أولا أنا باشكركم على الباب ده، وباتمنى بجد ألاقي عندكم الحل لمشكلتي.. أنا عندي 26 سنة، ولأول مرة في حياتي قلبي يدق ويسمح لحد بدخوله كان من سنة ونص. كنا أصحاب من فترة، وتدريجيا حبينا بعض وقررنا الارتباط، وبعد ما جه هو ووالدته بيتنا وقابل أهلي ووافقوا عليه، وقرأنا الفاتحة واتفقنا على ميعاد إعلان الخطوبة، فجأة والدته اعترضت على الموضوع كله. مرة بحجة إن والدتي ووالدي منفصلين وكان بينهم مشاكل، ومرة تانية لأنها حاسة إنه بيحبني وخايفة إني آخده منها ومن إخواته البنات، وخصوصا إنه أخوهم الوحيد ووالده متوفي. بقالنا سنة على الوضع ده، إحنا بنحب بعض أوي، ورغم المشاكل دي قربنا من بعض أكتر، ومش بقينا قادرين نستغنى عن بعض، وهو حاول كتير يقنع والدته ووسّط ناس في الموضوع وبرضه مافيش فايدة. إحنا دلوقتي بقالنا سنة في الموضوع ده، ومش عارفين نعمل إيه، مع العلم إنه اقترح ييجي تاني يقابل أهلي، ويتمم الموضوع من غير والدته، لكن أهلي رفضوا بشدة.. يا ريت بجد ألاقي عندكم حل يريحني ويكون ناصف لنا ولحبنا..
shsh
صديقتنا العزيزة.. لماذا تتكرر هذه المواقف كثيرا بين أسرنا اليوم؟ وما الدافع الذي يجعل أمّا تحطم حياة ابنها وتهدم سعادته مع من اختارها قلبه لتكون زوجة مستقبله، في حين أنه لو عرف هذه الفتاة خارج البيت وخارج إطار الزواج لما كان لهم أي اعتراض؟ أهذه ضريبة الشرف والحياة السليمة؟! تدور كثيرا هذه الأسئلة في ذهني حين أقرأ مشكلة مثل مشكلتك يا صديقتنا، وبأي منطق تملك الأم تقرير حياة ابنها وتفضل راحتها على راحته وسعادتها على سعادته، ألا يكفيها الحب الذي يكنّه لك والسعادة التي ستحوطكما؟ لو أن لديها منطقا على ما تقول ربما ساعتها التمسنا لها العذر ولم نتهمها بشيء، ولكن ما تقوله منطق لا يقبل المنطق، فما معنى أنها حاسة إنه بيحبك وهتاخديه منها؟ ولماذا ربّته إذن وكبّرته؟! أليس ليكوّن أسرة جديدة تضاف للدنيا وتجري عليه سنة الحياة؟! وما معنى أن والدك ووالدتك منفصلان؟ أليس هذا ظرفا ربما يكون هو فيه بعد يوم أن يومين؟ فهل يكون ساعتها شخصا سيئا في حين أنه قبل قليل كان شخصا جيدا.. أنا لا أناقشك الآن في موقفها، فلست أنت من يوجّه له هذا الكلام، ولكني أوجهه لكل أب وكل أم من خلالك، أن يكفوا عن الأنانية وأن يتركوا لأبنائهم "الراشدين" تقرير سعادتهم، وأن يستبدلوا الوصاية بالإقناع.. أما في حالتك يا صديقتنا فلا أرى أن تشجعيه على تجاوز أهله، ولكن ممكن أن تتظاهرا بالبعد لتتركي له فرصة ليطمئنها، وبالتالي قد تصارحه بسبب رفضها لك وهي آمنة أنه لن يعود إليك، وساعتها يقنعها أو يوضح لها اللبس، ولا تتقربي منه أكثر من ذلك فربما كان لدى الأم سبب قوي يحول دون إتمام هذه العلاقة فلا تصابي ساعتها بصدمة كبيرة.. عليك أن توضحي له أنك ستنتظرينه حتى يأتي إليكم ومعه أهله.. ودعي مشيئة الله تنفذ..