سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الاحد 16 يونيو 2024    الرئيس السيسي يشيد بالسعودية في تنظيم مناسك الحج.. ويشكر قيادات المملكة    رئيس فنلندا: الصين تلعب الدور الرئيسي الآن في تحقيق السلام بأوكرانيا    من عائلة واحدة.. استشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على رفح الفلسطينية    موعد مباراة المقاولون العرب وطلائع الجيش في الدوري المصري والقنوات الناقلة    بيان مهم من القنصلية المصرية في جدة بشأن فقدان الاتصال بالحجاج.. ماذا قالت؟    «السواق كان لوحده».. كواليس انقلاب ميكروباص في ترعة المريوطية    طقس أول أيام العيد.. أمطار وعواصف تضرب الوادي الجديد    قبل ساعات من الصلاة.. اعرف تكبيرات عيد الأضحى بالصياغة الصحيحة    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    موعد صلاة عيد الأضحى المبارك في القاهرة والمحافظات    الأزهر يوضح سنن و آداب صلاة عيد الأضحى    «الموجة الحارة».. شوارع خالية من المارة وهروب جماعى ل«الشواطئ»    محمد رشاد وسلمى عادل يطرحان أغنية "عالى عالى"    رغم القصف المستمر.. أهالي غزة يكبرون في ليلة عيد الأضحى المبارك.. والأطفال يحتفلون في باحة مستشفى شهداء الأقصى    إقبال متوسط على أسواق الأضاحي بأسيوط    مدرب هولندا السابق: أثق في إمكانية التتويج ب "يورو 2024".. وصلاح لاعب من الطراز الرفيع    أثناء الدعاء.. وفاة سيدة من محافظة كفر الشيخ على صعيد جبل عرفات    إصابة 3 أشخاص بينهما سيدة عربية في تصادم سيارتين ملاكي وسيارة ربع نقل بالعبور| صور    طريقة الاستعلام عن فاتورة التليفون الأرضي    «التعليم العالى»: تعزيز التعاون الأكاديمى والتكنولوجى مع الإمارات    قبل صلاة عيد الأضحى، انتشار ألعاب الأطفال والوجوه والطرابيش بشوارع المنصورة (صور)    تأسيس الشركات وصناديق استثمار خيرية.. تعرف علي أهداف عمل التحالف الوطني    غرامة 5 آلاف جنيه.. تعرف علي عقوبة بيع الأطعمة الغذائية بدون شهادة صحية    الحج 2024.. السياحة: تصعيد جميع الحجاج إلى عرفات ونجاح النفرة للمزدلفة    تشكيل غرفة عمليات.. بيان عاجل من "السياحة" بشأن الحج 2024 والسائحين    أنتم عيديتي.. كاظم الساهر يهنئ جمهوره بعيد الأضحى المبارك (فيديو)    شذى حسون تطرح أغنية «بيك تحلى» في عيد الأضحى    الدعم العينى والنقدى: وجهان لعملة واحدة    كرة سلة.. عبد الرحمن نادر على رأس قائمة مصر استعدادا للتصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس    مش هينفع أشتغل لراحة الأهلي فقط، عامر حسين يرد على انتقادات عدلي القيعي (فيديو)    استقبال تردد قناة السعودية لمشاهدة الحجاج على نايل سات وعرب سات    دعاء النبي في عيد الأضحى مكتوب.. أفضل 10 أدعية مستجابة كان يرددها الأنبياء في صلاة العيد    عاجل.. رد نهائي من زين الدين بلعيد يحسم جدل انتقاله للأهلي    إقبال على شوادر الأضاحي ومحال الجزارة بالسيدة زينب ليلة عيد الأضحى (صور)    إقبال وزحام على محال التسالي والحلويات في وقفة عيد الأضحى المبارك (صور)    أماكن ساحات صلاة عيد الأضحى 2024 في مكة.. تعرف على موعدها    إعلام عبرى: صافرات الإنذار تدوى بمستوطنات فى شمال إسرائيل    اندلاع مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال فى جنين ورام الله    عاجل.. عرض خليجي برقم لا يُصدق لضم إمام عاشور وهذا رد فعل الأهلي    ريهام سعيد تكشف مفاجأة لأول مرة: محمد هنيدي تقدم للزواج مني (فيديو)    اتغير بعد واقعة الصفع، عمرو دياب يلبي طلب معجبة طلبت "سيلفي" بحفله في لبنان (فيديو)    أنغام تحيي أضخم حفلات عيد الأضحى بالكويت.. وتوجه تهنئة للجمهور    تزامنا مع عيد الأضحى.. بهاء سلطان يطرح أغنية «تنزل فين»    عاجل.. الزمالك يحسم الجدل بشأن إمكانية رحيل حمزة المثلوثي إلى الترجي التونسي    ملخص وأهداف مباراة إيطاليا ضد ألبانيا 2-1 في يورو 2024    خوفا من اندلاع حرب مع حزب الله.. «أوستن» يدعو «جالانت» لزيارة الولايات المتحدة    شيخ المنطقة الأزهرية بالغربية يترأس وفداً أزهرياً للعزاء في وكيل مطرانية طنطا| صور    «المالية»: 20 مليون جنيه «فكة» لتلبية احتياجات المواطنين    إلغاء إجازات البيطريين وجاهزية 33 مجزر لاستقبال الأضاحي بالمجان في أسيوط    للكشف والعلاج مجانا.. عيادة طبية متنقلة للتأمين الطبي بميدان الساعة في دمياط    حلو الكلام.. لم أعثر على صاحبْ!    بمناسبة العيد والعيدية.. أجواء احتفالية وطقوس روحانية بحي السيدة زينب    فحص 1374 مواطنا ضمن قافلة طبية بقرية جمصة غرب في دمياط    رئيس الوزراء يهنئ الشعب المصرى بعيد الأضحى المبارك    وزيرة الهجرة: تفوق الطلبة المصريين في الكويت هو امتداد حقيقي لنجاحات أبناء مصر بمختلف دول العالم    10 نصائح من معهد التغذية لتجنب عسر الهضم في عيد الأضحي    محافظ أسوان يتابع تقديم الخدمات الصحية والعلاجية ل821 مواطنًا بإدفو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خمسة أسئلة عن رواية "هوت ماروك" في بروكسل
نشر في صوت البلد يوم 06 - 07 - 2017

في حي سكاربيك بالعاصمة البلجيكية بروكسل، استضاف مرسم الفنان التشكيلي السوري كيتو سينو، حوارًا ثقافيًا مع الشاعر والكاتب المغربي ياسين عدنان حول روايته “هوت ماروك” التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”. أدار الحوار الروائي المغربي علّال بورقيَّة وسط حضور لفيف من أبناء الجالية المغربية والعربية وأدبائها. “العرب” حضرت الأمسية ونقلت وقائعها.
خمسة أسئلة طرحها الروائي المغربي علال بورقية خلال ندوة استمرت ساعة ونصف الساعة تقريبًا، على الإعلامي والشاعر المغربي ياسين عدنان حول روايته “هوت ماروك” التي صدرت بالقاهرة والدار البيضاء في طبعات عدة.
بدا واضحًا أن المحاوِر اشتغل جيدًا على تفكيك النص وتحليله، فبدأ الحوار بسؤال عام حول تحوّل الضيف من الشعر إلى الرواية، ليجيب عدنان “كنتُ على الدوام أراوح بين الشعر والقصة، وعادة ما أركز في كل قصة على شخصية بعينها، حتى أن بعض قصصي تحمل منذ العنوان اسم شخصيتها المركزية. هذا الولع برسم بورتريهات لشخصيات متخيلة هو الذي قادني إلى ‘رحّال العوينة‘ الذي كنت أشتغل عليه من خلال قصة قصيرة قبل أن يمارس سطوته عليّ ويستدرجني إلى الرواية. فرغم أن رحّال يبدو شخصا هشا بسيطا خامل الذكر، بل وجبانًا في العديد من المواقف، ترصد الرواية كيف يصير جبّارًا أمام شاشة الحاسب الآلي. إنه شخص يعيش حياتَين؛ الأولى في النور يحمل فيها صفاته سابقة الذِّكر، والأخرى في العالم الافتراضي يصير فيها شخصية اقتحامية عنيفة بل وعدوانية إلى أبعد حد. أما ‘هوت ماروك‘ فليست سوى الفضاء الإعلامي الإلكتروني الذي سيتحوّل إلى منصة يقصف منها رحّال العالمين ويمارس فيها جبروته وطغيانه وافتراءه على الخلق مستفيدا من مناخ حرية التشهير التي يعرفها البلد”.
الكوميديا الحيوانية
ينتقل علّال بورقية إلى سؤال آخر يقول “قرأت تأويلات كثيرة لعنوان الرواية، وقرأت ردود أفعال مختلفة تجاه العنوان الذي يشير في عمقِه إلى أنَّه أكثر من موقع إلكتروني؟”، يرد ياسين عدنان “هناك مجازفة في اختيار اسم هذه الصحيفة الإلكترونية التفاعلية على مدار الساعة ‘هوت ماروك‘ عنوانا للرواية. ومع ذلك فالقراء والأصدقاء تآلفوا اليوم مع هذا العنوان الغريب. مع العلم أنني فكّرتُ أيضا في ‘الكوميديا الحيوانية‘ عنوانا لهذه الرواية نظرًا إلى الحضور القوي للاستعارة الحيوانية بها: بدءا بحيونة الإنسان مع وجود قرين حيواني لأهم شخصياتها وانتهاء بالرموز الحيوانية للأحزاب السياسية خلال فترة الانتخابات، مما رسخ الاستعارة الحيوانية باعتبارها عنصرا محوريا في الرواية”.
وردا على سؤال حول أقسام الرواية، التي قسَّمت إلى ثلاثة أقسام وفي كل قسم عدد من الفصول ليبلغ عددها 88 فصلًا وهو عددٌ مقارب لعدد الشخصيات التي أحصاها علال فكانت 85 شخصية، يقول ياسين عدنان “ربما كنتُ أرسطيًّا بالفطرة، وإلا فقد كتبتُ ‘هوت ماروك‘ دون تخطيط مسبق. شرعت في كتابة حكاية رحّال باعتبارها قصة قصيرة، في إقامة أدبية بفرنسا سنة 2011 قبل أن يمارس رحّال سطوته عليّ ويغرّر بي ليورّطني في الرواية. أما القسم الثالث الأخير حول الكوميديا الحيوانية فقد كتبتُه في بروكسل سنة 2015 بوحي من الانتخابات التي عرفها المغرب تلك الصائفة، وبما أنني كنت في بروكسل فقد كانت لديّ المسافة المطلوبة لأتابع سوريالية الانتخابات المغربية بروح نقدية ساخرة. لنتفق على أن هناك الكثير من الزيف في مشهدنا السياسي والإعلامي، والكثير من التلفيق أيضا، التلفيق يبدأ من حياتنا الواقعية ويتكرّس أكثر في حياتنا الافتراضية وعلاقاتنا على الإنترنت. والحقيقة أنني مقتنع بأن لا سبيل لمواجهة هذا العالم الزائف إلا بالسخرية، وعموما فقد كنت حريصا على إبراز هذه النقطة منذ العنوان. ف‘هوت ماروك‘، عنوان ملفّق يضمّ كلمة فرنسية وأخرى إنكليزية، هذه إشارة واضحة إلى أنَّ الخلط والتلفيق صارا نمط اشتغال وأسلوب حياة. وبما أننا نعيش عصر المعلومة والاتصال، فالرواية تفضح دور الإعلام في خلط الأوراق والتلاعب بالرأي العام وترويج الإشاعات وصناعة الأبطال المزيفين”.
السؤال الرابع طرح فيه علَّال بورقية سؤالًا حول القرين الحيواني الذي رافق كل شخصية من شخصيات هوت ماروك، إذ أن هذه الكوميديا الحيوانية ليست ترفًا فنيًا.
يقول عدنان “الكوميديا الحيوانية هي المفتاح الأساسي لقراءة الرواية، بدأت الكتابة عام 2011 وانتهيت من الرواية عام 2015، خلال هذه الفترة تفاعلتُ مع رحّال العوينة، أخذَ مني وأخذتُ منه، لديه موهبة استثنائية في أن يرد كل بشر إلى أصله الحيواني، حيث أن كل إنسي يتخفّى تحت جلده حيوان مضمر. وبالتالي فإن الولوج إلى هذا العالم يكمن في القدرة على فك الشفرة المتحكمة في تمثلات رحّال العوينة ذات المرجع الحيواني. ولأنّ هذه اللعبة تتجاوز المجال الشخصي -العوينة- لكي ترخي بظلالها على المستوى السياسي العام، من خلال الرموز الانتخابية للأحزاب السياسية، أوجدتُ حزب الناقة ذا التوجه الإسلامي، وحزب الأخطبوط ذا التوجه الليبرالي”.
مراكش الساحرة
يقول علّال بورقية “رحّال هو نموذج للعزوف عن كل ديناميكية في الوطن، والرواية تُكتَب عن الحياة فهي لها علاقة مباشرة وخاصة بذات الكاتب وفي سياق الكتابة”، ليتابع ياسين عدنان حديثه مؤكدًا “حينما فكرت برحّال العوينة كقصة، كان ذلك نتيجة لحظة تأذيتُ خلالها بشبيه لرحّال العوينة ممن يسلطون سهام حقدهم ومن موقع الغفلة على الناس. لكن ليس مهما في الأدب أن تقف على ما قد يلحقه شخص ما بالآخرين من أذى، بل أنت معنيٌّ بلماذا فعلت الشخصية ما فعلته؟ بما يتطلبه ذلك من تحليل نفسي وسيكولوجي ومحاولة للفهم مما يجعل الأحداث مقنعة وقابلة للتصديق”.
يواجه المُحاوِر الكاتبَ بسؤال مباشر، يقول علال “هل أنت رحّال العوينة؟”، ليرد ياسين “رغم كل التناقضات القائمة بيننا إلا أن هذا السؤال ليس سهلًا. ربما كان لديّ ثأر شخصي مع هذا النمط من البشر، وكان بإمكاني أن أنكّل به كشخصية عبر فصول الرواية، من خلال الحكم عليه. لكن ضمن منطق التعاطي الأدبي النزيه مع الأشياء عليك أن تسرد الأفعال وتبحث عن الدوافع التي تقف وراء تلك الأفعال”.
وعن سؤال مدينة مراكش التي تدور فيها أحداث الرواية يجيب عدنان “كانت مغامرة أن أُقدِّم هذه المدينة خارج صورتها الأسطورية الساحرة والمبهرة التي رسمها لها الجميع، مستشرقين وعربا. فالمدينة التي يتحرّك فيها رحّال العوينة تتراوح ما بين عشوائيات عين إيطّي وحي المسيرة السكني الحديث نسبيا (منتصف الثمانينات من القرن الماضي)، وتقبض بشكل ما على تحوّلات المدينة العربية المعاصرة في ظل الترييف الذي تتعرّض له بسبب سوء الإدارة والتدبير”.
أمّا عن احتمال مواصلة عدنان للكتابة عن رحّال العوينة فيقول “العمل الذي امتد عبر 500 صفحة بقي مفتوح النهايات لأن كل شيء غير تامٍّ ولا منتهٍ، بل أصل هذا العالم هو عدم الانتهاء. ورغم أنني لا أخطّط لشيء ملموس على هذا المستوى، إلا أن كل شيء يبقى مفتوحا. ربما قد يستدرجني رحّال العوينة إلى عمل آخر، من يدري؟”.
في حي سكاربيك بالعاصمة البلجيكية بروكسل، استضاف مرسم الفنان التشكيلي السوري كيتو سينو، حوارًا ثقافيًا مع الشاعر والكاتب المغربي ياسين عدنان حول روايته “هوت ماروك” التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”. أدار الحوار الروائي المغربي علّال بورقيَّة وسط حضور لفيف من أبناء الجالية المغربية والعربية وأدبائها. “العرب” حضرت الأمسية ونقلت وقائعها.
خمسة أسئلة طرحها الروائي المغربي علال بورقية خلال ندوة استمرت ساعة ونصف الساعة تقريبًا، على الإعلامي والشاعر المغربي ياسين عدنان حول روايته “هوت ماروك” التي صدرت بالقاهرة والدار البيضاء في طبعات عدة.
بدا واضحًا أن المحاوِر اشتغل جيدًا على تفكيك النص وتحليله، فبدأ الحوار بسؤال عام حول تحوّل الضيف من الشعر إلى الرواية، ليجيب عدنان “كنتُ على الدوام أراوح بين الشعر والقصة، وعادة ما أركز في كل قصة على شخصية بعينها، حتى أن بعض قصصي تحمل منذ العنوان اسم شخصيتها المركزية. هذا الولع برسم بورتريهات لشخصيات متخيلة هو الذي قادني إلى ‘رحّال العوينة‘ الذي كنت أشتغل عليه من خلال قصة قصيرة قبل أن يمارس سطوته عليّ ويستدرجني إلى الرواية. فرغم أن رحّال يبدو شخصا هشا بسيطا خامل الذكر، بل وجبانًا في العديد من المواقف، ترصد الرواية كيف يصير جبّارًا أمام شاشة الحاسب الآلي. إنه شخص يعيش حياتَين؛ الأولى في النور يحمل فيها صفاته سابقة الذِّكر، والأخرى في العالم الافتراضي يصير فيها شخصية اقتحامية عنيفة بل وعدوانية إلى أبعد حد. أما ‘هوت ماروك‘ فليست سوى الفضاء الإعلامي الإلكتروني الذي سيتحوّل إلى منصة يقصف منها رحّال العالمين ويمارس فيها جبروته وطغيانه وافتراءه على الخلق مستفيدا من مناخ حرية التشهير التي يعرفها البلد”.
الكوميديا الحيوانية
ينتقل علّال بورقية إلى سؤال آخر يقول “قرأت تأويلات كثيرة لعنوان الرواية، وقرأت ردود أفعال مختلفة تجاه العنوان الذي يشير في عمقِه إلى أنَّه أكثر من موقع إلكتروني؟”، يرد ياسين عدنان “هناك مجازفة في اختيار اسم هذه الصحيفة الإلكترونية التفاعلية على مدار الساعة ‘هوت ماروك‘ عنوانا للرواية. ومع ذلك فالقراء والأصدقاء تآلفوا اليوم مع هذا العنوان الغريب. مع العلم أنني فكّرتُ أيضا في ‘الكوميديا الحيوانية‘ عنوانا لهذه الرواية نظرًا إلى الحضور القوي للاستعارة الحيوانية بها: بدءا بحيونة الإنسان مع وجود قرين حيواني لأهم شخصياتها وانتهاء بالرموز الحيوانية للأحزاب السياسية خلال فترة الانتخابات، مما رسخ الاستعارة الحيوانية باعتبارها عنصرا محوريا في الرواية”.
وردا على سؤال حول أقسام الرواية، التي قسَّمت إلى ثلاثة أقسام وفي كل قسم عدد من الفصول ليبلغ عددها 88 فصلًا وهو عددٌ مقارب لعدد الشخصيات التي أحصاها علال فكانت 85 شخصية، يقول ياسين عدنان “ربما كنتُ أرسطيًّا بالفطرة، وإلا فقد كتبتُ ‘هوت ماروك‘ دون تخطيط مسبق. شرعت في كتابة حكاية رحّال باعتبارها قصة قصيرة، في إقامة أدبية بفرنسا سنة 2011 قبل أن يمارس رحّال سطوته عليّ ويغرّر بي ليورّطني في الرواية. أما القسم الثالث الأخير حول الكوميديا الحيوانية فقد كتبتُه في بروكسل سنة 2015 بوحي من الانتخابات التي عرفها المغرب تلك الصائفة، وبما أنني كنت في بروكسل فقد كانت لديّ المسافة المطلوبة لأتابع سوريالية الانتخابات المغربية بروح نقدية ساخرة. لنتفق على أن هناك الكثير من الزيف في مشهدنا السياسي والإعلامي، والكثير من التلفيق أيضا، التلفيق يبدأ من حياتنا الواقعية ويتكرّس أكثر في حياتنا الافتراضية وعلاقاتنا على الإنترنت. والحقيقة أنني مقتنع بأن لا سبيل لمواجهة هذا العالم الزائف إلا بالسخرية، وعموما فقد كنت حريصا على إبراز هذه النقطة منذ العنوان. ف‘هوت ماروك‘، عنوان ملفّق يضمّ كلمة فرنسية وأخرى إنكليزية، هذه إشارة واضحة إلى أنَّ الخلط والتلفيق صارا نمط اشتغال وأسلوب حياة. وبما أننا نعيش عصر المعلومة والاتصال، فالرواية تفضح دور الإعلام في خلط الأوراق والتلاعب بالرأي العام وترويج الإشاعات وصناعة الأبطال المزيفين”.
السؤال الرابع طرح فيه علَّال بورقية سؤالًا حول القرين الحيواني الذي رافق كل شخصية من شخصيات هوت ماروك، إذ أن هذه الكوميديا الحيوانية ليست ترفًا فنيًا.
يقول عدنان “الكوميديا الحيوانية هي المفتاح الأساسي لقراءة الرواية، بدأت الكتابة عام 2011 وانتهيت من الرواية عام 2015، خلال هذه الفترة تفاعلتُ مع رحّال العوينة، أخذَ مني وأخذتُ منه، لديه موهبة استثنائية في أن يرد كل بشر إلى أصله الحيواني، حيث أن كل إنسي يتخفّى تحت جلده حيوان مضمر. وبالتالي فإن الولوج إلى هذا العالم يكمن في القدرة على فك الشفرة المتحكمة في تمثلات رحّال العوينة ذات المرجع الحيواني. ولأنّ هذه اللعبة تتجاوز المجال الشخصي -العوينة- لكي ترخي بظلالها على المستوى السياسي العام، من خلال الرموز الانتخابية للأحزاب السياسية، أوجدتُ حزب الناقة ذا التوجه الإسلامي، وحزب الأخطبوط ذا التوجه الليبرالي”.
مراكش الساحرة
يقول علّال بورقية “رحّال هو نموذج للعزوف عن كل ديناميكية في الوطن، والرواية تُكتَب عن الحياة فهي لها علاقة مباشرة وخاصة بذات الكاتب وفي سياق الكتابة”، ليتابع ياسين عدنان حديثه مؤكدًا “حينما فكرت برحّال العوينة كقصة، كان ذلك نتيجة لحظة تأذيتُ خلالها بشبيه لرحّال العوينة ممن يسلطون سهام حقدهم ومن موقع الغفلة على الناس. لكن ليس مهما في الأدب أن تقف على ما قد يلحقه شخص ما بالآخرين من أذى، بل أنت معنيٌّ بلماذا فعلت الشخصية ما فعلته؟ بما يتطلبه ذلك من تحليل نفسي وسيكولوجي ومحاولة للفهم مما يجعل الأحداث مقنعة وقابلة للتصديق”.
يواجه المُحاوِر الكاتبَ بسؤال مباشر، يقول علال “هل أنت رحّال العوينة؟”، ليرد ياسين “رغم كل التناقضات القائمة بيننا إلا أن هذا السؤال ليس سهلًا. ربما كان لديّ ثأر شخصي مع هذا النمط من البشر، وكان بإمكاني أن أنكّل به كشخصية عبر فصول الرواية، من خلال الحكم عليه. لكن ضمن منطق التعاطي الأدبي النزيه مع الأشياء عليك أن تسرد الأفعال وتبحث عن الدوافع التي تقف وراء تلك الأفعال”.
وعن سؤال مدينة مراكش التي تدور فيها أحداث الرواية يجيب عدنان “كانت مغامرة أن أُقدِّم هذه المدينة خارج صورتها الأسطورية الساحرة والمبهرة التي رسمها لها الجميع، مستشرقين وعربا. فالمدينة التي يتحرّك فيها رحّال العوينة تتراوح ما بين عشوائيات عين إيطّي وحي المسيرة السكني الحديث نسبيا (منتصف الثمانينات من القرن الماضي)، وتقبض بشكل ما على تحوّلات المدينة العربية المعاصرة في ظل الترييف الذي تتعرّض له بسبب سوء الإدارة والتدبير”.
أمّا عن احتمال مواصلة عدنان للكتابة عن رحّال العوينة فيقول “العمل الذي امتد عبر 500 صفحة بقي مفتوح النهايات لأن كل شيء غير تامٍّ ولا منتهٍ، بل أصل هذا العالم هو عدم الانتهاء. ورغم أنني لا أخطّط لشيء ملموس على هذا المستوى، إلا أن كل شيء يبقى مفتوحا. ربما قد يستدرجني رحّال العوينة إلى عمل آخر، من يدري؟”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.