": صمم هذا القاموس بغرض معاونة هاوي الموسيقى العالمية الجاد، والذي يرتاد حفلات الكونسير بانتظام وتواجهه بعض صعوبات في تفسير المصطلحات والتعريفات الموجودة في كتيّبات البرامج. ويضم القاموس تعريفات بالصيغ الكبرى لموسيقى الحضارة الغربية، وكذا الآلات الموسيقية الشعبية لمناطق مختلفة حول العالم؛ وخاصة الآلات التي لعبت دوراً في تطوير المؤلفات الأوركسترالية الجادة، أو تطوّرت عنها آلات الأوركسترا التقليدية نفسها، ورصد القاموس أيضاً الرقصات الشعبية حول العالم، والتي كانت لها مساهمات في الموسيقى الجادة، كما أحاط القاموس بفن الأوبرا ومصطلحاته مع نبذات تاريخية للتحوّلات التي حدثت في تلك الصيغة الضخمة. هذا وقد اهتم القاموس بمصطلحات وصِيَغ الموسيقى الكنسية التي كانت عماد الطقوس، كالقدّاس والقدّاس الجنائزي والأوراد والمدائح... إلخ.