أكّد وزير الخارجية الألماني "جيدو فيسترفيله" في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية الصادرة اليوم (السبت) إن ألمانيا تعد مصر مرتكزاً أساسياً للاستقرار في كل منطقة الشرق الأوسط. أشاد "فيسترفيله" بالدور الذي تلعبه حكومة الرئيس حسني مبارك في عملية السلام، متجنباً في الوقت ذاته توجيه انتقادات إليها؛ بسبب بطئها في تحقيق الإصلاحات الداخلية. وأضاف: "مصر، أولاً وقبل أي شيء آخر مرتكز أساسي للاستقرار في كل منطقة الشرق الأوسط، إننا نقدّر التزاماتها البنّاءة في عملية سلام الشرق الأوسط". وحول الشكاوى من تعثر عملية الإصلاح الداخلي في مصر، اكتفى بالقول: "نحن بالطبع نشجّع مصر على مواصلة جهودها من أجل الإصلاح الداخلي". كما أشاد الوزير الألماني بدور الأردن في عملية السلام، قائلاً: "إن الأردن يلعب دوراً أساسياً في عملية سلام الشرق الأوسط، إن أكثر من نصف سكان الأردن من أصل فلسطيني، وكل نكسة في العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية يكون لها تأثير مباشر في السياسة المحلية في الأردن. وهذا ليس وضعاً سهلاً، لكن الأردن ينتهج نهجاً بنّاء من خلال عمله الدؤوب للموازنة بين مصالح جيرانه، بما في ذلك إسرائيل. وهذا سبب آخر لكي تكون عمان محاوراً مهماً بالنسبة إلينا". كان "فيسترفيله" قد صرّح في مقابلة مع الصحيفة نشرت أمس (الجمعة) مع بدء جولته في الشرق الأوسط أن سوريا غيّرت تصرفاتها التي كانت محور شكاوى عديدة في السنوات الماضية، مشيراً إلى أنها تطبع حالياً علاقاتها مع لبنان. وقال الوزير الألماني: "هناك حاجة إلى خطوات أخرى بناءة من جانب سوريا، ولكن في الوقت ذاته فإن الحوار مع دمشق ضروري إذا أردنا أن نتحرك إلى الأمام لحل نزاع الشرق الأوسط". وعن المطالبات بأن تفكك سوريا تحالفها الوثيق مع إيران، قال: "على سوريا أن تقرر بنفسها مدى حرارة علاقاتها مع إيران، ولكن ما نريد رؤيته هو تعزيز القوى الساعية إلى السلام في المنطقة وتشجيع أي طرف في المنطقة، بما في ذلك سوريا على لعب دور بنّاء". وأضاف الوزير أن جولته في الشرق الأوسط التي تشمل لبنان ومصر والأردن وسوريا تأتي في الوقت المناسب لتزامنها مع إطلاق المحادثات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأشار "جيدو فيسترفيله" إلى أن ألمانيا تقدّم مساعدات للبنان لتأمين حدود أرضه ومياهه، مشيراً إلى أن "ألمانيا ليس لها علاقات سياسية مع حزب الله في لبنان". كما أعرب عن اعتقاد ألمانيا أن الحل الوحيد البعيد المدى لنزاع الشرق الأوسط يكون فقط من خلال حل الدولتين، والاعتراف بإسرائيل من قِبل جيرانها العرب. استهل "فيسترفيله" جولته في الشرق الأوسط أمس (الجمعة) بزيارة لبنان، وستكون القاهرة محطته التالية؛ حيث يلتقي اليوم (السبت) أمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ثم يتوجّه المسئول الألماني إلى الأردن غداً (الأحد) ويختتم الجولة بزيارة سوريا. عن وكالة الأنباء الألمانية