أ ش أ أكد كمال الهلباوي -القيادي المنشق عن جماعة الإخوان وعضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور- أن عزل رئيس الجمهورية أكثر صيغ الثورات اعتدالا، مشيرا إلى أن ما حدث في مصر أقل صيغة ثورية من حيث العنف فكل ثورة تصاحبها أعمال قتل وعنف، والشعب الذي عزل مبارك ومرسي، سيطرد أي رئيس لن يحترم إرادته، على حد قوله. وقال الهلباوي -في حوار مع صحيفة السياسية الكويتية- اليوم (الجمعة): "ما حدث يوم 30 يونيو لم يكن انقلابا، وليس خروجا على الحاكم، وأهم عنصر يمكن أن يحكم على ذلك هو الشعب الذي قام بثورة 25 يناير التي حماها الجيش". وتابع: "بعد أن جاء المجلس العسكري وتعددت مشكلاته، نادى الشعب بإسقاط العسكر، فالشعب هو صاحب القرار، فحين طالب مرسي بتغييرات لم يستجب لها، قرر الشعب القيام بثورة ضده في 30 يونيو، وكانت ثورة بالمعنى الصحيح واستجاب الجيش لهم وحمى ثورتهم الثانية كما حمى الثورة الأولى". وأضاف الهلباوي أنه يوجد شروط يجب أن تتحقق لنسمي ما حدث "انقلابا"، حيث يجب أن يتميز بالفجائية، فمن يريد أن ينقلب لا ينذر مخالفيه، ولا يعطيهم فرصه أسبوع للتصالح ثم 48 ساعة، والانقلاب يفرض الأحكام العرفية منذ اللحظة الأولى وهذا لم يحدث، وقائد الانقلاب يجب أن يحكم البلاد بنفسه. واستطرد: "يصاحب الانقلاب مشكلات دموية، لكن ما رأيناه أن الشعب خرج والطائرات حيته بالإعلام، لذا فالشعب هو من أراد تغيير مرسي لسوء أدائه، واستجاب الجيش لرغبته وسقطت إرادة الصندوق أمام إرادة الشعب". وأوضح أن فتره حكم مرسي كانت كلها أخطاء سواء داخليا أو خارجيا، حيث أوجد انقساما بين فئات المجتمع في سابقه لم تحدث من قبل، وكانت قراراته متخبطه وهذا يدل على التذبذب في اتخاذ القرارات، وإن دل هذا على شئ فيدل على العجز والضعف، متابعا: "لا يحسن قراءة الواقع من لا يدرك أهمية العمل للمستقبل وكيفية الاستفادة من أدواته". وشدد الهلباوي على ضرورة أن يعلن شباب الإخوان عصيانه على قياداتهم التي ارتكبت العنف والقتل ويستبدلهم بغيرهم، مضيفا أن على من يريد السياسية والدعوة أن يشارك في بناء الوطن، محملا قيادات الإخوان نتيجة العنف الذي حدث لأنهم نقلوا المشكلة بينهم وبين النظام إلى الشعب. وعن العنف المنظم في سيناء، طالب الهلباوي من الجيش القضاء على هذا الإرهاب وقطع دابره لتتطهر سيناء، وحتى لا يظن العالم أن سيناء بؤرة إرهاب عجزت مصر عن مواجهتها، لأن هذا مدعاه لاحتلال مصر تحت زعم القضاء على الإرهاب. في سياق متصل، دعا الهلباوي إلى أن تكون الانتخابات البرلمانية بالنظام المختلط الذي قد يكون هو الأفضل، بشرط ألا تتاح للقوائم الفرصة للدخول على الفردي، بمعنى أن من يشارك في القوائم لا يترشح على المقاعد الفردية. وحول قيام الأحزاب السياسية على أساس ديني، أشار إلى أنه لا يميل لذلك، لأن الحزب يجب أن يمثل الشعب، والأحزاب الدينية تقسم الشعب إلى طوائف ويتم على أثرها التناحر، مطالبا أن تكون الأحزاب كلها قائمة على أسس سياسية، وكل يدعو إلى دينه بطرق مناسبة.