السلام عليكم ورحمة الله.. موقعي المفضل الذى له جزيل الشكر فكلما تضيق بي الأمور لا أجد سواكم لأتحدث معه وأعمل بنصيحته.. تزوجت في شهر فالخطوبة والزفاف في شهر المهم في هذا الشهر الذي كنت ارتب فيه نفسي كعروس أصابتني حالة إمساك وأخبروني أنها نتيجة التوتر والحالة النفسية وصاحبها البواسير ولكنها كانت بسيطة جدا وشيء لا يذكر. ولم نخبر زوجي شيئا بهذا الذي كنت أعانيه مع الانشغال للفرح، وبعد زواجى سافرت إلى السعودية والحمد لله جلست طيلة ستة أشهر لم أعاني من شيء ولكن مع غربتي وجلوسي طول اليوم في المنزل وعدم الحركة أصابني الإمساك مرة أخرى والبواسير عادت مرة اخرى وأصبحت حامل في تلك الفترة فازداد بي المرض ومن هنا زوجي قال لي لما لم تخبريني بمرضك فأخبرته أني لم أكن أعلم أني مريضة هكذا ولم أكن بذلك الحال فسكت إلى أن ولدت وأصاب طفلتي في اسبوعها الثاني الإمساك ولكن الدكتور أخبرني أن هذا شيء طبيعي للأطفال. إلا أن زوجي سيدي أقام الدنيا واتهمني أني السبب في فساد ذريته وتطاول على أهلي واتهمهم بأنهم كذبوا عليه وغشوه وزوجوه إنسانة مريضة ويطلب مني أن أقاطعهم ولا أحدثهم وأقسم لك أن أهلي لم يقصروا يوما في حقي. حكيت لوالدي وقال لي اصبري ولو تحدث معك مرة أخرى فسأحدثه أنا وقد تكرر الأمر بالفعل وأنا لا أحتمل سماع شيء عنهم وأخاف أن أخبر أبي هذه المرة فيحدث خلاف كبير بينهم ينتج عنه خراب بيتي. ما ذنبي أن ابتلاني الله بهذا المرض؟ وماذا أفعل مع زوجي وكيف أتصرف معه وكيف أمنعه عن مقاطعة أهلي؟ وأبي ماذا يفعل مع زوجي حتى لا تزداد المشكلة سوءا. أصبحت في حالة نفسية سيئة للغاية هذا بالإضافة للحالة الصحية فمازلت في فترة النفاس.
wiza
صديقتنا العزيزة.. سأفترض أن الأمر لا يتعدى حالة إمساك بسيطة كما تقولين وإن كان رد فعله واهتمام أهلك المبالغ فيه يشي بما هو أكثر من مجرد حالة عرضية لا تأثير لها على الحياة.. وإذا كان في الأمر مرض حقيقي أو علة مزمنة فيجب أن تكوني صريحة مع نفسك أولا ومعي ثانيا لأقف على الأمر بصورته الحقيقية. أقول لك: وماذا كان سيكون رد فعل زوجك لو كان لديه مرض عضال، هل كان سيدفن نفسه حيا أم يترهبن ويمتنع عن الزواج؟ بدلا من أن يحمد الله أن الأمر بسيط ولن يؤثر على حياتك، وبدلا من أن يهتم لأمرك ويقف إلى جانبك إذ به يلقي الاتهامات يمينا وشمالا، وكأنه صاحب عمل كان يبحث عن موظفة سليمة البنية حسنة المظهر تجيد اللغة الإنجليزية والكمبيوتر!! الحياة ليست هكذا ولا يجب أن تؤخذ هكذا، وانفعاله غير مبرر بالمرة، واتهامه لك بأنك السبب في إصابة ذريته بالمرض فمن أدراه أن المرض إن كان مقدرا لهم أنه يحتاج إلى وسيط؟ فكم من أطفال يولدون عافاكم الله وإيانا بعيوب خِلقية لا علاج لها رغم أن الوالدين لا يشكوان شيئا، وماذا سشيكون رد فعله لو أصابتك علة مفاجئة بعد الزواج وعليه أن يتحملك هل كان سيتركك لأن لم تعودي صالحة، أم سيذهب بك إلى الضمان لتغييرك بواحدة جديدة على أساس أنه اشترى تلاجة!! وماذا لو أن ما بك به هو، كيف كان شعوره سيكون؟ هل كان سيحب أن تظلي تقولين له يا مريض سأحتملك، يا عيان أنا أصيلة وبنت ناس وسأتحمل سخافاتك، يا مريض لو غيري لتركتك وحدك!! هذا كلام لا يطابق العشرة الطيبة، ولا يناسب أولاد الأصول ويجب عليه أن يرفق بك، ولا يضخم الأمر عن حجمه.. وإذا كان الأمر لا يتعدى حالة عارضة، لك ولطفلتك بارك الله لكما فيها، فليحمد الله على أنك تستطيعين الإنجاب، وأن الله رزقه طفقلة جميلة تقر بها عينه، وغيره يشتاق إلى طفلة لكن الله حرمه هذه النعمة.. ليحمد الله على زوجة مثلك وعلى أسرة طيبة وتعرف الأصول كأسرتك، وأنا واثق أنه لو كان لديك علة مزمنة أو مرض عضال لأخبروه به، ولكن حالة عارضة عاودتك مرتين على مدار ستة أشهر لا توصف بالمرض العائلي.. أرجو أن يقرأ زوجك الرسالة وأطالبه بأن يتعقل وأن يحمد الله ولا يذهب به الغضب إلى بعيد، فأنتما في النهاية زوجان جديدان كانت بينكما قصة حب، واخترتما بعضكما من بيت الآلاف، هذا الحب لا يجب أن يتحطم على صخرة الشك والتضخيم.. اذكرا ما أنتما فيه من نعمة واحمدا الله على ما لديكما من أفضال، ولا تضخما العيوب وتصغرا المميزات، بل يجب أن ينظر الإنسان إلى ما أنعم الله بهه عليه ويشكر، وما ابتلاه به فيصبر.. فبالشكر والصبر تحلو الحياة وتستمر.. الحياة جميلة والمستقبل واعد والشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا.. فانتظرا الخير من الله، تفاءلوا بالخير تجدوه.. يسر الله لكما وكفاكما كيد الشيطان وشر، وجنبكما كل سوء ووهبكما سعادة لا تنتهي.. ورزقكام الذرية الصالحة وآتاكما العفو والعافية في الدنيا والآخرة.. آمين