السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما شجعّني لكتابة ما يضيق به صدري سوى أني وجدت الأمان والنصيحة الطيبة في موقعكم الجميل. أحيانا أشعر أنني "كارثة" متحرّكة في شكل بني آدم، وأعلم أن الشكوى لغير الله مذلة، ولكن من عظم أخطائي أشعر أنني لا أستحق ما يعطيني الله من نعم، ولكنه الرحيم الغفار.. وأرجو أن يتسع صدركم بشدة لي، وتضع في الاعتبار ندمي الشديد على كل ما فعلت. حكايتي تبدأ من أوّل يوم لي على الإنترنت؛ فقد أقمت علاقات عديدة مع أشخاص، وكنت أهوى ذلك لا أنكر، وكنت أتعمّد أن أشغل العديد منهم بي، أردت أن أجرّب الارتباط والاختلاط بالأولاد ولكن بحذر؛ فتعلّمت من تجارب البنات على الإنترنت عدم الوثوق بشدة في الأولاد، وبدأت رحلتي في التعرّف على العديد من الناس بنات وأولاد. وأكاد أكون عرفت ما هو الحب أو توهمته؛ فقد أجهدت قلبي كثيرا وبكيت كثيرا لتجارب كان أغلبها من خلال الإنترنت، ولا تظنّ بأن أبي وأمي كانا يتركاني بلا مراقبة، ولكنني شديدة الحذر. فأنا فتاة أبلغ 21 عاما، أعطاني الله نسبة كبيرة من الجمال الشكلي، ولكنه أعلم كم أفتقد ذلك الجمال من داخلي، عشت حياتي بشكل انطوائي، وأعيش في صراع مع نفسي وسط أب وأم غير متفاهمين. والآن أنا مخطوبة لزميل لأبي في العمل، عرفني من خلال ما سمعه عني من كلام طيب، وتقدّم رسميا، ثمّ وجدت أهلي ينصحونني بشدة للارتباط به؛ رغم أنني لم أجد فيه ما تمنيته، وكنت أتمنّى أن أرتبط بشخص أعرفه مسبقا. ولكني كنت قد دعوت الله أن يُرزقني بمن يرتبط بي، ويعينني على تغيير حياتي وعفتي، فاستخرت ووافقت، وأنا كلي أمل أن يهديني الله، ووجدت فيه من مواصفات ما لم أكن أجده في معظم من حولنا، وجدته طموحا وبشدة وصريح معي جدا، ولكنني كنت أشعر بحسرة كلما تطرّق في الحديث إلى براءتي ورقتي وتفاخره بأنه أول من دخل حياتي. فبالرغم من أنني كنت اشتاق إليه كثيرا في بداية خطوبتنا كنت أحتاج إلى أن أنشغل به، وحاولت كثيرا أن أعلمه ما أحتاجه؛ لأنه قليل الكلام، ولم أكن أجد معه ما يجذبني بشدة إليه. وكان من المفترض أن يتم كتب الكتاب بعد 4 أشهر من خطوبتنا، وقد رفض أبي ظنّا منه أنه يعطيني فرصة أكبر للتعرّف عليه قبل أن يكون هناك رابط قوي بيننا، وليته لم يفعل. بعد ذلك سمحت له بتقبيلي ولمسي، ولا أعرف ما دهاني لأفعل ذلك، حاولت بعدها أكثر من مرة ألا أسمح له، ولكنه كان يحزن ويشعر أنني أحاول الابتعاد عنه؛ فقد تعلق بي بشدة، ولا أنكر أنه يحبّني بدرجة كبيرة. أحيانا أشعر أني أتقزز من نفسي، وأصارحه فيقول لي إنه لا يستطيع تحمل بعدي عنه، وأنه لا يطيق صبرا إلى أن يزورنا مرة أخرى حتى يراني، فما بالك بتقبيلي أو شعوره بحضني وشوقه إليّ. وقد اكتشفت أمي ذلك ذات مرة وعاتبته، ولكننا عدنا بعد فترة.. أشعر أنني غبية ومنافقة وزانية.. لا أعلم ما أفعل ولا لأي طريق أسير؛ فكم أنا قبيحة من داخلي، وأحيانا كثيرة أرفض أن أكمل معه وأعود وأطلب من أهلي إنهاء الأمر، ولكن بعد تفكير أرفض إخبارهم بذلك وأعود لسابق عهدي به. أشعر بالتردّد والحيرة لما أفعله وأحسه من رفضه ثمّ شوقي إليه مرة أخرى، أتمنّى ردكم قريبا.
sodfa
صديقتي الجميلة.. رسالتك تعكس معاناتك من العديد من المشكلات، وهي مشكلات في أغلبها تتعلّق بطريقة تفكيرك في نفسك وتقديرك لها، وأيضا رسالتك ليست الرسالة الأولى التي تصلني وفيها اعتراف من الشاب أو الفتاة بإقامة علاقة غير شرعية مع شخص، وبعدها يحاول الابتعاد والانفصال عنه، وأظنّ أن هناك خطأ ما متعلّق بثقافتنا. وفي البداية.. كنت أظن أن الولد هو الذي قد ينفر من فتاة وافقت على أن تسلم نفسها له، ولكن يتضح من رسالتك أنك أنت أيضا لا ترين في الاستمرار في علاقتك مع خطيبك هو تصحيح للخطأ، ولكن بالعكس فهمت من رسالتك كما تقولين "أرفض أن أكمل معه وأعود وأطلب من أهلي إنهاء الأمر". صديقتي العزيزة.. مشكلتك من الأساس تتوقف على نظرتك إلى نفسك وتقييمك لها وحسابك الدائم وتأنيب ضميرك طول الوقت، وأعرف أنه من الجيد أن يكون للشخص منا ضمير يقظ وأن يحاسب نفسه طوال الوقت، وهذا دليل أصلا على تربية أهلك الجيدة، ولكن رغم كل شيء نحن لسنا ملائكة ولسنا شياطين، كلنا بشر وكلنا نخطئ أحيانا، وعندما نخطئ يجب أن نحاسب أنفسنا ونعاقبها، ولكن يجب في النهاية أن نتوب ونغفر ونسامح أنفسنا ونتصالح معها. ربنا رحمن رحيم؛ فارحمي نفسك قليلا من جلد الذات، وأوقفي كل ما يشعرك بالذنب من علاقات على الإنترنت أو أخطاء وذنوب أخرى ارتكبتِها؛ فمن الواضح أن رغباتك مشتعلة، وأن لديك طاقة لا تستطيعين كبتها، حاولي التعجيل بالزواج وافتحي صفحة جديدة مع خطيبك؛ فالارتباط الشرعي لكما الآن هو الأفضل لكل منكما ليعفكما، ويتحوّل لقاؤكما من ذنب إلى طاعة ربنا يجزيكما عليها خيرا. لا تفكّري في البعد عنه إلا لسبب منطقي؛ لأنك لن تستطيعي مصارحة خطيب أو زوج آخر بممارستكما معا، وسيظلّ كذبك هذا يلاحقك ويأنّب ضميرك. في النهاية يا صديقتي.. أنتِ لست كارثة أو قبيحة من داخلك كما تظنين، ولن تتصوّري كم المشكلات التي تصلنا من كوارث حقيقية، وكم الفتيات اللاتي يخطئن ولا يعترفن بأخطائهن حتى، والجميل فيكِ ضميرك الصاحي، وأنكِ نادمة على ما فعلتِ وعلى استعداد للتوبة. ويمكنك السيطرة على شوقك ومشاعرك بأن تضعيها في إطار شرعي؛ فتتزوّجين أو تكتبين كتابك على الأقل.