بعد مرور 4 سنوات على صدور رواية "تغريدة البجعة" للكاتب مكاوي سعيد، التي حققت نجاحاً لافتاً بعد وصولها للقائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية، صدر له منذ أيام كتاب "مقتنيات وسط البلد" عن دار "الشروق"، وهو مجموعة قصص قصيرة عن أشخاص وأماكن وذكريات للكاتب تعود إلى بداية الثمانينيات. في "مقتنيات وسط البلد" ينتقي مكاوي سعيد -بعين الروائي- وجوهًا وأماكن من وسط القاهرة، من بين جَنَبات تلك الشوارع المعدودة التي تَشكَّل فيها جزء هام من تاريخ مصر الحديثة؛ حيث كانت -ولا تزال- ملتقى المثقفين والفنانين المصريين، يمارسون فيها الفن والسياسة والكلام والصعلكة.. من "وسط البلد"؛ حيث تتداخل حياة هؤلاء المثقفين وما لهم من طموحات لا محدودة وجنون مدهش، بحياة ملايين المارة اليوميين من جميع أنحاء مصر والعالم. سنقرأ عن 41 شخصية من ذوي الوجوه المألوفة في جلسات المثقفين أو على أطرافها، بعض هذه الشخصيات كان موهوبًا وفضّل الصعلكة على الموهبة، وبعضهم تكسّرت طموحاته بيده أو بيد غيره؛ فانطوى على نفسه أو أصابه الجنون أو مات أو ابتعد، وبعضهم آثر السكينة وظلّ يغرف من حكمة الحياة الصافية. وفي الناحية الأخرى يحكي عن مقاهٍ ومطاعم وبارات ومنتديات ثقافية نشطت في "وسط البلد" في منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات؛ تلك الأماكن التي منها ما يزال قائمًا يحتفظ ببريقه، ومنها ما انسحب تمامًا من الصورة بعد أن أزاحته محلات الأحذية أو الوجبات السريعة، ومنها ما تدهور حاله، وإن ظل محتفظًا باسمه ومكانه. فيرصد "مكاوي سعيد" تاريخ هذه الأماكن، والحكايات التي دارت وتدور فيها وحولها. يذكر أن الفنان عمرو الكفراوي قد أنجز عدداً من اللوحات الموازية لتلك النصوص والتي عبّرت كثيراً عن روح هذا العالم الثريّ الذي عبّر عنه مكاوي سعيد في "مقتنيات وسط البلد".