نشكر هذا الموقع فوق الممتاز بمكانته الثقافية الممتازة، وأشكر إدارة هذا الموقع وكل من يعمل فيه، أرسلت فضفضتي إليكم لأني أعلم أنكم أهل خبرة في إراحة كل حائر، وإيجاد حل لكل من لدية مشكلة. فضفضتي تبدأ من مشكلتي، وهي إن أنا لا أحب الذكاء الاجتماعي الذي يقوم به جميع أصدقائي أو من أعيش بينهم. فلا أعلم لماذا تتم المحادثات بين الناس بطريقة مواربة لا أكاد أفهمها، وحتى وإن فهمت منها شيئاً؛ فأنا لا أحبذها على الإطلاق في لغة التفاهم بين الناس؛ فلذلك أجد فجوة كبيرة بيني وبين الناس في التعامل؛ حتى يعتقد بعض من لي صلة بعيدة بهم أنني ساذج أو عبيط؛ مع أني فقط لا أحب تلك الطريقة في التفاهم. وحاولت كثيراً وقليلاً أن أُفهمهم أنني لا أحب تلك الطريقة في التفاهم، وحتى إن كنت أفهمها؛ فأنا لا أحب أن أطبّقها في حياتي نهائياً لأنها في بعض الأحيان -بل في كثيرها- تجعل سوء التفاهم وارداً؛ بل قد تتسبب في مشاكل لأن لغة التفاهم تلك تجعل أحاديثي فيها كثيراً من اللغط والدخول في غير معناها؛ لأن الكثير يتعامل مع الألفاظ بطريقة رديئة وفيها ما لا يفهم. أنا لا أحب أن أتعامل بهذه الطريقة.. فهل أنا مخطئ؟ أرجو أن تردوا عليّ.. هل أنا عندما لا أتعامل بهذة الطريقة التي يسمونها بالذكاء الاجتماعي أكون ساذجاً؟ neem
صديقي العزيز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: شكراً لك لأنك أثَرت نقطة هامة ويخطئ كثيرون في فهمها وهي الخلط بين الذكاء الاجتماعي والسلوكيات الأخرى التي تتسم -كما ذكرت- بالمورابة؛ بل والاستغلال أحياناً والنفاق والوصولية في أوقات أخرى، وكل هذه السلوكيات بعيدة كل البعد عن مفهوم الذكاء الاجتماعي الذي أسيء فهمُه واستُعمل كأداة لتبرير بعض السلوكيات السيكوباتية. فدعنا نفهم معنى الذكاء الاجتماعي الذي هو أحد مقوّمات النجاح في الحياة الاجتماعية والعملية والذي يتّفق مع مكارم الأخلاق وتعاليم الدين ولا يعني مطلقاً التحايل أو اللغة الغامضة والكلام المتوارب الذي يحمل أكثر من معنى.. فالذكاء الاجتماعي كما عرّفه علماء النفس هو: القدرة على التصرّف بحكمة في العلاقة بالآخرين.. ومواصفات هذه الحكمة أو صفات من يتمتع بالذكاء الاجتماعي: 1- فهم الآخرين والقدرة على التعاطف معهم واحتوائهم، والقدرة على العطاء والحب والودّ. 2- القدرة على الحوار والإقناع واجتذاب الآخرين. 3- اللباقة في المواقف الحرجة. 4- القدرة على التفاوض. 5- يلجأ إليه الآخرون في طلب النصح والمشورة؛ فلا يبخل على أحد بخبراته. 6- الثقة بالنفس - وعدم خشية المواجهة – القدرة على التعبير عن آرائه وأفكاره واحتياجاته بصراحة ووضوح؛ أي لا يلجأ إلى اللف والدوران في المناقشات؛ لأنه يستطيع توصيل أفكاره بلباقة دون أن يجرح مشاعر الآخرين. 7- يستخدم ذكاءه في الوصول للنجاح لنفسه وللآخرين؛ فهو يحب العمل الجماعي ولا يستمتع بالعمل منفرداً. 8- دماثة الخلق واستحسان الظن بالناس؛ لأنه واثق من نفسه ولديه مفهوم إيجابي تجاه ذاته، فلا توجد لديه دوافع لتكوين أفكار سلبية عن الآخرين. 9- متى وجد في مجموعة؛ فهو يمثل مصدر سعادة وبهجة وسرور لحرصه الدائم على الآخرين. أعتقد أنك بعد أن عرفت معنى الذكاء الاجتماعي؛ فلا يمكن أن تقول إنك لا تحبه.. أما ما لا تحبه يا عزيزي فهو ما يظنه البعض في زماننا ذكاء؛ لكنه ربما يكون انتهازية وسوء خلق، وخذ هذه الأمثلة: - الكلام الملتوي يعكس عدم القدرة على توصيل الأفكار أو تعمّد إخفائها لدناءتها أو رغبة في استغلال الآخرين أو مضايقتهم أو تحقيق مصلحة ذاتية على حساب الآخرين من خلال فهم مشاعر الآخرين ودوافعهم وإساءة استغلال ذلك. - والبعض قد تراه مستمعاً جيداً؛ ذلك من يتخذ مبدأ "اشتري وما تبعش"؛ فهو يتعرف على آراء الآخرين ليزيد من خبراته ويستغل أفكار الآخرين لتحقيق نجاحات شخصية. عزيزي.. هل رأيت؟ كلا النمطين يدرك مشاعر الآخرين، ويتعرف على أفكارهم؛ لكن الفرق بين النمطين يكمن في التمسّك بالمبادئ؛ لذا كن مرناً وتعلّم الكثير، واكتسب الخبرات لفهم الناس من حولك وفهم ذاتك أيضاً، وفهم ماذا تريد وما هي احتياجاتك.. كل ذلك بتمسكك بالمبادئ في المقام الأول، ولذلك سيُكتب لك النجاح بإذن الله.