تنسيق الجامعات 2025.. 35 ألف طالب يسجلون في تنسيق المرحلة الأولى    لجنة المنشآت في جامعة بنها تتابع معدلات تنفيذ المشروعات الحالية    215 مدرسة بالفيوم تستعد لاستقبال انتخابات مجلس الشيوخ 2025    من الجيزة إلى نجع حمادى ..انقطاع الكهرباء عرض مستمر وحكومة الانقلاب تنفذ تخفيف أحمال عبر محطات مياه الشرب    رئيس الوزراء: مكافحة الاتجار بالبشر ليست مجرد التزام قانوني بل واجب أخلاقي وإنساني    معلومات الوزراء: مصر في المركز 44 عالميًا والثالث عربيا بمؤشر حقوق الطفل    شركة UEG الصينية تعلن استعدادها لتعزيز استثماراتها في مصر    انخفاض أرباح بورشه بنسبة 71% في النصف الأول من 2025    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع سكن مصر بالقاهرة الجديدة    فيديو.. مراسل القاهرة الإخبارية: قرابة 4 آلاف طن مساعدات مصرية دخلت إلى غزة    نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الفلسطيني عودة الهذالين ترسيخ للتوحش الإسرائيلي    الجيش الأردني يعلن إسقاط طائرة مسيّرة حاولت تهريب مواد مخدرة على الواجهة الغربية في المنطقة العسكرية الجنوبية    زيارة تبون لإيطاليا.. اتفاقيات مع روما وانزعاج في باريس    قائد الجيش اللبناني: ماضون بتنفيذ مهامنا في بسط سلطة الدولة وفرض سيطرتها على جميع أراضيها    صلاح يقود تشكيل ليفربول لمواجهة يوكوهاما الودية    رسميا.. بايرن ميونخ يعلن التعاقد مع لويس دياز    مفاجأة.. الزمالك يستهدف التعاقد مع أليو ديانج برعاية ممدوح عباس    خسارة شباب الطائرة أمام بورتريكو في تحديد مراكز بطولة العالم    في حوار خاص ل"الفجر الرياضي".. مكتشف كاظم إبراهيما: شوقي حسم الصفقة ووليد رشحه لريبيرو    بعد أنباء عودته للزمالك.. شوبير يكشف عن تحرك الأهلي تجاه إمام عاشور    ضبط مالك سرك وقائد سيارة بتهمة إلقاء 29 شوال بقايا حيوانات في الشارع بالإسكندرية    طقس الإسكندرية اليوم.. نشاط للرياح وانخفاض تدريجي في الحرارة والعظمى تصل إلى 31 درجة    أمن المنافذ: ضبط 40 قضية أمن عام وتهريب خلال 24 ساعة    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص بكفر الشيخ    برابط التقديم.. إنشاء أول مدرسة تكنولوجية متخصصة بالغردقة (تفاصيل)    بصمة لا تُنسى في كل مشهد.. لطفي لبيب يرحل بعد إرث من التميز    إيرادات فيلم المشروع X تتخطى 140 مليون جنيه في 10 أسابيع عرض    مبيعات فيلم أحمد وأحمد تصل ل402 ألف تذكرة في 4 أسابيع    صفية القبانى: فوز نازلى مدكور وعبد الوهاب عبد المحسن تقدير لمسيرتهم الطويلة    لمسات فنية لريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقي العربية ترتدي قفاز الإجادة بإستاد الأسكندرية    أسعار رمزية وخيارات معرفية متنوعة قِسمٌ مخصّص ل "الكتب المخفّضة" في معرض المدينة    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    الرعاية الصحية تطلق مشروع رعايتك في بيتك لتقديم خدمة طبية متكاملة داخل المنازل    محافظ أسوان يوجه بسرعة الانتهاء من المبنى الجديد لقسم الغسيل الكلوي في المستشفى    تحرير (145) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    تعليم الفيوم تعلن عن مسابقة لشغل الوظائف القيادية من بين العاملين بها    براتب 550 دينار .. العمل تعلن عن 4 وظائف في الأردن    من هم «بنو معروف» المؤمنون بعودة «الحاكم بأمر الله»؟!    حفل جماهيري حاشد بالشرقية لدعم مرشح حزب الجبهة بالشرقية    «البترول» تعلن السيطرة على حريق سفينة حاويات بمنطقة رأس غارب    تنسيق الجامعات.. تفاصيل الدراسة ببرنامج الهندسة الإنشائية ب"هندسة حلوان"    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    ثروت سويلم: لن يتكرر إلغاء الهبوط في الدوري المصري.. وخصم 6 نقاط فوري للمنسحبين    حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو وتوقعات الأبراج    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    عبداللطيف حجازي يكتب: الرهان المزدوج.. اتجاهات أردوغان لهندسة المشهد التركي عبر الأكراد والمعارضة    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    عاجل- ترمب: زوجتي ميلانيا شاهدت الصور المروعة من غزة والوضع هناك قاس ويجب إدخال المساعدات    الدكتورة ميرفت السيد: مستشفيات الأمانة جاهزة لتطبيق التأمين الصحي الشامل فور اعتماد "Gahar"    سعر الفول والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    السيطرة على حريق هائل بشقة سكنية في المحلة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعودية تحاصر مصر وتوقف الدعم الخليجي لها
نشر في صوت البلد يوم 15 - 03 - 2017

قال الكاتب المصري الدكتور حسن أبو طالب، إن المملكة العربية السعودية تتحرك لمحاصرة مصر ووقف الدعم الخليجي عنها.

وأضاف "أبوطالب" في مقال المنشور بصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أن "المملكة السعودية مستمرة في حالة الجفاء التى تبديها تجاه مصر، بعد ما وقف برامج تنمية ممولة واتفق عليها الفعل قبل أشهر معدودة، كما انهت عقود توريدات نفطية وغيرها بدون إعلان الأسباب".

وتابع "الأحاديث التي يتناولها المجتمع الدبلوماسى والإعلامى فى أكثر من بلد عربى تشى بأن السعودية تحاول محاصرة العلاقات الخليجية مع مصر ومنع أى مساندة اقتصادية لها بحجة أنها لا تتبع النهج الخليجى تجاه قضايا عربية ساخنة كاليمن وسوريا".

وكانت مصادر مطلعة قد قالت إن المملكة العربية السعودية تقود توجهًا خليجيًا لوقف دعم مصر، مشيرة إلى أن القاهرة في مأزق كبير.

وأكدت المصادر أن مصر حاولت استعادة دفء العلاقات، حيث قام الأمين العام السابق للجامعة العربية "عمرو موسى" بمحاولة لتهدئة الأجواء بين القاهرة والرياض، إلا أنها قوبلت بالرفض من قبل المملكة.

وأضافت المصادر أن الرياض أبلغت "موسى" أنها بصدد التدخل لدى عواصم خليجية؛ لعدم تقديم أي دعم للسلطة الحالية في مصر؛ ما دامت متمسكة بموقفها فيما يخص الملفين السوري واليمني، ولم تلتزم بتعهداتها بشأن تسليم السعودية جزيرتي "صنافير وتيران".

وأشارت المصادر ذاتها، إلى تحفظ الإمارات والكويت على الطلب السعودي بالكف عن تقديم دعمهما لمصر، خوفًا من خطورة الابتعاد عن مصر في مثل هذه الأجواء، إلا أن الرياض قادت حملة تشكيك واسعة في عواصم جيرانها الخليجيين، حول جدية توظيف الحكومة المصرية للمعونات الخليجية التي قدمتها لها منذ 3 يوليو 2012، والتي قدرتها مصادر غير رسمية ب50 مليار دولار على الأقل، فضلًا عن افتقاد إنفاق هذه الأموال للشفافية.

وكان الكاتب السعودي المعروف "صالح الفهيد"، قد أكد أن السعودية بعثت رسالة حادة للرئيس "عبد الفتاح السيسي".

وقال الكاتب بصحيفة "عكاظ" في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الرسالة السعودية التي وصلت للسيسي: لا تطلب ولا تنتظر دعمًا من دول الخليج العربية، وأنت "تتموضع" في المحور الروسي الإيراني السوري .. #مصر".

وفيما يلي نص المقال كاملا :

ماذا لو عادت العمالة المصرية من الخليج؟

من أخبار الأسبوع الماضى أن هناك بحثاً فى مجلس الشورى السعودى لإصدار قانون أو نظام جديد يسمح بالتخلى عن خمسة ملايين عامل أجنبى وعربى يعملون فى المملكة من إجمالى 10 ملايين عامل وافد، وفى الكويت تم ترحيل 41 ألف عامل أجنبى فى العام 2015 والأشهر الأربعة الأولى من 2016 لأسباب قيل إنها إدارية أو بسبب التورط فى جرائم، وبينما يبلغ إجمالى سكان دول الخليج 48 مليون نسمة، يشكل العمال الوافدون 17 مليون نسمة، أى بنسبة 36% من إجمالى السكان، يحولون ما يقرب من 80 مليار دولار سنوياً.


ومع هبوط سعر النفط إلى 40 دولاراً للبرميل الواحد بعد أن كان قبل أربعة أعوام 120 دولاراً، حدث انكشاف اقتصادى كبير، وحسب بيانات صندوق النقد الدولى، فقد حققت الإيرادات النفطية عجزاً بنحو 325 مليار دولار مقارنة بالعام 2014، وبات العجز فى ميزانية قطر وحدها 13 مليار دولار، وفى الموازنة السعودية للعام 2016 ارتفع العجز إلى 87 مليار دولار، وفى الكويت وصل العجز إلى 40 مليار دولار. كما انخفض الاحتياطى المالى للسعودية من 800 مليار قبل أربعة أعوام إلى 440 مليار دولار.


مع انخفاض الطلب على النفط، تدخل دول الخليج مرحلة جديدة فى حياتها ولم يعد هناك سوى التخلى عن سياسة دولة الرفاه التى ظلت سائدة فى العقود الماضية، حيث توزيع الريع النفطى على المواطنين من خلال توفير الاحتياجات بدون مقابل تقريباً، نظير قبول الصيغة السياسية القائمة. والآن بات الوضع الجديد مُحفزاً على إعادة النظر جذرياً فى كل محتويات ومفردات هذه السياسة، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، والواضح أن التركيز الأكبر ينصب على الجانب الاقتصادى وتحديداً توفير النفقات وترشيد الاستهلاك والتوقف عن بناء مشروعات حكومية، وفرض العديد من الضرائب والرسوم على الخدمات التى تقدمها الحكومة، وفرض رسوم على العمالة الوافدة سواء للحصول على خدمات اجتماعية وصحية أو عند تحويل أموالهم إلى البلدان الأم، مع وضع خطط من أجل «خلجنة» الوظائف، واستبدال العمالة الأجنبية بالعمالة الوطنية. ففى السعودية ووفقاً لخطة التنمية 2030، والهادفة إلى تنويع مصادر الدخل، هناك برنامج مفصل ل«سعودة» الوظائف فى غضون عقد أو أكثر قليلاً، وكذلك فى الكويت والبحرين.


مجمل التطورات الاقتصادية فى بلدان الخليج يتجه نحو خفض الطلب على العمالة الوافدة أياً كانت جنسيتها، والتدرج فى التخلص من نسبة كبيرة للغاية من العمالة الوافدة والموجودة فى الوقت الراهن، ولما كانت العمالة المصرية فى بلدان الخليج تتراوح بين 3 ملايين وأربعة ملايين عامل، فهنا يبدو على مصر ومؤسساتها المختلفة أن تتعامل مع احتمال عودة نسبة كبيرة من هذه العمالة فى بلدان الخليج وكأنه أمر سيقع قريباً بل وقريباً جداً، فالتحسب إلى أسوأ الظروف يساعد على محاصرة النتائج السلبية لها وخفضها إلى أقصى درجة، وفى ضوء هذا الاحتمال، فمن الطبيعى أن تقل التحويلات المالية، التى تدور حالياً حول 18 مليار سنوياً، ووفقاً لتصريحات مسئولى البنك المركزى المصرى، فمنذ قرار تعويم سعر الجنيه المصرى زادت تحويلات العمالة المصرية فى الخارج إلى 1.6 مليار دولار شهرياً، وإذا تصورنا عودة 50% من العمالة المصرية فى الخليج، فإننا سوف نفقد ما يقرب من 9 مليارات دولار سنوياً، هذا بالإضافة إلى انخفاض الطلب على عمالة مصرية جديدة.


ووفقاً لتقديرات أعداد العمالة المصرية فى بلد كالسعودية مثلاً، التى تدور حول 2 مليون عامل، وفى الإمارات نحو مليون عامل، وفى البحرين نحو 80 ألف عامل، وفى حال عودة 50% من هذه العمالة فسوف يكون لزاماً توفير وظائف وفرص عمل لنحو 2 مليون عامل جديد، وإن لم يحدث فسوف ترتفع نسبة البطالة إلى حدود تلامس 20%، فى حين أن النسب الرسمية للبطالة أو ما يعرف بعدم التشغيل تدور حالياً بين 11 و13 فى المائة، الأمر الذى يترتب عليه نتائج اجتماعية وسياسية خطيرة، وإذا تم تسريح نسبة من العمالة المصرية فى الخليج بطرق قانونية تتضمن منحهم حقوقهم كمكافآت نهاية العمل والتعويضات المنصوص عليها فى العقود فى حالة إنهاء العقد قبل انتهاء مدته، الأمر الذى قد يساعد على تخفيف الآثار الاقتصادية على الأقل فى الأشهر الأولى للعودة، وقد يلجأ البعض إلى استثمار هذه الأموال فى مشروعات جديدة صغرى أو متوسطة، أما فى حالة التعامل المجحف وإنهاء الخدمة بدون أية تعويضات فسيكون طبيعياً أن تتضاعف الآثار السلبية على العمالة العائدة ذاتها وعلى المجتمع ككل.


لن تتوقف الآثار السلبية على الجانب الاقتصادى وحسب، والمرجح أن تكون هناك تداعيات سياسية أو على الأقل تداعيات سلبية لدى الرأى العام المصرى، وإذا ما استمرت حالة الجفاء التى تبديها دول خليجية معينة تجاه مصر، مع ما يحدث من وقف برامج تنمية ممولة واتفق عليها الفعل قبل أشهر معدودة وإنهاء عقود توريدات نفطية وغيرها بدون إعلان الأسباب من الطرف الخليجى، ومع حملات إعلامية سلبية مبطنة وصريحة تظهر بين الحين والآخر ضد الوضع المصرى لأسباب تتعلق بعدم رضاهم عن تحركات مصر الخارجية تجاه عدد من القضايا الإقليمية والعربية، ومع أحاديث يتناولها المجتمع الدبلوماسى والإعلامى فى أكثر من بلد عربى تشى بأن هناك من يحاول محاصرة العلاقات الخليجية مع مصر ومنع أى مساندة اقتصادية لها بحجة أنها لا تتبع النهج الخليجى تجاه قضايا عربية ساخنة كاليمن وسوريا، ومع الافتراء على السياسة المصرية بأنها تتحالف مع إيران ضد مصالح الخليج بينما تتحاور دول الخليج بالفعل مع إيران على أعلى المستويات، ومع توجيه المواطنين الخليجيين فى دول بعينها إلى عدم السياحة فى مصر، فالنتيجة المنطقية أن ينظر الرأى العام المصرى إلى التخلى عن نسبة من العمالة المصرية أياً كانت باعتبارها عملاً عدائياً موجهاً ضد بلده، حتى ولو كان التخلى عن العمالة الأجنبية سياسة عامة لهذه الدولة الخليجية أو تلك، وفى هذه الحالة سيكون من الصعب السيطرة على تلك المشاعر الشعبية الغاضبة، وقد تخف تلك المشاعر قليلاً إذا تغيرت طريقة التفكير لدى بعض الخليجيين، وتغيرت معها بعض المواقف غير المبررة.
قال الكاتب المصري الدكتور حسن أبو طالب، إن المملكة العربية السعودية تتحرك لمحاصرة مصر ووقف الدعم الخليجي عنها.
وأضاف "أبوطالب" في مقال المنشور بصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أن "المملكة السعودية مستمرة في حالة الجفاء التى تبديها تجاه مصر، بعد ما وقف برامج تنمية ممولة واتفق عليها الفعل قبل أشهر معدودة، كما انهت عقود توريدات نفطية وغيرها بدون إعلان الأسباب".
وتابع "الأحاديث التي يتناولها المجتمع الدبلوماسى والإعلامى فى أكثر من بلد عربى تشى بأن السعودية تحاول محاصرة العلاقات الخليجية مع مصر ومنع أى مساندة اقتصادية لها بحجة أنها لا تتبع النهج الخليجى تجاه قضايا عربية ساخنة كاليمن وسوريا".
وكانت مصادر مطلعة قد قالت إن المملكة العربية السعودية تقود توجهًا خليجيًا لوقف دعم مصر، مشيرة إلى أن القاهرة في مأزق كبير.
وأكدت المصادر أن مصر حاولت استعادة دفء العلاقات، حيث قام الأمين العام السابق للجامعة العربية "عمرو موسى" بمحاولة لتهدئة الأجواء بين القاهرة والرياض، إلا أنها قوبلت بالرفض من قبل المملكة.
وأضافت المصادر أن الرياض أبلغت "موسى" أنها بصدد التدخل لدى عواصم خليجية؛ لعدم تقديم أي دعم للسلطة الحالية في مصر؛ ما دامت متمسكة بموقفها فيما يخص الملفين السوري واليمني، ولم تلتزم بتعهداتها بشأن تسليم السعودية جزيرتي "صنافير وتيران".
وأشارت المصادر ذاتها، إلى تحفظ الإمارات والكويت على الطلب السعودي بالكف عن تقديم دعمهما لمصر، خوفًا من خطورة الابتعاد عن مصر في مثل هذه الأجواء، إلا أن الرياض قادت حملة تشكيك واسعة في عواصم جيرانها الخليجيين، حول جدية توظيف الحكومة المصرية للمعونات الخليجية التي قدمتها لها منذ 3 يوليو 2012، والتي قدرتها مصادر غير رسمية ب50 مليار دولار على الأقل، فضلًا عن افتقاد إنفاق هذه الأموال للشفافية.
وكان الكاتب السعودي المعروف "صالح الفهيد"، قد أكد أن السعودية بعثت رسالة حادة للرئيس "عبد الفتاح السيسي".
وقال الكاتب بصحيفة "عكاظ" في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الرسالة السعودية التي وصلت للسيسي: لا تطلب ولا تنتظر دعمًا من دول الخليج العربية، وأنت "تتموضع" في المحور الروسي الإيراني السوري .. #مصر".
وفيما يلي نص المقال كاملا :
ماذا لو عادت العمالة المصرية من الخليج؟
من أخبار الأسبوع الماضى أن هناك بحثاً فى مجلس الشورى السعودى لإصدار قانون أو نظام جديد يسمح بالتخلى عن خمسة ملايين عامل أجنبى وعربى يعملون فى المملكة من إجمالى 10 ملايين عامل وافد، وفى الكويت تم ترحيل 41 ألف عامل أجنبى فى العام 2015 والأشهر الأربعة الأولى من 2016 لأسباب قيل إنها إدارية أو بسبب التورط فى جرائم، وبينما يبلغ إجمالى سكان دول الخليج 48 مليون نسمة، يشكل العمال الوافدون 17 مليون نسمة، أى بنسبة 36% من إجمالى السكان، يحولون ما يقرب من 80 مليار دولار سنوياً.
ومع هبوط سعر النفط إلى 40 دولاراً للبرميل الواحد بعد أن كان قبل أربعة أعوام 120 دولاراً، حدث انكشاف اقتصادى كبير، وحسب بيانات صندوق النقد الدولى، فقد حققت الإيرادات النفطية عجزاً بنحو 325 مليار دولار مقارنة بالعام 2014، وبات العجز فى ميزانية قطر وحدها 13 مليار دولار، وفى الموازنة السعودية للعام 2016 ارتفع العجز إلى 87 مليار دولار، وفى الكويت وصل العجز إلى 40 مليار دولار. كما انخفض الاحتياطى المالى للسعودية من 800 مليار قبل أربعة أعوام إلى 440 مليار دولار.
مع انخفاض الطلب على النفط، تدخل دول الخليج مرحلة جديدة فى حياتها ولم يعد هناك سوى التخلى عن سياسة دولة الرفاه التى ظلت سائدة فى العقود الماضية، حيث توزيع الريع النفطى على المواطنين من خلال توفير الاحتياجات بدون مقابل تقريباً، نظير قبول الصيغة السياسية القائمة. والآن بات الوضع الجديد مُحفزاً على إعادة النظر جذرياً فى كل محتويات ومفردات هذه السياسة، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، والواضح أن التركيز الأكبر ينصب على الجانب الاقتصادى وتحديداً توفير النفقات وترشيد الاستهلاك والتوقف عن بناء مشروعات حكومية، وفرض العديد من الضرائب والرسوم على الخدمات التى تقدمها الحكومة، وفرض رسوم على العمالة الوافدة سواء للحصول على خدمات اجتماعية وصحية أو عند تحويل أموالهم إلى البلدان الأم، مع وضع خطط من أجل «خلجنة» الوظائف، واستبدال العمالة الأجنبية بالعمالة الوطنية. ففى السعودية ووفقاً لخطة التنمية 2030، والهادفة إلى تنويع مصادر الدخل، هناك برنامج مفصل ل«سعودة» الوظائف فى غضون عقد أو أكثر قليلاً، وكذلك فى الكويت والبحرين.
مجمل التطورات الاقتصادية فى بلدان الخليج يتجه نحو خفض الطلب على العمالة الوافدة أياً كانت جنسيتها، والتدرج فى التخلص من نسبة كبيرة للغاية من العمالة الوافدة والموجودة فى الوقت الراهن، ولما كانت العمالة المصرية فى بلدان الخليج تتراوح بين 3 ملايين وأربعة ملايين عامل، فهنا يبدو على مصر ومؤسساتها المختلفة أن تتعامل مع احتمال عودة نسبة كبيرة من هذه العمالة فى بلدان الخليج وكأنه أمر سيقع قريباً بل وقريباً جداً، فالتحسب إلى أسوأ الظروف يساعد على محاصرة النتائج السلبية لها وخفضها إلى أقصى درجة، وفى ضوء هذا الاحتمال، فمن الطبيعى أن تقل التحويلات المالية، التى تدور حالياً حول 18 مليار سنوياً، ووفقاً لتصريحات مسئولى البنك المركزى المصرى، فمنذ قرار تعويم سعر الجنيه المصرى زادت تحويلات العمالة المصرية فى الخارج إلى 1.6 مليار دولار شهرياً، وإذا تصورنا عودة 50% من العمالة المصرية فى الخليج، فإننا سوف نفقد ما يقرب من 9 مليارات دولار سنوياً، هذا بالإضافة إلى انخفاض الطلب على عمالة مصرية جديدة.
ووفقاً لتقديرات أعداد العمالة المصرية فى بلد كالسعودية مثلاً، التى تدور حول 2 مليون عامل، وفى الإمارات نحو مليون عامل، وفى البحرين نحو 80 ألف عامل، وفى حال عودة 50% من هذه العمالة فسوف يكون لزاماً توفير وظائف وفرص عمل لنحو 2 مليون عامل جديد، وإن لم يحدث فسوف ترتفع نسبة البطالة إلى حدود تلامس 20%، فى حين أن النسب الرسمية للبطالة أو ما يعرف بعدم التشغيل تدور حالياً بين 11 و13 فى المائة، الأمر الذى يترتب عليه نتائج اجتماعية وسياسية خطيرة، وإذا تم تسريح نسبة من العمالة المصرية فى الخليج بطرق قانونية تتضمن منحهم حقوقهم كمكافآت نهاية العمل والتعويضات المنصوص عليها فى العقود فى حالة إنهاء العقد قبل انتهاء مدته، الأمر الذى قد يساعد على تخفيف الآثار الاقتصادية على الأقل فى الأشهر الأولى للعودة، وقد يلجأ البعض إلى استثمار هذه الأموال فى مشروعات جديدة صغرى أو متوسطة، أما فى حالة التعامل المجحف وإنهاء الخدمة بدون أية تعويضات فسيكون طبيعياً أن تتضاعف الآثار السلبية على العمالة العائدة ذاتها وعلى المجتمع ككل.
لن تتوقف الآثار السلبية على الجانب الاقتصادى وحسب، والمرجح أن تكون هناك تداعيات سياسية أو على الأقل تداعيات سلبية لدى الرأى العام المصرى، وإذا ما استمرت حالة الجفاء التى تبديها دول خليجية معينة تجاه مصر، مع ما يحدث من وقف برامج تنمية ممولة واتفق عليها الفعل قبل أشهر معدودة وإنهاء عقود توريدات نفطية وغيرها بدون إعلان الأسباب من الطرف الخليجى، ومع حملات إعلامية سلبية مبطنة وصريحة تظهر بين الحين والآخر ضد الوضع المصرى لأسباب تتعلق بعدم رضاهم عن تحركات مصر الخارجية تجاه عدد من القضايا الإقليمية والعربية، ومع أحاديث يتناولها المجتمع الدبلوماسى والإعلامى فى أكثر من بلد عربى تشى بأن هناك من يحاول محاصرة العلاقات الخليجية مع مصر ومنع أى مساندة اقتصادية لها بحجة أنها لا تتبع النهج الخليجى تجاه قضايا عربية ساخنة كاليمن وسوريا، ومع الافتراء على السياسة المصرية بأنها تتحالف مع إيران ضد مصالح الخليج بينما تتحاور دول الخليج بالفعل مع إيران على أعلى المستويات، ومع توجيه المواطنين الخليجيين فى دول بعينها إلى عدم السياحة فى مصر، فالنتيجة المنطقية أن ينظر الرأى العام المصرى إلى التخلى عن نسبة من العمالة المصرية أياً كانت باعتبارها عملاً عدائياً موجهاً ضد بلده، حتى ولو كان التخلى عن العمالة الأجنبية سياسة عامة لهذه الدولة الخليجية أو تلك، وفى هذه الحالة سيكون من الصعب السيطرة على تلك المشاعر الشعبية الغاضبة، وقد تخف تلك المشاعر قليلاً إذا تغيرت طريقة التفكير لدى بعض الخليجيين، وتغيرت معها بعض المواقف غير المبررة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.