أعلن رسام الكاريكاتير الدنماركي، الذي تسبّب في غضب عارم في العالم الإسلامي برسومه المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أمس (الإثنين) تقاعده من عمله في الصحيفة التي نشرت الرسوم؛ أملا في تخفيف الخطر الذي يتعرض له هو وزملاؤه الصحفيون. وقال الرسام "كورت فسترجارد" إنه شعر أن الوقت قد حان لإنهاء حياته المهنية التي استمرت 25 عاما في صحيفة "ييلادنس بوستن" الدنماركية. وكانت الصحيفة قد نشرت في سبتمبر 2005 للمرة الأولى 12 رسما كاريكاتيريا مثيرا للجدل حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أثارت استنكارا شديدا وتظاهرات في العالم العربي والإسلامي في يناير وفبراير 2006 ضد الدنمارك. وقال إنه لا يعتزم ممارسة رسم الكاريكاتير في المستقبل، إلا أنه يتطلع إلى عرض أعماله وخاصة الرسوم بالألوان المائية. وتعرَّض الرسام في يناير 2010 إلى محاولة قتل على يد رجل صومالي بالقرب من منزله في بلدة "أرهوس". ونجا بعد أن اختبأ في الحمام وأغلق الباب. ومنذ ذلك الحين وهو تحت حماية الشرطة وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. وقد حصل "فسترجارد" على إجازة من الصحيفة لأسباب أمنية منذ نوفمبر 2009 بعد اعتقال رجلين في شيكاغو للاشتباه بالتخطيط لمهاجمة الصحيفة. على سياق متصل أطلق عدد من الشخصيات البريطانية العامة الإثنين حملة من أجل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في لندن على أمل التصدي للأفكار السلبية عن المسلمين في بريطانيا بالاستعانة بوسائل المواصلات. وتطلق هذه الحملة مؤسسة "استكشاف الإسلام" والتي ستعرض حوالي 100 ملصق في محطات الحافلات في لندن، وعلى سيارات التاكسي، وفي محطات مترو الأنفاق. وتهدف الحملة، التي يدعمها متبرعون غير رسميين ورجال أعمال، إلى تحسين صورة الإسلام والمسلمين في الشارع البريطاني ومواجهة التصورات الخاطئة عن الإسلام والمسلمين. ويقول "كارلو جيبس"، بإحدى شركات الاتصالات، إن مجموعة من الشباب المسلمين المحترفين في بريطانيا هم الذين قاموا بتأسيس تلك المؤسسة عام 2009 بهدف القيام بعمل إيجابي لمجابهة "المفهوم السلبي عن الإسلام في بريطانيا". وأضاف أن الحملة جاءت في أعقاب مسح شمل استطلاع آراء 2152 شخصا تم إجراؤه في مايو، وأظهر أن 58% ممن شملهم الاستطلاع يقرنون الإسلام بالتطرف، فيما يربط 50% الدين الإسلامي بالإرهاب. وتبيَّن من المسح أن 59% يعتقدون أن الإسلام يشجّع على قمع المرأة تبعاً لما ورد بالوكالة الألمانية. ولا يرى أربعة من بين كل عشرة أشخاص أن للمسلمين تأثيرا إيجابيا على المجتمع البريطاني. ويُذكر أنه عقب التفجيرات الانتحارية التي استهدفت شبكة النقل في لندن في 2005 والتي راح ضحيتها 52 قتيلا و700 جريحا، شرع عدد من المؤسسات في التصدي لخطر تنامي نزعة التشدد بين الشباب المسلمين، وفي الوقت نفسه تصاعدت مشاعر العداء للمسلمين في البلاد. عن مصادر متعددة