تعرف على عقوبة جريمة التسول طبقا للقانون    تراجع سعر الدولار منتصف تعاملات اليوم فى البنوك المصرية    سعر جرام الذهب صباح اليوم في مصر    وزير الصحة: انخفاض معدلات الزيادة السكانية من 5385 إلى 5165 مولودًا يوميًّا    رقم تاريخي جديد.. الزراعة تعلن تجاوز تمويل مشروع "البتلو" 10 مليارات جنيه    الوزير يتابع تنفيذ أعمال القطار الكهربائي السريع ويشهد الانتهاء من «كوبري الخور» العملاق    ارتفاع عدد ضحايا المجاعة في غزة إلى 258 شهيدا بينهم 110 أطفال    أمواج بارتفاع 15 وانزلاقات أرضية ضخمة تضرب ألاسكا (فيديو)    الدوري الفرنسي، مصطفى محمد يقود نانت أمام باريس سان جيرمان الليلة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 17-8-2025 والقنوات الناقلة لها    القبض على المتهمين بسرقة هاتف مسن أمام الصراف الآلي بالإسكندرية    شهيد لقمة العيش .. وفاة شاب أقصري إثر تعرضه لحادث خلال عمله بالقاهرة    إصابة 3 سيدات في حادث انقلاب سيارة بالإسماعيلية    انتظام لجان امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة بالدقهلية    أروى جودة تعلن عن وفاة ابن شقيقها    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    الصحة تقدم أكثر من 30 مليون خدمة طبية وعلاجية خلال النصف الأول من 2025    مجمع السويس الطبي ينجح في إجراء عملية دقيقة بالقلب    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة لاستقطاب الخبرات الطبية المصرية العالمية    العذراء في عيون الفن.. من الأيقونة القبطية إلى الشاشة واللحن    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض الحرارة والعظمى تسجل 31 درجة    تحويلات مرورية بشارع 26 يوليو بالجيزة بسبب أعمال المونوريل    فحوصات طبية ل فيريرا بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة عقب مباراة المقاولون    "لا يصلح".. نجم الأهلي السابق يكشف خطأ الزمالك في استخدام ناصر ماهر    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    موعد آخر فرصة لتقليل الاغتراب والتحويلات بتنسيق المرحلتين الأولى والثانية    تحرك شاحنات القافلة السادسة عشرة من المساعدات من مصر إلى غزة    الأحد 17 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    شرطة الاحتلال: إغلاق 4 طرق رئيسية بسبب إضراب واسع في إسرائيل    "بشكركم إنكم كنتم سبب في النجاح".. حمزة نمرة يوجه رسالة لجمهوره    الأردن يدين تجميد إسرائيل حسابات بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس    صناديق «الشيوخ» تعيد ترتيب الكراسى    إصلاح الإعلام    فتنة إسرائيلية    جمعية الكاريكاتير تُكرّم الفنان سامى أمين    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    مصرع شخصين وإصابة 30 آخرين فى انقلاب أتوبيس نقل على الطريق الصحراوى بأسيوط    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    فرح يتحوّل إلى جنازة.. مصرع 4 شباب وإصابة آخرين خلال زفة عروسين بالأقصر    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    «مش عايز حب جمهور الزمالك».. تعليق مثير من مدرب الأهلي السابق بشأن سب الجماهير ل زيزو    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع تعادل الزمالك والمقاولون العرب؟ (كوميك)    وزيرا خارجية روسيا وتركيا يبحثان هاتفيًا نتائج القمة الروسية الأمريكية في ألاسكا    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مركز الدراسات الثقافية .. جناح جديد للمجلس الأعلى للثقافة
نشر في صوت البلد يوم 02 - 09 - 2016

استضاف المجلس الأعلى للثقافة حفل افتتاح مركز الدراسات الثقافية مساء الخميس، بحضور العديد من الباحثين وأساتذة الجامعات والمهتمين بالدراسات الثقافية, حيث قامت مجموعة من الباحثين بالعمل على تأسيس المركز، وهم: د.عزيزه بدر، د. سامية سلام، د. محمود عبدالغفار، د. مروة مختار، د. هشام زغلول، د. محمد صلاح زيد, كما يتعاون مع المركز الكثير من القامات العلمية فى مختلف التخصصات مثل: الفلسفة وعلم النفس والأدب المقارن والأدب الشعبى والنقد والفن التشكيلى والنقد السينمائى واللغات الشرقية واللغات السامية والتاريخ، من مصر والوطن العربى، مثل: تونس وسوريا والمغرب والجزائر والأردن والعراق.
تضمن برنامج الإفتتاح جلستين الأولى أدارها د. محمد صلاح زيد, وقدمت كلمة الإفتتاحية د. مروة مختار التى ركزت على بعدين أساسين: أولهما لماذا الدراسات الثقافية؟ والثاني من نحن؟
وأضافت أن الدراسات الثقافية شهدت ازدهارًا ملحوظًا، وحظيت باهتمام واسع في العقد الأخير من القرن الماضي، إذ شكلت خلفية معرفية لكثير من الدراسات التي شملت موضوعات متعددة، كتلك التي تتصل بقضايا الذات والهُوية والمرأة، لكن البداية الرسمية لهذه الدراسات كانت مع تأسيس مركز برمنجهام للدراسات الثقافية المعاصرة بالمملكة المتحدة في منتصف ستينيات القرن الماضى؛ إذ كان لهذا المركز الفضل الكبير في توجيه الاهتمام إلى ثقافة الجماهير، وتفاعلها مع وسائل ترويجها، وطرق استهلاكها، وقد بدأ المركز بنشر صحيفة عبارة عن أوراق عمل في الدراسات الثقافية تناولت: وسائل الإعلام والثقافة الشعبية والثقافات الدنيا والمسائل الأيديولوجية والأدب وعلم العلاقات والمسائل المرتبطة بالجنوسة والحركات الاجتماعية، ورغم عدم استمرارها لفترة طويلة فقد تركت أثرًا كبيرًا أطلق عليه بعض الباحثين مصطلح "المظلة" للعديد من المدارس التي جاءت بعدها.
كما حاول بعض الباحثين وضع عدة أهداف آنية ومستقبلية مترتبة على الإتكاء على الدراسات الثقافية وهي: تهدف للوقوف على عمليات إنتاج الثقافة وتوزيعها واستهلاكها, وتجاوز فكرة النخبوية, تهدف لأن تكون خطًا فكريًا وبراجماتيًا في آنٍ واحد, وتناول موضوعات تتعلق بالممارسة الثقافية وعلاقتها بالسلطة، وكشف مدى تأثير هذه العلاقة على شكل الممارسة الثقافية, الدراسات الثقافية كسرت مركزية النص، وأصبح المعنى الإبداعي الخلاق للثقافة جزءًا من المعنى الأنثروبولوجي.
أما البعد الثاني: من نحن؟
نحن مجموعة من الباحثين جمعتهم رغبة العمل الجماعي، وسط تصاعد موجات الأنا في كل المستويات العلمية والثقافية والإجتماعية، المؤسسون هم: د. سامية سلام، د. عزيزة بدر، د. محمود عبدالغفار، د.هشام زغلول، د. محمد صلاح زيد، د. مروة مختار.
كما يدعمنا بالخبرة والاستشارة مجموعة من الأساتذة الأفاضل من مصر والوطن العربي، مثل د. سليمان العطار، د. محمد عبدالمطلب، د. محمد عثمان الخشت، د. أحمد يوسف، د. وفاء فايد كامل، د. نادية جمال الدين، د. سامي سليمان، د. أيمن تعيلب، د. عبدالحميد زيد، د. محمد فؤاد زيد، د. محمد بو عزة (المغرب)، د. هاجر مدقن (الجزائر)، د. شهلا العجيلى (الأردن)، د. حيدر سلامة (العراق)، وآخرون.”
ثم ختتمت مختار حديثها متناولة خطة العمل، وأكدت أنها مقترنة بجدول زمني على المستوى القريب، والمستوى البعيد، ومنها: إصدار دورية محكمة بشكل منتظم بأكثر من لغة, عقد مؤتمر دوري بشكل منتظم للدراسات الثقافية, وضع خطة مكثفة لترجمة أصول الدراسات الثقافية، وآخر المؤلفات المعنية بها تنظيرًا وتطبيقًا, إنشاء موقع إلكتروني للمركز, إصدار نشرة دورية لمسح الحقول المصرفية على الساحة البحثية, عقد موائد مستديرة بصورة منتظمة, عقد الندوات والأمسيات والورش، بالتواصل مع كل الجهات مثل الجامعات وقصور الثقافة والنوادي الأدبية, استضافة بعض المفكرين، والأساتذة من مصر والعالم للاستفادة من تجاربهم، ومناقشة أعمالهم. وقبل هذا أو ذاك تشكيل لجان للمركز، وعمل هيكلًا إداريًا له.
وبدأت الجلسة الثانية التي أدارها د. محمود عبدالغفار، وبمشاركة كل من د. سليمان العطار، د. عزيزة بدر، د. هشام زغلول.
أكد د. محمود عبدالغفار مدير الجلسة على أهمية خطوة إنشاء مركز الدراسات الثقافية في مصر، والانتقال من الذات نحو العمل المشترك.
وقالت د. عزيزة بدر "تعنى الدراسات الثقافية بالعلاقات فهي الحياة اليومية، وهي ليست محايدة ومهمومة. وبالحديث عن الدراسات الثقافية نجد أن النقد الثقافي في العالم العربي يؤسس للمركزية الأوروبية أي مركزية الثقافة الغربية، وكيف نمارس المركزية الأوروبية دون أن نشعر؟ مثلًا حين نهمش التداوي بالأعشاب لأنها لا تنتمي للمركزية الأوروبية، فترفض الدوريات العلمية نشر أي بحوث حول التداوي بالأعشاب، لأنها لا تنتمي للثقافة الغربية. الدراسات الثقافية تضع المثقف العربي تحديدًا أمام مسؤولية، فهي تعري وتكشف المثقف ليبقى اختياره ماذا عليه أن يفعل".
وقال د. هشام زغلول: "لم تكفّ التيارات النقدية الحديثة والمعاصرة - طيلة عقود متتالية - عن فعل التجديد، وإن يكن بعض هذه الموجاتِ التجديديةِ مجردَ تحويرٍ طفيفٍ لمقولات الموجةِ السابقة عليه، أو انسلاخ ضمني من عباءة صيغتها الكلية، فإنها لا تعدم - على نحو مغاير - محطاتٍ كبرى انضوت في جانب أصيل منها على طاقات أكثرَ جَذريةً وعمقًا، اتفقنا مع مقولاتها النظرية وممارساتها التطبيقيةِ أو اختلفنا، إلا أنه ليس في ذَرْعنا اعتبارُها مجرد موجة تجديدية متحورة أو منسلخة، قدرَ ما هي رؤية تثويرية تتحول كليًّا بدفة الخطاب النقدي عن مساراته المألوفة إلى مساحات من القراءة لم تكن آهلة قبلُ بالنقاد، على النحو الذي يفتح أعيننا على آفاق رحبة من العوالم النصية الثرية، المشتبكة المتداخلة، المفعمة بالدلالة، وهذا ما يمكننا - بدرجة ما - أن نصف به الخطاب النقدي الثقافي في مجمله، لكن هذه الطاقات الجسورة التي يتسلح بها الناقد الثقافي في قراءة النصوص انضوت بشكل أو بآخر على عدد من الإشكالات والإجراءات المنهجية تمثل تحديات مركبة، يتعين عليه ابتداءً أن يتجاوزها بكفاءة، حتى يتسنى له إنجازُ قراءة ثقافية واعية بإجراءاتها وأدواتها.
من ثم تأتي هذه المداخلة مؤرقة برصد طرف من الإشكالات النقدية الملبسة التي ينضوى عليها الخطاب النقدي الثقافي عامة، واضعة الممارساتِ الثقافيةَ العربيةَ تحديدًا موضعَ مساءلة.
ويمكننى بلورة هذه الإشكالات فيما يلى: سؤال الماهية, اتساع مساحة النص, تشابك المرجعية النظرية, زخم الجهاز المصطلحاتي وتعتيمه, هيمنة السياقي على النصِّي, هيمنة النصي على النسقي, إحلال الثقافي محل الأدبي".
وتناول د. سيلمان العطار الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة حديثه حول الدراسات الثقافية قائلًا: "يصل متأخرًا أفضل من أن لا يصل، العلم الغربي أو النقد لا علاقة لهما بالدراسات الثقافية، التي أصبحت منطقة تخصص مستقلة استقلالًا تامًا. الدراسات الثقافية ليست كما تبدو كلمتين، بل هى تعد كلمة واحدة، وهي تعني عمل مقصلة لكل عنصر من عناصر العالم؛ لأن كل عنصر خلاق في حد ذاته، أما الثقافة فهي شيء والدراسات الثقافية شيء آخر، فهى ما يمكن أن نسميه الثقافة الكونية".
وأضاف العطار: "نحن في مصر نعانى من نقص شديد في الدراسات الثقافية، مثلًا قضية الزيادة السكانية، التي تستمر منذ عام 1952، وها نحن في زيادة رهيبة الآن نزداد حوالى 3 ملايين طفل سنويًا، ولو قمنا بعمل دراسات ثقافية على هذه الإشكالية لكنا عرفنا، ما سبب زيادة الأسعار الذي نعانيه الآن، فلا يمكن أن نبني سنويًا جامعات ومدارس بهذا الكم".
استضاف المجلس الأعلى للثقافة حفل افتتاح مركز الدراسات الثقافية مساء الخميس، بحضور العديد من الباحثين وأساتذة الجامعات والمهتمين بالدراسات الثقافية, حيث قامت مجموعة من الباحثين بالعمل على تأسيس المركز، وهم: د.عزيزه بدر، د. سامية سلام، د. محمود عبدالغفار، د. مروة مختار، د. هشام زغلول، د. محمد صلاح زيد, كما يتعاون مع المركز الكثير من القامات العلمية فى مختلف التخصصات مثل: الفلسفة وعلم النفس والأدب المقارن والأدب الشعبى والنقد والفن التشكيلى والنقد السينمائى واللغات الشرقية واللغات السامية والتاريخ، من مصر والوطن العربى، مثل: تونس وسوريا والمغرب والجزائر والأردن والعراق.
تضمن برنامج الإفتتاح جلستين الأولى أدارها د. محمد صلاح زيد, وقدمت كلمة الإفتتاحية د. مروة مختار التى ركزت على بعدين أساسين: أولهما لماذا الدراسات الثقافية؟ والثاني من نحن؟
وأضافت أن الدراسات الثقافية شهدت ازدهارًا ملحوظًا، وحظيت باهتمام واسع في العقد الأخير من القرن الماضي، إذ شكلت خلفية معرفية لكثير من الدراسات التي شملت موضوعات متعددة، كتلك التي تتصل بقضايا الذات والهُوية والمرأة، لكن البداية الرسمية لهذه الدراسات كانت مع تأسيس مركز برمنجهام للدراسات الثقافية المعاصرة بالمملكة المتحدة في منتصف ستينيات القرن الماضى؛ إذ كان لهذا المركز الفضل الكبير في توجيه الاهتمام إلى ثقافة الجماهير، وتفاعلها مع وسائل ترويجها، وطرق استهلاكها، وقد بدأ المركز بنشر صحيفة عبارة عن أوراق عمل في الدراسات الثقافية تناولت: وسائل الإعلام والثقافة الشعبية والثقافات الدنيا والمسائل الأيديولوجية والأدب وعلم العلاقات والمسائل المرتبطة بالجنوسة والحركات الاجتماعية، ورغم عدم استمرارها لفترة طويلة فقد تركت أثرًا كبيرًا أطلق عليه بعض الباحثين مصطلح "المظلة" للعديد من المدارس التي جاءت بعدها.
كما حاول بعض الباحثين وضع عدة أهداف آنية ومستقبلية مترتبة على الإتكاء على الدراسات الثقافية وهي: تهدف للوقوف على عمليات إنتاج الثقافة وتوزيعها واستهلاكها, وتجاوز فكرة النخبوية, تهدف لأن تكون خطًا فكريًا وبراجماتيًا في آنٍ واحد, وتناول موضوعات تتعلق بالممارسة الثقافية وعلاقتها بالسلطة، وكشف مدى تأثير هذه العلاقة على شكل الممارسة الثقافية, الدراسات الثقافية كسرت مركزية النص، وأصبح المعنى الإبداعي الخلاق للثقافة جزءًا من المعنى الأنثروبولوجي.
أما البعد الثاني: من نحن؟
نحن مجموعة من الباحثين جمعتهم رغبة العمل الجماعي، وسط تصاعد موجات الأنا في كل المستويات العلمية والثقافية والإجتماعية، المؤسسون هم: د. سامية سلام، د. عزيزة بدر، د. محمود عبدالغفار، د.هشام زغلول، د. محمد صلاح زيد، د. مروة مختار.
كما يدعمنا بالخبرة والاستشارة مجموعة من الأساتذة الأفاضل من مصر والوطن العربي، مثل د. سليمان العطار، د. محمد عبدالمطلب، د. محمد عثمان الخشت، د. أحمد يوسف، د. وفاء فايد كامل، د. نادية جمال الدين، د. سامي سليمان، د. أيمن تعيلب، د. عبدالحميد زيد، د. محمد فؤاد زيد، د. محمد بو عزة (المغرب)، د. هاجر مدقن (الجزائر)، د. شهلا العجيلى (الأردن)، د. حيدر سلامة (العراق)، وآخرون.”
ثم ختتمت مختار حديثها متناولة خطة العمل، وأكدت أنها مقترنة بجدول زمني على المستوى القريب، والمستوى البعيد، ومنها: إصدار دورية محكمة بشكل منتظم بأكثر من لغة, عقد مؤتمر دوري بشكل منتظم للدراسات الثقافية, وضع خطة مكثفة لترجمة أصول الدراسات الثقافية، وآخر المؤلفات المعنية بها تنظيرًا وتطبيقًا, إنشاء موقع إلكتروني للمركز, إصدار نشرة دورية لمسح الحقول المصرفية على الساحة البحثية, عقد موائد مستديرة بصورة منتظمة, عقد الندوات والأمسيات والورش، بالتواصل مع كل الجهات مثل الجامعات وقصور الثقافة والنوادي الأدبية, استضافة بعض المفكرين، والأساتذة من مصر والعالم للاستفادة من تجاربهم، ومناقشة أعمالهم. وقبل هذا أو ذاك تشكيل لجان للمركز، وعمل هيكلًا إداريًا له.
وبدأت الجلسة الثانية التي أدارها د. محمود عبدالغفار، وبمشاركة كل من د. سليمان العطار، د. عزيزة بدر، د. هشام زغلول.
أكد د. محمود عبدالغفار مدير الجلسة على أهمية خطوة إنشاء مركز الدراسات الثقافية في مصر، والانتقال من الذات نحو العمل المشترك.
وقالت د. عزيزة بدر "تعنى الدراسات الثقافية بالعلاقات فهي الحياة اليومية، وهي ليست محايدة ومهمومة. وبالحديث عن الدراسات الثقافية نجد أن النقد الثقافي في العالم العربي يؤسس للمركزية الأوروبية أي مركزية الثقافة الغربية، وكيف نمارس المركزية الأوروبية دون أن نشعر؟ مثلًا حين نهمش التداوي بالأعشاب لأنها لا تنتمي للمركزية الأوروبية، فترفض الدوريات العلمية نشر أي بحوث حول التداوي بالأعشاب، لأنها لا تنتمي للثقافة الغربية. الدراسات الثقافية تضع المثقف العربي تحديدًا أمام مسؤولية، فهي تعري وتكشف المثقف ليبقى اختياره ماذا عليه أن يفعل".
وقال د. هشام زغلول: "لم تكفّ التيارات النقدية الحديثة والمعاصرة - طيلة عقود متتالية - عن فعل التجديد، وإن يكن بعض هذه الموجاتِ التجديديةِ مجردَ تحويرٍ طفيفٍ لمقولات الموجةِ السابقة عليه، أو انسلاخ ضمني من عباءة صيغتها الكلية، فإنها لا تعدم - على نحو مغاير - محطاتٍ كبرى انضوت في جانب أصيل منها على طاقات أكثرَ جَذريةً وعمقًا، اتفقنا مع مقولاتها النظرية وممارساتها التطبيقيةِ أو اختلفنا، إلا أنه ليس في ذَرْعنا اعتبارُها مجرد موجة تجديدية متحورة أو منسلخة، قدرَ ما هي رؤية تثويرية تتحول كليًّا بدفة الخطاب النقدي عن مساراته المألوفة إلى مساحات من القراءة لم تكن آهلة قبلُ بالنقاد، على النحو الذي يفتح أعيننا على آفاق رحبة من العوالم النصية الثرية، المشتبكة المتداخلة، المفعمة بالدلالة، وهذا ما يمكننا - بدرجة ما - أن نصف به الخطاب النقدي الثقافي في مجمله، لكن هذه الطاقات الجسورة التي يتسلح بها الناقد الثقافي في قراءة النصوص انضوت بشكل أو بآخر على عدد من الإشكالات والإجراءات المنهجية تمثل تحديات مركبة، يتعين عليه ابتداءً أن يتجاوزها بكفاءة، حتى يتسنى له إنجازُ قراءة ثقافية واعية بإجراءاتها وأدواتها.
من ثم تأتي هذه المداخلة مؤرقة برصد طرف من الإشكالات النقدية الملبسة التي ينضوى عليها الخطاب النقدي الثقافي عامة، واضعة الممارساتِ الثقافيةَ العربيةَ تحديدًا موضعَ مساءلة.
ويمكننى بلورة هذه الإشكالات فيما يلى: سؤال الماهية, اتساع مساحة النص, تشابك المرجعية النظرية, زخم الجهاز المصطلحاتي وتعتيمه, هيمنة السياقي على النصِّي, هيمنة النصي على النسقي, إحلال الثقافي محل الأدبي".
وتناول د. سيلمان العطار الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة حديثه حول الدراسات الثقافية قائلًا: "يصل متأخرًا أفضل من أن لا يصل، العلم الغربي أو النقد لا علاقة لهما بالدراسات الثقافية، التي أصبحت منطقة تخصص مستقلة استقلالًا تامًا. الدراسات الثقافية ليست كما تبدو كلمتين، بل هى تعد كلمة واحدة، وهي تعني عمل مقصلة لكل عنصر من عناصر العالم؛ لأن كل عنصر خلاق في حد ذاته، أما الثقافة فهي شيء والدراسات الثقافية شيء آخر، فهى ما يمكن أن نسميه الثقافة الكونية".
وأضاف العطار: "نحن في مصر نعانى من نقص شديد في الدراسات الثقافية، مثلًا قضية الزيادة السكانية، التي تستمر منذ عام 1952، وها نحن في زيادة رهيبة الآن نزداد حوالى 3 ملايين طفل سنويًا، ولو قمنا بعمل دراسات ثقافية على هذه الإشكالية لكنا عرفنا، ما سبب زيادة الأسعار الذي نعانيه الآن، فلا يمكن أن نبني سنويًا جامعات ومدارس بهذا الكم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.