وسط ضجة عنيفة أثارتها دعوتها لليهود بمغادرة فلسطين والعودة من حيث أتوا، قدّمت المراسلة الأقدم في البيت الأبيض "هيلين توماس" استقالتها الإثنين وبأثر فوري، وفق ما أعلنت مؤسسة "هيرست" الإعلامية. وتعتبر "هيلين توماس" 89 عاماً، عميدة الصحفيين بالبيت الأبيض، ومن أقدم العاملين بالمقر الرئاسي، الذي بدأت العمل به خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق "جون كينيدي" في حقبة الستينيات، وهي من كُتّاب الأعمدة في شبكة "هيرست". وأثارت المراسلة الأقدم في البيت الأبيض عاصفة في الولاياتالمتحدة، بعد أن صرّحت بأنه "على اليهود أن ينصرفوا من فلسطين والعودة من حيث قَدِموا"، غير أنها أوضحت فيما بعد تصريحاتها، وقالت إنها مؤيدة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وجاء تصريح "هيلين" وهي لبنانية الأصل، رداً على سؤال من الحاخام "ديفيد نيسينوف" جاء فيه: "هل من تعليق على إسرائيل؟"، وأجابت بالقول: "بحق الجحيم ليخرجوا من فلسطين". وسأل مجدداً بالقول: "هل من تعليق أفضل على إسرائيل؟". وأجابت: "تذكّر.. هؤلاء تحت الاحتلال وهذا وطنهم.. فهذه ليست ألمانيا ولا بولندا"، ولدى سؤالها: "إلى أين سيذهب اليهود؟"، أجابت: "ليعودوا إلى وطنهم؛ إلى بولندا وألمانيا، إلى الولاياتالمتحدة، إلى أي مكان آخر". وقدَّمت "هيلين" أول أمس (الأحد) اعتذاراً عن تصريحاتها، إلا أن الاعتذار لم يكن بكافٍ ليسكت الانتقادات العنيفة لها والمطالبة إما بإقالتها أو وقفها عن العمل في مؤسسة "هيرست". ورفض الحاخام اعتذار "هيلين" مطالباً إياها بتقديم اعتذار إلى الجالية اليهودية بأكملها. ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض أقوال "هيلين"، وعبّر عن استنكار الإدارة لمثل هذه التصريحات، كما أصدر مجلس رابطة مراسلي البيت الأبيض بياناً أدان فيه تصريحاتها، كما شجبت مجموعة مراسلي البيت الأبيض "هيلين" واصفة تصريحها بأنه "لا يمكن تبريره". وتعالت الأصوات المنادية باستقالتها، وعلى رأس المطالبين "آري فليشر" الناطق السابق بلسان البيت الأبيض خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وقال في بيان قدمه إلى "سي إن إن" الأحد: "تصريح "هيلين" الداعي إلى تطهير ديني لإسرائيل يستحق الشجب.. إذا لم يكن هذا التعصب الأعمى.. فما هو؟ ما قالته سيئ كالقول بأن على جميع السود مغادرة أمريكا والعودة إلى إفريقيا.. ينبغي لصحف هيرست فعل الصواب وإقالتها". ومن جانبها، رفضت رابطة مكافحة التشهير اعتذار "هيلين" بالإشارة إلى أنه لا يكفي "فإن تصريحاتها شائنة ومسيئة وغير مناسبة.. فاقتراحها بأن على اليهود العودة إلى بولندا وألمانيا ما هو إلا تعصب، ويظهر جهلاً عميقاً بالتاريخ". وكانت "هيلين" وحتى قبل استقالتها، تأتي يومياً إلى البيت الأبيض، وتجلس بشكل تقليدي في الصف الأول خلال الإدلاء بالبيانات الصحفية اليومية، وتحظى باحترام كبير من قبل زملائها ومن قبل طاقم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي احتفل في أغسطس الماضي بعيد ميلادها الذي تصادف مع عيد ميلاده ال48. عن "سي إن إن" إضغط لمشاهدة الفيديو: