"يا رب يا علام الغيوب" أولاً: أنا أحب أشكر العاملين على الموقع لأنكم بجد من أحلى المواقع اللي بنفضفض لها كلنا.. المهم أنا مشكلتي إني بحب طالب في 4 طب، اتعرفت عليه من النت، وهو إنسان طيب ومحترم وما شاء الله حافظ كتاب ربنا، ومن نفس بلدي، شافني وعرفنا بعض، وقرّبنا من بعض أوي يعني ما بقيتش مجرد معرفه نت. والعلاقه تطورت بإننا بقينا بنحب بعض، وهو فاتحني في إنه عاوز يخطبني؛ بس والده قال لما تخلّص الكلية تقدر تفاتحني في مواضيع الارتباط دي؛ فالمشكلة إن قدامه 3 سنين عشان يقدر ياخد خطوة جادة. وجت فترة لما اتقدم لي عريس زعل، وقال لي هتفضلي ترفضي عرسان عشاني، وأنا كده باظلمك وأنا ما اقدرش أقول لك وقّفي حياتك واستنيني، يبقى حرام عليّ لأني عارف إن أي بنت بتتمنى تتخطب وتتجوز. طبعاً أنا قلت له ما تشغلش بالك وأنا هاقف جنبك وما تقلقش، والدي نفسه رفض العريس، واتفقنا إننا هنسيب الارتباط الرسمي للقدَر والظروف.. ويا عالم الزمن مخبي لنا إيه.. ويا ترى إحنا من نصيب بعض ولا لأ؟ بجد أنا حبيته بقلبي وعقلي، وخصوصاً إنه مؤخراً بقى بيقول لي بحبك كتير ونفسي نرتبط وتبقى نصيبي؛ بس إحنا مش بنتكلم على طول وبنتطمن على بعض كل فترة، وقليل جداً لو شُفته بسبب الدراسة، ولو اتكلمنا مش بنلاقي كلام كتير، ومش عارفة إزاي هنفضل كده 3 سنين؟؟ يا ترى قصة الحب دي هتستمر؟؟ طب نحافظ عليها إزاي؟؟ طب أعمل إيه؟ ويا ترى أضغط عليه إنه يعرّف أهله مؤقتاً؟ أعمل إيه؟ نفسي أحافظ على الحب ده ونفسي أبقى من نصيبه؛ بس نتغلب على البعد إزاي؟؟ أنا آسفة إني طوّلت في الكلام؛ بس ده مجرد شيء بسيط من اللي باحس بيه. أنا باتعذب لمجرّد إني أتصور إننا ممكن نملّ ونزهق أو يحصل أي حاجة في ال3 سنين تفرق ما بيننا لأنني فعلاً مش زي ناس كتير بيحبوا حوالينا دايماً على اتصال ببعض. يا ريت تقولوا لي رأيكم في الحب ده وتدعو لنا إننا نحافظ على بعض وما يجيش الوقت اللي نبعد بسبب المدة والبعد. وفي النهاية ما حدش عارف النصيب فين وربنا مخبي لنا إيه. a.s عزيزتي.. أنا أشعر بقلقك ومعاناتك وأتفهمهما؛ ولكن هل تعرفين ماذا يمكن أن يحدث في ثلاث سنوات كاملة؛ خاصة في زمننا هذا الذي يبات فيه المرء على حال ويصبح على آخر؟ أنتِ هنا قُلتِ عبارة حكيمة جداً هي أنكما ستتركان أمر ارتباطكما للزمن وتغيّراته ومعطياته, أي أنكما قررتما التحلّي بالمرونة فيما يخص مصير علاقتكما؛ لتعطيا مساحة لأية معطيات مادية أو معنوية تضاف للأمر ومن شأنها التأثير فيه؛ هذا جيد.. ولكن فلنُضف إليه أن عليكما التعامل إيجابياً مع تلك المعطيات لا مجرد الاستسلام لها. وهكذا يتحقق التوازن الصحي لتخطيطكما للمستقبل, إن شاء الله. ولكني أشفق عليكِ من تعذيبك نفسك بالقلق من المتغيرات العاطفية خلال السنوات الثلاث المذكورة؛ فأنتِ تفترضين وقوع البلاء قبل وجود ولو بادرة ضعيفة على اقتراب قدومه؛ مما يهدد بالفعل بوقوعه.. نعم؛ فتنغيصك على نفسك حياتك بهذا القلق المستمر من ضياع المشاعر الطبّية بينكِ وبين فتاكِ، من شأنه -مع الوقت- التأثير سلباً على أفكارك وتصرفاتك؛ كأن يجعلكِ شديدة "الوسوسة" بشأن أي تصرف من الفتى, كأن تفسّري حديثه معك بإرهاق بأنه ملل منكِ رغم أنه قد يكون مرهقاً من الدراسة, أو أن تعتبري انشغاله في المذاكرة إهمالاً متعمداً منه لكِ, أو أي من تلك الظنون السوداء التي تقتل الحب قتلاً, وكل ذلك بسبب الاستسلام للخوف الدائم من فتور المشاعر؛ الأمر يشبه من يبالغ في الخوف من الأمراض؛ فيظل يبتلع الفيتامينات حتى يصاب بالتسمم! والشيء إذا زاد عن حده فإنه -كما تعلمين- ينقلب لضده. عزيزتي, ما دام حبكما نظيفاً, وما دام خالياً مما يُغضب الله أو ما يُريب القلب والأخلاق؛ فلماذا الخوف؟ ألم تسلّمي أمركِ لله؟ فلماذا القلق بعد ذلك وهو -عز وجل- أرحم بكِ من نفسك؟ نصيحتي لكِ أن تهوّني على نفسك, وأن تكفّي عن القسوة عليها بالخوف الدائم المرضي، أما نصيحتي لكل منكما؛ فهو أن يمهّد لأسرته الأمر من الآن؛ فليخبر هو والده -ولو تلميحاً- بوجودك في حياته, ولتُخبري أنتِ والدتك بميلك له ورغبتك انتظار تخرجه, وهذا أولاً ليكون حبّكما في النور بعيداً عن ريبة الكتمان, وثانياً ليكون ثمّة تقبّل في أسرتك لرفضك أي ممن قد يتقدمون لكِ خلال تلك الفترة. وأخيراً لتحاولا -خلال تلك السنوات- تقريب المسافات بين الأسرتين وخلق نوع من التفاهم بينهما تمهيداً للارتباط بعد تخرّج فتاكِ إن شاء الله تعالى. وفقكما الله. تحياتي لو عايز تفضفض لنا دوس هنا