بدأت يوم أمس موجة قوية من الانخفاض في سعر صرف الدولار الأمريكي عندما أعلنت البنوك المركزية العظمى في العالم عن خطّة من أجل توفير سيولة في الأسواق المالية و كان القصد بذلك بالتأكيد أن يتم تخفيض تأثير أزمة الديون السيادية على الأسواق المالية. كان تأثير ذلك إيجابياً جداً على الأسواق المالية و دفعت الثقة في الأسواق لدفع المستثمرين باتجاه الأصول المرتفعة العائد و بذلك ابتعد المتداولون عن الأصول المنخفضة العائد و بذلك انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي بشكل حاد. جاءت بيانات مؤشر مدراء المشتريات الصناعي الأوروبي لتشير إلى انكماش في قطاع الصناعة خلال شهر تشرين الثاني، حيث أظهر المؤشر قيمة 46.4 نقطة، فيما نرى بأن مؤشر مدراء المشتريات الصناعي الألماني أظهر انخفاضاً إلى مستوى 47.9 نقطة مشيراً إلى انكماش في القطاع الألماني أيضاً. البيانات الاقتصادية الأوروبية إلى جانب استمرار أزمة الديون السيادية الأوروبي، كانت سبباً وراء انخفاض سعر صرف اليورو هذا اليوم قبل أن يعود للارتفاع مجدداً، فالتفاؤل العام ما زال قائماً، فيما نرى بأن خطط البنوك المركزية تركّزت على تسهيل دوران النقد من الدولار في الأسواق المالية، و هذا بدوره كان سبباً لعودة الاتجاه الصاعد لليورو مقابل الدولار. اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد أن لامس سعر صرف الدولار الأمريكي الأدنى له عند مستوى 1.3415 دولار لليورو الواحد، عاد للارتفاع بشكل واضح ليحقق الأعلى عند سعر 1.3503 دولار لليورو الواحد، و حتى هذه اللحظة، نرى بأن سعر صرف اليورو يتداول بإيجابية مقابل الدولار الأمريكي قريباً من مستوى المقاومة 1.3490 دولار لليورو الواحد. إن ثبات التداول فوق مستوى 1.3380 يعتبر إيجابياً، لكن في نفس الوقت يظهر لنا التحليل الفني بأن اختراق مستوى 1.3490 ضروري من أجل تأكيد استمرار الاتجاه الصاعد. إن الأوضاع الاقتصادية في أوروبا غير مستقرة حتى الآن، و كل الخطط التي تقدّم ما هي إلا لتقليل تأثير أزمة الديون السيادية الأوروبية، لكن في نفس الوقت يجب أن ننتبه أن أزمة الديون السيادية مستمرة، لذلك رغم عدم استبعاد استمرار الاتجاه الصاعد الحالي بحسب المستجدات الاقتصادية و البيانات، إلا أن عموم الاتجاه السلبي ما زال مستمراً. الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي لليوم الرابع على التوالي، نستطيع أن نرى الجنيه الإسترليني يحقق ارتفاعاً مقابل الدولار الأمريكي. هذا اليوم، تداول الزوج بشكل متذبذب جداً، و قد حقق الزوج الأدنى له عند مستوى 1.5635 و عاد للارتفاع ليلامس الأعلى له هذا اليوم عند سعر 1.5743. التداولات الحالية للجنيه الإسترليني ما زالت ضمن الإيجابية، لكن ذلك بسبب ضعف الدولار الأمريكي، حيث أن البنك البريطاني أصدر اليوم توقعات باستمرار تأثير أزمة الديون السيادية على بريطانيا أيضاً. مؤشر مدراء المشتريات الصناعي البريطاني أظهر اليوم قيمة أفضل من المتوقع، لكن في نفس الوقت، أظهرت البيانات انكماش في القطاع، حيث أظهر المؤشر قيمة 47.6 نقطة و هذا بنفسه يعتبر إشارة سلبية عامة على الاقتصاد. التحليل الفني أيضاً يظهر بأن مستوى المقاومة 1.5720 لم يتم اختراقه بشكل واضح رغم تحقيق أسعار فوقه، حيث أن الزوج لم يحقق استقراراً فوق مستوى المقاومة المشار له، و يجب على الجنيه إثبات الاستقرار فوق هذا المستوى من أجل ضمان استمرار الاتجاه الصاعد على الزوج و إلا عاد الاتجاه الهابط من جديد على الزوج. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني إن الثقة التي انتشرت في الأسواق المالية دفعت في المتداولين لبيع الأصول المنخفضة العائد، و رغم أن الدولار الأمريكي انخفض مقابل سلّة العملات الأجنبية، إلا أننا نرى الين الياباني أيضاً انخفض مقابل سلّة العملات، و قد انخفض سعر صرف الين مقابل الدولار الأمريكي أيضاً. بعد أن لامس سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم الأدنى له مقابل الين الياباني عند سعر 77.46، عاد للارتفاع مجدداً ليحقق الأعلى له عند سعر 77.74، و حتى هذه اللحظة نستطيع أن نرى سعر صرف الدولار الأمريكي تداول في إيجابية مقابل الين الياباني معوّضاً جزء من خسائر يوم أمس.