أعلن قصر السينما بالقاهرة استضافة الدورة الأولى لمهرجان "الصورة الحرة" في الفترة من 11 إلى 15 أبريل 2010 بمشاركة حوالي 40 فيلماً روائياً قصيراً وتسجيلياً ورسوماً متحركة، إضافة إلى معرض أفيشات السينما المصرية القديمة. ويأتي هذا الحدث الوليد بديلاً عملياً لصناع السينما المصرية الذين انسحبوا من مهرجان "لقاء الصورة" السادس الذي ينظمه سنوياً المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، اعتراضاً على مشاركة مخرجة إسرائيلية بالمهرجان؛ التزاماً بالموقف الوطني لجموع المثقفين المصريين بعدم إقامة علاقات من أي نوع مع الدولة العبرية إلا بعد استرداد كافة الحقوق العربية المشروعة. يشار إلى أن مهرجان "الصورة الحرة" الأول جاء بعد موافقة وزير الثقافة فاروق حسني بناء على اقتراح من المخرج والناقد أحمد عاطف على إقامته كنوع من التعويض لصناع هذه الأفلام، وحتى يجدوا متنفساً لعرض أفلامهم، خصوصاً أن أغلبهم ينتمون للسينما المستقلة. يُذكر أن الأعضاء المصريين الثلاثة في لجنة تحكيم مهرجان "لقاء الصورة" الفرنسي في دورته السادسة (المخرج أحمد عاطف، والمخرجة كاملة أبو ذكري، والفنان آسر ياسين) قد قرروا مطلع الشهر الجاري الانسحاب من لجنة تحكيم المهرجان السينمائي الذي ينظّمه المركز الفرنسي للثقافة والتعاون في القاهرة؛ بسبب مشاركة فيلم مخرجته إسرائيلية؛ التزاماً بمقاطعة نقابة السينمائيين أي فعاليات تعرض أعمالاً لفنانين إسرائيليين. كما تم تنظيم وقفة احتجاجية رمزية أمام المركز الثقافي الفرنسي، شارك بها حوالي 30 شخصاً من المبدعين والسينمائيين والمفكرين. ومن جانبه وصف فاروق حسني انسحاب السينمائيين المصريين من مهرجان "لقاء الصورة" السينمائي بأنه رد فعل مجتمعي نابع من السينمائيين المصريين الرافضين للتطبيع مع إسرائيل، شأنهم في ذلك شأن المجتمع المصري بأسره الرافض للتطبيع. وقال وزير الثقافة في تصريحات له إن وزارة الثقافة لم تطلب من السينمائيين المصريين الانسحاب من المهرجان، ولم تقُم الوزارة بتنظيم مهرجان بديل أو موازٍ كما تردد، ولكنها وافقت على إقامة نشاط سينمائي لعرض أفلام هؤلاء المخرجين الشباب تحت رعايتها، كون هذا النشاط يقام بإحدى الدور الثقافية التابعة لها وهو قصر ثقافة السينما بجاردن سيتي، ولا يرقى للمهرجان، مشيراً إلى أن أي مهرجان رسمي يقام يحتاج إلى قرار وزاري لإقامته وموافقة اللجنة العليا للمهرجانات عليه. وأضاف أنه كان على الموقف الفرنسي أن يراعي رد الفعل العام من التطبيع والذي يتمثل في موقف المجتمع المصري والسينمائيين المصريين -بما فيهم وزارة الثقافة- الرافضين لكافة أشكال التطبيع مع إسرائيل. عن الشروق