لتهديده وغزوه دولة شقيقة ، وفي النهاية أعطي ذريعة للأمريكان لاحتلال العراق تحت دعاوي عديدة.. لذلك إيران علي العكس تستخدم سياسة جس النبض فهى تطلق تصريحات وتترقب ردود الفعل ، وتمشي خطوة خطوة نحو تحقيق أطماعها في الخليج ولكن بشكل ذكي ومدروس ولكنها اكتشفت الآن والجميع يعلم أن أطماعها في الخليج لا تنتهي. فى البداية يؤكد محمد سعيد عبد المؤمن خبير الشئون الايرانية بجامعة عين شمس أن إيران عندما أطلقت تصريحاً عن طريق أكبر ناطق ثوري عضو مجمع تشخيص النظام بأن مملكة البحرين كانت من المحافظات الإيرانية الأربعة عشر ولها ممثل في برلمانها أي أن البحرين جزء من إيران لترسل تهديداً لها وتري ردود الفعل وجس النبض لكي تبتلعها في المستقبل وذلك تعبير واضح عن هويتها التطلعية والاستعمارية في الخليج ، فضلاَ عن أن أطماعها زادت بعد انكسار العراق وضعفه وتحت وطأة الاحتلال الذي كان يمثل له كابوساً وحائط الصد تجاه تطلعاتها . وأوضح د. عبد المؤمن أن إيران استطاعت طبقاً للاتفاقيات " تحت الترابيزة " أن تزيد من قوات الحرس الثوري داخل الأراضي العراقية وتشعل نار الفتنة بين الشيعة والسنة ولعبت دوراً كبيراً في تنشيط الشيعة داخل العراق وصعدت الخلاف بينهما لتكون هي الرابحة في النهاية من هذا الصراع ومن وقت لآخر تتحول إيران لخصم يهدد منطقة الخليج والمنطقة العربية وهي تتبع سياسة طول النفس لتحقيق أغراضها ، فبدأت باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث " طنب الكبري وطنب الصغري وأبو موسي " أي تتسلي حتة حتي علي الخليج ونجحت في تكريس الانقسام الطائفي بين المذهبين للشيعة والسنة في لبنان والعراق وهي تهدف إلي تمزيق العرب لتحقيق ما تصبو إليه في المنطقة العربية ، خاصة منطقة الخليج فبعد أن تخلصت من مكمن القوة العراق تلعب دوراً حيوياً الآن في الاتفاقيات الخاصة بالعراق بعد أن زرعت قوات متعددة داخل الأراضي العراقية اتجهت أنظارها إلي الدول الأقرب بدأتها بالجزر الإماراتية وبعدها البحرين. ضعف العرب وأكد د. عبد العليم محمد بمركزالاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الذي زاد من أطماع إيران ضعف العرب بشكل عام فإنها لم تكن تستطيع أن تفعل أو تتحرك لو حست للحظة أن الدول العربية قوية وهناك تضامن حقيقي بينها وانني مع رأي عمرو موسي أمين عام الجامعة العربية الذي قال: إن المنطقة العربية الآن سفينة بها عدد كبير من الثقوب ومعرضة للغرق وهذا معناه خطير وهو وصف دقيق للحالة التي يعيشها العرب الآن انقسامات وضعف وعدم الاتفاق علي رؤية واحدة أو كلمة سواء، ويلعبون علي المواقف الصغيرة ويختلفون كثيراً في القضايا العامة والحساسة التي تهم المنطقة بأكملها لدرجة أن المنطقة أصبحت مطمعاً لكل من هب ودب. وأضاف أن هذا هو ماد دفع بلداً كإيران تكشف عن وجهها الحقيقي دون أن تختشي وتلعب سراً كما كان في الماضي بل أنها الآن لا تخشي العرب وتعبر عن أطماعها بشكل واضح ومعلوم للجميع حتي أنها الآن تطلق اسم الخليج الفارسي في الخطابات الرسمية العامة وفي المناسبات الوطنية ، لكنها تعمل مليون حساب لمصر وتعرف قدر مصر جيداً ولذلك غيرت تصريحاتها وتراجعت بعد زيارة الرئيس حسني مبارك للبحرين وهو تعبير عن التضامن المصري مع المساندة والتدعيم للبحرين ودول الخليج وجاءت الزيارة في وقتها وبعثت برسالة واضحة إلي الايرانيين أن مصر موجودة ولن تسمح بأي اعتداءات علي دول الخليج لأن التهديد للخليج يعتبر تهديداً للأمن القومي المصري والعربي ومن خلال الزيارة أرسلت رسالة قوية مصرية إلي طهران بأن المساس بأمن دول الخليج العربي خط أحمر بالنسبة للقاهرة. وأوضح د. عبد العليم أن التحرك المصري أيضاً جاء علي ضوء الاتفاق الذي وقعته مصر بداية الشهر الجاري في أبوظبي مع 8 دول عربية تتزعمها مصر يهدف إلي وضع وحد للتدخلات غير العربية لاسيما الإيرانية في المنطقة ، وإن دور مصر الحيوي يفرض علينا مسئوليات كبيرة وقدر لا مفر منه لحفظ الأمن القومي المصري والعربي سواء.