في نظرتها للحياة ترى الكاتبة كلاريسا بينكولا، مؤلفة كتاب " نساء يركضن مع الذئاب" إن "العدوى" التي يأمل الإرهابيون في نشرها هي أن يصبح الأشخاص البسطاء خائفين من الحياة، خائفين من المستقبل، يجعلونهم ينفرون من حيوية الحياة (ويجفلون منها)، يسلكون الدروب البعيدة عن ذواتهم التي تحررت في السابق. إن تأثير العيش في مثل هذه الحالة من العبودية يتسبب في إيذاء الروح والإنسانية والقلب..الإرهابيون يسعون إلى أن ينشروا شباكهم من "المرض" فوق كل الناجين والضحايا، فوق كل ما يحيا.. عن طريق محاولة حرمانك من اللغة المشتركة، من الشعور الكامل والحر بالأمل، وعن طريق محاولة الحد من الشعور بالمساواة والحرية، ومن العيش حياة شخص كامل الحرية، مفعم بالابتهاج، مرفوع الرأس، معني بالخير والحب للجميع وبالمسرات التي تجلب السلام والسعادة. * * * قليلة هي الكتب التي تغير من رؤيتنا للحياة وتصقلها وتعمل على بلورتها من جديد.كتب جيدة تغزل نسيجها حول العقل لتقدم رؤية عميقة ومتفردة للعالم،للزمن الحاضر،وللعيش القديم،كتب تصوغ جوهرها من خبرات الحياة وأساطيرها ومن تراكم الثقافة البشرية على الأرض،الثقافة التي لا جنس لها ولا هوية ولا دين ولا عرق ولا لون.إن هذه الروح الحقيقية والمتوثبة في مثل هذا النوع من الكتب سنجدها في كل ابداع يقدم فنا مقطرا بصبر وحب،فنا من الممكن أن نعثر عليه بين الورق،في لحن أغنية قد لا نفهم كلماتها، أو على الشاشة في فيلم بعيد تماما عن ثقافتنا أو مشاكل مجتمعاتنا لكنه يحاكي كل البشر على اختلاف معتقداتهم. من بين أسماء الكتب التي تركت بصمة قوية في داخلي كان كتاب "نساء يركضن مع الذئاب-الأتصال بقوى المرأة الوحشية" للباحثة الأميركية كلاريسا بنكولا،ومن اصدار المجلس الأعلى للثقافة وترجمة مصطفى محمود.وقبل الحديث عن الكتاب ينبغي التنويه عن الترجمة وما فيها من جهد مبذول بمحبة عميقة لجوهر الكتاب جعلت النص الذي بين أيدينا بعيدا عن الحضور في ذهن القارئ على انه نص مترجم لأن سلاسة العبارة وانسياب النص تمكن القارئ من استيعاب أفكار الكتاب العميقة بسهولة. يستدعي "نساء يركضن مع الذئاب" طاقة المرأة الوحشية الكامنة في أعماقها،إنه بمثابة قاموس مهم للنساء وللرجال أيضا لأنه يساعد كلا الطرفين في فهم ذاته.فالكاتبة التي تستند على مبدأ يونج في التحليل النفسي تحرض المرأة الحديثة على العودة الى ذاتها الطبيعية واستخدام الحدس الداخلي إنه الطاقة الموجهة التي من الممكن أن تقودها الى تفجير كل الطاقات الايجابية الكامنة في ذاتها،هذه الطاقات التي يعمل المجتمع على كبتها وتحويلها الى أماكن أخرى وبالتالي تخنق المرأة لهب الأبداع داخلها ويتحول هذا الخنق الى طاقة سلبية تنقلب عليها وتؤدي الى دمارها النفسي،تربط الكاتبة كل هذا بالطاقة الوحشية عنذ "الذئبة" التي تشترك بصفات نفسية مع المرأة،تشبه الكاتبة المرأة بالذئبة من حيث حياتها الأمومية وتفانيها في الأخلاص لعائلتها وحماية صغارها،وأيضا في شجاعتها وتوثبها القوي وجرأتها على اقتحام المجهول ،فالوحشية هنا لها مفهوم ايجابي يهيمن على الكتاب ككل حيث الوحشية ترادف البديهة والحدس والملكات المفقودة التي ضاعت مع صوت الحضارة الطاغي وعدم تواصلنا مع الداخل،كما تعلي بنكولا من قيمة الفن عموما،الرسم، الغناء، الكتابة،وترى أن الفن هو وسيلة الشفاء الوحيدة للذات وترميم للقدرات المحطمة. تقول الكاتبة: نحن نفيض شوقا وحنينا إلى الحياة الوحشية. بيد أن ترياق الحضارة لا يترك لهذا الحنين منفذا، إلا في القليل. تعلمنا أن نشعر بالخجل من مثل هذه الرغبة، تركنا شعرنا يسترسل ووارينا به مشاعرنا. غير أن ظلّ المرأة الوحشية ما يزال ينسل خلفنا ويكمن في أيامنا وليالينا. وبصرف النظر عمن نكون، فإن الظل الذي يهرول خلفنا، هو في النهاية يمشي على أربع .( في نظرتها للحياة ترى الكاتبة كلاريسا بينكولا، مؤلفة كتاب " نساء يركضن مع الذئاب" إن "العدوى" التي يأمل الإرهابيون في نشرها هي أن يصبح الأشخاص البسطاء خائفين من الحياة، خائفين من المستقبل، يجعلونهم ينفرون من حيوية الحياة (ويجفلون منها)، يسلكون الدروب البعيدة عن ذواتهم التي تحررت في السابق. إن تأثير العيش في مثل هذه الحالة من العبودية يتسبب في إيذاء الروح والإنسانية والقلب..الإرهابيون يسعون إلى أن ينشروا شباكهم من "المرض" فوق كل الناجين والضحايا، فوق كل ما يحيا.. عن طريق محاولة حرمانك من اللغة المشتركة، من الشعور الكامل والحر بالأمل، وعن طريق محاولة الحد من الشعور بالمساواة والحرية، ومن العيش حياة شخص كامل الحرية، مفعم بالابتهاج، مرفوع الرأس، معني بالخير والحب للجميع وبالمسرات التي تجلب السلام والسعادة. * * * قليلة هي الكتب التي تغير من رؤيتنا للحياة وتصقلها وتعمل على بلورتها من جديد.كتب جيدة تغزل نسيجها حول العقل لتقدم رؤية عميقة ومتفردة للعالم،للزمن الحاضر،وللعيش القديم،كتب تصوغ جوهرها من خبرات الحياة وأساطيرها ومن تراكم الثقافة البشرية على الأرض،الثقافة التي لا جنس لها ولا هوية ولا دين ولا عرق ولا لون.إن هذه الروح الحقيقية والمتوثبة في مثل هذا النوع من الكتب سنجدها في كل ابداع يقدم فنا مقطرا بصبر وحب،فنا من الممكن أن نعثر عليه بين الورق،في لحن أغنية قد لا نفهم كلماتها، أو على الشاشة في فيلم بعيد تماما عن ثقافتنا أو مشاكل مجتمعاتنا لكنه يحاكي كل البشر على اختلاف معتقداتهم. من بين أسماء الكتب التي تركت بصمة قوية في داخلي كان كتاب "نساء يركضن مع الذئاب-الأتصال بقوى المرأة الوحشية" للباحثة الأميركية كلاريسا بنكولا،ومن اصدار المجلس الأعلى للثقافة وترجمة مصطفى محمود.وقبل الحديث عن الكتاب ينبغي التنويه عن الترجمة وما فيها من جهد مبذول بمحبة عميقة لجوهر الكتاب جعلت النص الذي بين أيدينا بعيدا عن الحضور في ذهن القارئ على انه نص مترجم لأن سلاسة العبارة وانسياب النص تمكن القارئ من استيعاب أفكار الكتاب العميقة بسهولة. يستدعي "نساء يركضن مع الذئاب" طاقة المرأة الوحشية الكامنة في أعماقها،إنه بمثابة قاموس مهم للنساء وللرجال أيضا لأنه يساعد كلا الطرفين في فهم ذاته.فالكاتبة التي تستند على مبدأ يونج في التحليل النفسي تحرض المرأة الحديثة على العودة الى ذاتها الطبيعية واستخدام الحدس الداخلي إنه الطاقة الموجهة التي من الممكن أن تقودها الى تفجير كل الطاقات الايجابية الكامنة في ذاتها،هذه الطاقات التي يعمل المجتمع على كبتها وتحويلها الى أماكن أخرى وبالتالي تخنق المرأة لهب الأبداع داخلها ويتحول هذا الخنق الى طاقة سلبية تنقلب عليها وتؤدي الى دمارها النفسي،تربط الكاتبة كل هذا بالطاقة الوحشية عنذ "الذئبة" التي تشترك بصفات نفسية مع المرأة،تشبه الكاتبة المرأة بالذئبة من حيث حياتها الأمومية وتفانيها في الأخلاص لعائلتها وحماية صغارها،وأيضا في شجاعتها وتوثبها القوي وجرأتها على اقتحام المجهول ،فالوحشية هنا لها مفهوم ايجابي يهيمن على الكتاب ككل حيث الوحشية ترادف البديهة والحدس والملكات المفقودة التي ضاعت مع صوت الحضارة الطاغي وعدم تواصلنا مع الداخل،كما تعلي بنكولا من قيمة الفن عموما،الرسم، الغناء، الكتابة،وترى أن الفن هو وسيلة الشفاء الوحيدة للذات وترميم للقدرات المحطمة. تقول الكاتبة: نحن نفيض شوقا وحنينا إلى الحياة الوحشية. بيد أن ترياق الحضارة لا يترك لهذا الحنين منفذا، إلا في القليل. تعلمنا أن نشعر بالخجل من مثل هذه الرغبة، تركنا شعرنا يسترسل ووارينا به مشاعرنا. غير أن ظلّ المرأة الوحشية ما يزال ينسل خلفنا ويكمن في أيامنا وليالينا. وبصرف النظر عمن نكون، فإن الظل الذي يهرول خلفنا، هو في النهاية يمشي على أربع .(