بسم الله، مشكلتي يا سيدي قد تكون مشكلة شباب كثير؛ لكن الاختلاف في الظروف، وهي تأخر زواجي برغم أني الحمد الله بي صفات جميلة جداً بشهادة الجميع وفيّ أيضاً عيوب مثل أي إنسان فالكمال لله وحده. كل ما أتقدم لفتاة، سواء بطريقة مباشرة -يعني أكلمها بنفسي- أو بطريقة غير مباشرة أي عن طريق وسيط بيننا، لا يتم موضوع زواجي؛ حتى لو الفتاة موافقة وأهلها مبدئياً موافقون. لا أعرف هل رزقي ونصيبي لم يأتِ بعد أم أنا محسود أو معمول لي عمل. أرجو الإجابة عن أسئلتي، وإذا كان أحد من الذين يقرؤون مشكلتي يريد مساعدتي فأهلاً وسهلاً به. elomda أولاً يجب عليك أن توجّه الشكر لله عزّ وجل الذي منحك تلك الصفات الجميلة وجعلها من شِيَمك وجزءاً من أخلاقك؛ هذا قبل أي كلام. ثانياً هل لي أن أسألك سؤلاً بسيطاً؟ هل أنت متأكد أن هذه الزيجات التي فشلت كانت هي السبيل الوحيد للسعادة وبئر الحب الأبدي؟ هل أنت متأكد أن راحتك كانت ستكون مع أي من الزوجات اللاتي لم يكتب لك النصيب معهن؟ إذا لم يتضح المغزى من السؤال، فلا مانع من تكراره ولكن بشكل آخر: لماذا تعتقد في البنات اللاتي كنت على وشك الارتباط والزواج بهن نهاية المراد؛ فربما كانوا سبب تعاستك، ربما كانت إحداهن زوجة تقتات يومياً على الخناق، قبل الغداء وبعده، ربما كانت يد إبليس التي تُسرف وأبداً لا تتوقف؛ فينتهي بك الحال في سجن السلف وبأس الفلس. مغزى ما سلف يا صديقي العزيز أن الله عز وجل في كثير من الأحيان يمنع عنّا أشياء في ظاهرها خير لنا؛ ولكن في باطنها أذى، وقد تكون الفتاة ظاهرياً مقبولة الشكل حسنة الخلق؛ ولكن باطنها شخص آخر تماماً، قد تبدي أشياء وبعد الزواج تظهر أشياء أخرى؛ ولكن الله عز وجل -المُطّلع على بواطن الأمور- لم يرضَ لك السير على غير هُدى؛ فوجّهك دون أن تعلم، وأبعد عنك الشر الذي تراه خيراً. يجب أن تثق في قضاء الله وقدره وأن تتأكد أنه عزّ وجل لا يفعل شيئاً فيه مظلمة لعباده؛ لأن العدل خُلُقُ مَن اسمُه "العادل"؛ فكيف له أن يظلم. اصبر وانتظر بنت الحلال التي ستكون خير بديل عن كل ما فاتك، وتكون خير عِوض ونعم الزوجة، ستحمد الله بعد رؤياها أنك لم تتزوج حتى قابلتها. لا تجعل اليأس يأخذك إلى مناطق ضبابية ويغرقك في أوهام العمل المربوط في أذن النملة التائهة في صحراء "كوليرادو" بمنيا القمح. ومن هنا أوجّه دعوة لكل قراء بص وطل بأن تسارعوا في البحث عن عروس لصديقنا العزيز علّ الفرج يكون على أيديكم. وفقك الله إلى ما تحبه وترضاه