يشهد الدولار الأمريكي تداولاً منخفضًا مقابل نظرائه كافةً من العملات الرئيسة الأخرى هذا الصباح. يأتي ذلك في أعقاب صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي بارتفاع دون التوقعات. وقد ارتفع التضخم في شهر فبراير غير أن مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، قد سجل ارتفاعًا بلغت نسبته 0.1 بالمئة فقط. وإذا أخذنا في الاعتبار الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط والغاز مؤخرًا، فإن ارتفاع أسعار المستهلكين كان متوقعًا غير أن أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية قد تراجع إرضاءً للفيدرالي. وفي العادة لم يكن لأسعار المستهلكين مثل هذا التأثير الحاد على الدولار الأمريكي، لكن في ظل تلك الحالة من التشبع الشرائي التي يشهدها الدولار الأمريكي، كان لتراجع مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية أثرًا حقيقيًا على السوق. ومع تحسن البيانات الاقتصادية الأمريكية وارتفاع التضخم، فإن التوقعات بشأن معدل الفائدة قد أمست في حالة اضطراب بالغ. ويعمل تقرير مؤشر أسعار المستهلكين على التذكير بأن الفيدرالي لن يتأثر بمؤشر أسعار المستهلكين. حتى برنانكي أعلن ذلك صراحةً في بيان لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة - بقوله أن ارتفاع التضخم لن يستمر طويلاً. في الوقت ذاته، يمثل ارتفاع التضخم خطورة لم يحسب معظم المصرفيين بالبنك المركزي لها حسابًا، وإلى أن يحدث الانخفاض على الطلب، سوف يمتنع الفيدرالي عن عمل أية تسهيلات إضافية. المهم الآن، هو أن الاقتصاد الأمريكي يتحسن وأسواق الأسهم ترتفع ومن شأن ذلك أن يستمر في دعم الطلب على الدولار الأمريكي.