افتتحت الأسواق الأوروبية الأسبوع على تداولات سلبية للغاية، في ظل قلق المستثمرين بشأن عدوى أزمة الديون بمنطقة اليورو، وتزايد المخاوف حيال ديون الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك عقب صدور أنباء حول وجود خلافات في "اللجنة العليا" التي تشمل حزبين والمفترض أن تضغ خطة لتخفيض الإنفاق بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وعليه، فقد تراجع مؤشر Eurostoxx 50 بنسبة 2.5%، في ظل تراجع مؤشر DAX الألماني بنسبة 2.7%، وتراجع مؤشر CAC الفرنسي بنسبة 2.3%. وبالمملكة المتحدة، تراجع مؤشر FTSE بنسبة 1.8%. ولا يزال يعزف المستمرون عن المخاطرة خلال تداولات اليوم الاثنين، حيث تحاول أسبانيا وإيطاليا تخفيض تكاليف الاقتراض. وعليه، فقد طرحت أسبانيا سندات مستحقة خلال 10 أعوام بعائد بلغت نسبته 6.53%، كما طرحت إيطاليا سندات مستحقة خلال 10 أعوام بعائد بلغت نسبته 6.71%. وجدير بالذكر أن الأزمة المالية التي تعاني منها أسبانيا وإيطاليا تمثل تهديدًا كبيرًا، حيث إنه من المحتمل أن تنتشر لبقية دول منطقة اليورو، حيث بلغت عائدات السندات الفرنسية والبلجيكية أعلى مستوياتها خلال الأسبوع الماضي. وفيما يتعلق بالسياق السياسي، فقد استمرت أزمة الديون في إسقاط الحكومات بمنطقة اليورو. وعقب تشكيل حكومات طوارئ باليونان وإيطاليا خلال الأسبوع الماضي، فقد تم استبعاد الحزب الاشتراكي بأسبانيا من السلطة، في ظل الفوز الكاسح الذي حققه حزب ماريانو راجوي، حيث حصل على 186 مقعدًا من أصل 350 مقعد بالبرلمان. وعليه، فإن ثقة السوق لا تزال ضعيفة بشأن المخاوف حول منطقة اليورو، لتشهد المزيد من التراجع عقب صدور أنباء بشأن إخفاق "اللجنة العليا" بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد تم تعيين أعضاء بالبرلمان من الديمقراطيين والجمهوريين في لجنة تم تشكيلها من 12 عضو للتوصل إلى اتفاق بشأن تخفيض الإنفاق العام بواقع 1.2 تريليون دولار أمريكي. وجدير بالذكر أن الوقت يستنزف من اللجنة، حيث إن الميعاد النهائي للتوصل إلى اتفاق هو يوم الأربعاء القادم الموافق 23 نوفمبر. وفي حالة فشل اللجنة من التوصل إلى اتفاق بشأن خفض الإنفاق، فإن تخفيض الإنفاق بشأن البرامج المحلية والدفاعية سوف يتم تفعيله على نحو تلقائي خلال عام 2013، وذلك عقب انتهاء الانتخابات القادمة. قوة الدولار الأمريكي عقب زيادة الإحجام عن المخاطرة وفيما يتعلق بأسواق العملات، فقد قفز الدولار الأمريكي أمام اليورو والجنيه الاسترليني، في ظل وجود بيئة من "الإحجام عن المخاطرة". وعليه، فقد ارتد الزوج (EUR/USD) من المستوى 1.3615 ليواصل تراجعه نحو المستوى 1.3500 ويصل إلى المستوى 1.3440، في ظل تراجع الزوج (GBP/USD) من المستوى 1.5800 خلال فترة التداول الآسيوية، ليختبر مستوى الدعم 1.5690. وعلى الجانب الآخر، واصل الزوج (AUD/USD) تراجعه من المستوى 1.0750 مع بداية شهر نوفمبر، ليتجه في اتجاه عرضي خلال فترة التداول الآسيوية، ويصل إلى أدنى مستوى له خلال 6 أسابيع عند 0.9910. وفي الوقت الحالي، يحاول الزوج USD/CHF الارتفاع، ليرتد من مستوى انخفاض يوم الجمعة عند 0.9085 ويواصل اتجاهه يوم الاثنين، ليصل إلى المستوى 0.9200، ليتجه نحو مستوى ارتفاع عدة أسابيع عند 0.9235.