أنا عندي 17 سنة، وحبيت ولد مسيحي، وأنا مسلمة، اتعرفنا من سنة بالصدفة في الشغل بتاع ماما، وكنت معجبة جداً بيه في الأول، وبعدين ابتدينا نتكلم في الموبيل، وبعدين حبينا بعض جداً، والعلاقة تطورت جداً بيننا؛ بقت زي اتنين متجوزين بالرغم إني لسة بنت، والعلاقة مستمرة حتى الآن. ووعدني كذا مرة إنه هيبقى زيي، وكان على طول بيرجع في كلامه، وكنا مش متفاهمين في الأول خالص واستحملته، وبعدين حسيت إننا أكتر اتنين متفاهمين دلوقتي. ومن شهر اكتشفت إنه بيخونني وبيحب واحدة زيه، وكان بيكلمني وبيكلمها من غير ما أنا أعرف، وأخذت رقم البنت من موبايله واتصلت بيها، وعرفت إنه كان بيقول لنا نفس الكلام.. ورجع كلمني وقال لي: مش هاكلمها تاني سامحيني، وسامحته. وفي نفس الوقت فيه واحد اتقدم لي وعايز يخطبني، وأنا قلت لسه بدري علشانه، وبرضه رجع ليها تاني. ومن أسبوع قال لي إنه بيحبني وهيبعد عنها، وقعد يعيّط، وسامحته، وبعدت عن الولد اللي كان عايز يخطبني علشانه. وبعدين قال لي بعدها بيومين إنها اتخطبت وأنا رجعت له، ووعدني إنه بعد سنتين هياخدني ونسافر وأقنعه علشان يبقى زيي، وبعدين نتجوز؛ بس بره بعيد علشان أهله. بس أنا حاسة دلوقتي إني مش واثقة فيه خالص، وفي نفس الوقت مش قادرة أبعد عنه خالص، وحاسة إن كل ده حرام. أرجوكم ساعدوني وشكراً. ha
من الواضح أنك في حالة غيبوبة متقدمة، وحالتك متأخرة بشدة.. من الواضح أن كل وظائفك العقلية مُعطّلة، وكل مؤشرات الإحساس بالخطر لديك انقضى عمرها الافتراضي.. من الواضح أن مرحلة المراهقة التي تمرّين بها شديدة القوة والعصف؛ بحيث أعمت عينيك عن البحر الهائج الذي تقررين النزول فيه طواعية في يوم عاصف ممطر لا ينجو فيه بشر. ليس من عادتي أن أبدأ هذه البدايات الجافّة القاسية نوعاً ما في عباراتها؛ ولكن حجم المصيبة التي أنت على وشك ارتكابها أكبر بكثير من أن أهادن وأمارس دبلوماسية لا وقت لها وأُصعّد نبرة خطابي تدريجياً. صديقتي.. من الواضح أنك غير مدركة أنك في ورطة مُصنّفة "رقم واحد" في خطورتها وفي عدد الضحايا التي يمكن أن تطيح بها هذه الورطة. يبدو أنك غير مدركة لأبعاد المشكلة كما هي، وتنظرين لها بنصفك الأيسر فحسب؛ وعليه لابد وأن أشرح لك الموقف كما هو، بعيداً عن زجاج الحب الذي تنظرين إلى المشكلة من ورائه. لقد وقعتِ في إعجاب -وأقول إعجاباً وليس حباً وأفسر أسبابي في النهاية- شخص على غير ديانتك، لا تعلمين إذا كان يحبك فعلاً، لا تعلمين إذا كان سيتزوجك فعلاً، لا تعلمين ماذا سيفعل أهله به وبك لو علموا بصدق هذه النوايا، لا تعلمين بوقع هذا الخبر على أهلك، لا تعلمين أي شيء.. تعلمين فقط أنك تحبينه.. والآن هلا سمحتِ لي أن أجعلك تتشممين وقود النار الذي تنوين سكبه على نار ستأكلك وتأكله وتأكل كل من حولكما: 1- هذا الشخص ينتمي لديانة أخرى غير ديانتك، ومقتنع بها تمام الاقتناع، ويحاول إقناعك بأنه لا مانع لديه من أن يقوم بتغيير هذه الديانة من أجلك؛ إذن ينوي تغيير ديانته من أجل بشر، ينوي مخالفة تعليمات ربه من أجل بشر، يبيع الدنيا من أجلك أنت وليس لأنه يعتقد أن هذا هو الصواب، وليس لأن يقينه استقرّ على أن هذا هو ما يجب فعله. والمصيبة الأكبر أنك لا تمانعين في ذلك؛ فقط كي يهدأ قلبك وينطفأ لهيب مشاعرك؛ ولكن لهيب النار التي ستلمّ بكما لن تنطفئ. فبالله عليك، من أجل مَن تنوين ارتكاب هذه الحماقة؟ من أجل شخص ليس لديك الثقة حتى في أنه يبادلك نفس المشاعر التي تبادلينها إياه، من أجل شخص أعاد على مسامع غيرك نفس ما قاله لك، وكررها مرة وثانية وثالثة رغم أن من يحب لا يخون. 2- ثاني حَطَبة من الحطبات التي ستزكي هذه النار هي أهله وأهلك؛ فهل تعتقدين أن الوضع سيمرّ بالسلاسة التي تتخيلينها؟! هل تعتقدين أن أهله سيتركونه يفعل ما ينوي فعله؟! وإذا فعل ربما يتطوّر الأمر للقتل، وكذلك سيفعل أهلك.. ولا تستنكري ما أقول.. وقتها سوف يُؤثِرُون أن يحبوك ميتة على أن يكرهوك وأنت على قيد الحياة، لن يُسمح لأي منكما بمواصلة هذا الطريق الوعر.. سوف يسقط أحدكما أو كلاكما ضحايا له، وستكونون بداية لسلسلة لا تنتهي من الثأر بين الأسرتين وربما بين الديانتين.. ستفتنون بما تفعلون كثيرين.. سوف تثيرون حفيظة المئات وربما الآلاف من الشباب الغيور هنا وهناك. 3- وإذا كنت أنت ترغبين في الزواج به؛ فهل يرغب هو حقاً في ذلك بعد أن فعلتما سوياً فعل الأزواج، وأصبحت في نظره فتاة مثل أي فتاة يمكن إلانة عقلها بحلو الكلام وتذوق عسلها ثم الرحيل؟ ولماذا يتزوجك وأنت بهذه السهولة؟ لماذا يتزوجك وهو يشكّ في كل لحظة أنك ربما تدهسين شرفه في التراب؟ كل ما عرضته سلفاً كان نار الدنيا التي ستحيلكما تلقائياً إلى نار أشدّ وطأة وأكثر إيلاماً، نار الآخرة، أكاد أرى من مكاني هنا جحوظ عينيك أثناء قراءتك لهذه الكلمة.. نعم الآخرة التي لم تفكّري فيها للحظة.. نعم الآخرة.. هناك.. حيث الحساب.. حيث الله عز وجل الذي استهزأتما سوياً بدستوره الذي أنزله على بني الإنسان سواء الإسلام أو المسيحية.. هاتان الديانتان اللتان وضعتماهما في ذيل قائمة المشاكل التي يمكن أن تعيقكما عن فعل ما ترجوان؛ مسيحية لم يعمل هو بتعاليم سيّدها وإسلام لم تلتفتي أنت لقوانينها وأوامر نبيّها. "حاسة إن كل ده حرام" أحمد الله أنك أعطيتني أخيراً بارقة أمل في أنك قد تستفيقين لتغلقي أنبوبة الغاز قبل أن تنفجر، غاز الحب الذي سيشغل نار الفتنة، ووقتها لن تؤيد القضية ضد مجهول؛ بل ستسجّل ضدكما بتهمة الغباء الرومانسي، وستُلعنين وسيُلعن وستُلعنون أبد الدهر. أرجوك أفيقي قبل أن يفوت وقت الإفاقة، وتدخل هذه الغيبوبة التي تعيشينها لغرفة الإنعاش؛ حيث اللا عودة؛ حيث لا مكان لكلمة "آسف وسامحوني وما كانش قصدي".