اليوم.. انطلاق الملتقى التوظيفي لزراعة عين شمس    أسعار الدواجن في المحلات اليوم الخميس 16-5-2024    سعر الدولار مقابل الجنيه في 9 بنوك مع بداية تعاملات اليوم الخميس    ارتفاعات جديدة لأسعار البترول العالمية لليوم الثاني على التوالي    إطلاق الكهرباء وتشغيل محطة الصرف بأراضي «بيت الوطن» بالقاهرة الجديدة    مواني البحر الأحمر تشهد حركة نشطة: 10 آلاف طن بضائع و585 شاحنة خلال يوم واحد    توريد 40 ألف طن قمح لشون وصوامع القليوبية    أسعار العدس اليوم الخميس 16-5-2024 في الأسواق    مراقبون: عمليات جباليا وتوثيق المقاومة دمر معنويات العدو وحطم أهدافهم    السيسي يبحث مع القادة العرب تعزيز التعاون والعمل المشترك لمواجهة التحديات    ملفات مهمة على طاولة القمة العربية في البحرين.. أبرزها أوضاع غزة والسودان    بوتين يصل قاعة الشعب الكبرى في بكين استعدادا للقاء الرئيس الصيني    باحث سياسي: الأجيال الجديدة في أمريكا ترى حقيقة جرائم إسرائيل    منظمة التعاون الإسلامي: القضية الفلسطينية تشهد تطورات خطيرة    روسيا تعلن إحباط هجوم أوكراني بصواريخ أمريكية على شبه جزيرة القرم    موعد مباراة برشلونة وألميريا بالدوري الإسباني والقناة الناقلة    موعد مباراة الزمالك ونهضة بركان بالكونفدرالية والقناة الناقلة    مواعيد مباريات اليوم الخميس 16 مايو 2024 في الدوري المصري والبطولات العالمية    عبد العال: إمام عاشور وزيزو ليس لهما تأثير مع منتخب مصر    شوبير يكشف موقف محمد صلاح من معسكر المنتخب    محافظ القاهرة يتفقد امتحانات الإعدادية بالأسمرات    تطور جديد في قضية سائق أوبر المتهم بالتحرش بفتاة التجمع    عطل يضرب الخط الثاني لمترو الأنفاق.. والركاب يبحثون عن بدائل    حظك اليوم، انفراجات وصراعات في أغلب الأبراج (فيديو)    ياسمين عبدالعزيز تنشر صورة مفاجئة: زوجي الجديد    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية بيكلموني قائمة الأكثر استماعا في مصر    تنظيف كبدة الفراخ بمكون سحري.. «هيودي الطعم في حتة تانية»    طريقة عمل دجاج ال«بينك صوص» في خطوات بسيطة.. «مكونات متوفرة»    توقعات الأبراج وحظك اليوم 16 مايو 2024: تحذيرات ل«الأسد» ومكاسب مالية ل«الحمل»    عمر الشناوي يكشف كواليس إصابته ب «الحشاشين» وأسباب أزمته النفسية في بداياته ببرنامج «واحد من الناس» الأحد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    غارات إسرائيلية على منطقة البقاع شرق لبنان    «سلامتك في سرية بياناتك».. إطلاق حملة «شفرة» لتوعية المجتمع بخطورة الجرائم الإلكترونية    إبراهيم عيسى: "في أي لحظة انفلات أو تسامح حكومي البلاعات السلفية هتطلع تاني"    محمود عاشور يسجل ظهوره الأول في الدوري السعودي    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    تراجع الوفيات بسبب جرعات المخدرات الزائدة لأول مرة في الولايات المتحدة منذ الجائحة    "في الخلاط" حضري أحلى جاتو    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟ أمين الفتوى بجيب    رسميا.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya جميع الشعب مباشر الآن في محافظة القليوبية    ماذا قال نجل الوزير السابق هشام عرفات في نعي والده؟    بعد 40 يوما من دفنها، شقيقان وراء مقتل والدتهما بالدقهلية، والسر الزواج العرفي    رئيس الترجي يستقبل بعثة الأهلي في مطار قرطاج    وزير النقل يكشف موعد افتتاح محطة قطارات الصعيد الجديدة- فيديو    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    «فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مركز الدراسات الثقافية .. جناح جديد للمجلس الأعلى للثقافة
نشر في صوت البلد يوم 02 - 09 - 2016

استضاف المجلس الأعلى للثقافة حفل افتتاح مركز الدراسات الثقافية مساء الخميس، بحضور العديد من الباحثين وأساتذة الجامعات والمهتمين بالدراسات الثقافية, حيث قامت مجموعة من الباحثين بالعمل على تأسيس المركز، وهم: د.عزيزه بدر، د. سامية سلام، د. محمود عبدالغفار، د. مروة مختار، د. هشام زغلول، د. محمد صلاح زيد, كما يتعاون مع المركز الكثير من القامات العلمية فى مختلف التخصصات مثل: الفلسفة وعلم النفس والأدب المقارن والأدب الشعبى والنقد والفن التشكيلى والنقد السينمائى واللغات الشرقية واللغات السامية والتاريخ، من مصر والوطن العربى، مثل: تونس وسوريا والمغرب والجزائر والأردن والعراق.
تضمن برنامج الإفتتاح جلستين الأولى أدارها د. محمد صلاح زيد, وقدمت كلمة الإفتتاحية د. مروة مختار التى ركزت على بعدين أساسين: أولهما لماذا الدراسات الثقافية؟ والثاني من نحن؟
وأضافت أن الدراسات الثقافية شهدت ازدهارًا ملحوظًا، وحظيت باهتمام واسع في العقد الأخير من القرن الماضي، إذ شكلت خلفية معرفية لكثير من الدراسات التي شملت موضوعات متعددة، كتلك التي تتصل بقضايا الذات والهُوية والمرأة، لكن البداية الرسمية لهذه الدراسات كانت مع تأسيس مركز برمنجهام للدراسات الثقافية المعاصرة بالمملكة المتحدة في منتصف ستينيات القرن الماضى؛ إذ كان لهذا المركز الفضل الكبير في توجيه الاهتمام إلى ثقافة الجماهير، وتفاعلها مع وسائل ترويجها، وطرق استهلاكها، وقد بدأ المركز بنشر صحيفة عبارة عن أوراق عمل في الدراسات الثقافية تناولت: وسائل الإعلام والثقافة الشعبية والثقافات الدنيا والمسائل الأيديولوجية والأدب وعلم العلاقات والمسائل المرتبطة بالجنوسة والحركات الاجتماعية، ورغم عدم استمرارها لفترة طويلة فقد تركت أثرًا كبيرًا أطلق عليه بعض الباحثين مصطلح "المظلة" للعديد من المدارس التي جاءت بعدها.
كما حاول بعض الباحثين وضع عدة أهداف آنية ومستقبلية مترتبة على الإتكاء على الدراسات الثقافية وهي: تهدف للوقوف على عمليات إنتاج الثقافة وتوزيعها واستهلاكها, وتجاوز فكرة النخبوية, تهدف لأن تكون خطًا فكريًا وبراجماتيًا في آنٍ واحد, وتناول موضوعات تتعلق بالممارسة الثقافية وعلاقتها بالسلطة، وكشف مدى تأثير هذه العلاقة على شكل الممارسة الثقافية, الدراسات الثقافية كسرت مركزية النص، وأصبح المعنى الإبداعي الخلاق للثقافة جزءًا من المعنى الأنثروبولوجي.
أما البعد الثاني: من نحن؟
نحن مجموعة من الباحثين جمعتهم رغبة العمل الجماعي، وسط تصاعد موجات الأنا في كل المستويات العلمية والثقافية والإجتماعية، المؤسسون هم: د. سامية سلام، د. عزيزة بدر، د. محمود عبدالغفار، د.هشام زغلول، د. محمد صلاح زيد، د. مروة مختار.
كما يدعمنا بالخبرة والاستشارة مجموعة من الأساتذة الأفاضل من مصر والوطن العربي، مثل د. سليمان العطار، د. محمد عبدالمطلب، د. محمد عثمان الخشت، د. أحمد يوسف، د. وفاء فايد كامل، د. نادية جمال الدين، د. سامي سليمان، د. أيمن تعيلب، د. عبدالحميد زيد، د. محمد فؤاد زيد، د. محمد بو عزة (المغرب)، د. هاجر مدقن (الجزائر)، د. شهلا العجيلى (الأردن)، د. حيدر سلامة (العراق)، وآخرون.”
ثم ختتمت مختار حديثها متناولة خطة العمل، وأكدت أنها مقترنة بجدول زمني على المستوى القريب، والمستوى البعيد، ومنها: إصدار دورية محكمة بشكل منتظم بأكثر من لغة, عقد مؤتمر دوري بشكل منتظم للدراسات الثقافية, وضع خطة مكثفة لترجمة أصول الدراسات الثقافية، وآخر المؤلفات المعنية بها تنظيرًا وتطبيقًا, إنشاء موقع إلكتروني للمركز, إصدار نشرة دورية لمسح الحقول المصرفية على الساحة البحثية, عقد موائد مستديرة بصورة منتظمة, عقد الندوات والأمسيات والورش، بالتواصل مع كل الجهات مثل الجامعات وقصور الثقافة والنوادي الأدبية, استضافة بعض المفكرين، والأساتذة من مصر والعالم للاستفادة من تجاربهم، ومناقشة أعمالهم. وقبل هذا أو ذاك تشكيل لجان للمركز، وعمل هيكلًا إداريًا له.
وبدأت الجلسة الثانية التي أدارها د. محمود عبدالغفار، وبمشاركة كل من د. سليمان العطار، د. عزيزة بدر، د. هشام زغلول.
أكد د. محمود عبدالغفار مدير الجلسة على أهمية خطوة إنشاء مركز الدراسات الثقافية في مصر، والانتقال من الذات نحو العمل المشترك.
وقالت د. عزيزة بدر "تعنى الدراسات الثقافية بالعلاقات فهي الحياة اليومية، وهي ليست محايدة ومهمومة. وبالحديث عن الدراسات الثقافية نجد أن النقد الثقافي في العالم العربي يؤسس للمركزية الأوروبية أي مركزية الثقافة الغربية، وكيف نمارس المركزية الأوروبية دون أن نشعر؟ مثلًا حين نهمش التداوي بالأعشاب لأنها لا تنتمي للمركزية الأوروبية، فترفض الدوريات العلمية نشر أي بحوث حول التداوي بالأعشاب، لأنها لا تنتمي للثقافة الغربية. الدراسات الثقافية تضع المثقف العربي تحديدًا أمام مسؤولية، فهي تعري وتكشف المثقف ليبقى اختياره ماذا عليه أن يفعل".
وقال د. هشام زغلول: "لم تكفّ التيارات النقدية الحديثة والمعاصرة - طيلة عقود متتالية - عن فعل التجديد، وإن يكن بعض هذه الموجاتِ التجديديةِ مجردَ تحويرٍ طفيفٍ لمقولات الموجةِ السابقة عليه، أو انسلاخ ضمني من عباءة صيغتها الكلية، فإنها لا تعدم - على نحو مغاير - محطاتٍ كبرى انضوت في جانب أصيل منها على طاقات أكثرَ جَذريةً وعمقًا، اتفقنا مع مقولاتها النظرية وممارساتها التطبيقيةِ أو اختلفنا، إلا أنه ليس في ذَرْعنا اعتبارُها مجرد موجة تجديدية متحورة أو منسلخة، قدرَ ما هي رؤية تثويرية تتحول كليًّا بدفة الخطاب النقدي عن مساراته المألوفة إلى مساحات من القراءة لم تكن آهلة قبلُ بالنقاد، على النحو الذي يفتح أعيننا على آفاق رحبة من العوالم النصية الثرية، المشتبكة المتداخلة، المفعمة بالدلالة، وهذا ما يمكننا - بدرجة ما - أن نصف به الخطاب النقدي الثقافي في مجمله، لكن هذه الطاقات الجسورة التي يتسلح بها الناقد الثقافي في قراءة النصوص انضوت بشكل أو بآخر على عدد من الإشكالات والإجراءات المنهجية تمثل تحديات مركبة، يتعين عليه ابتداءً أن يتجاوزها بكفاءة، حتى يتسنى له إنجازُ قراءة ثقافية واعية بإجراءاتها وأدواتها.
من ثم تأتي هذه المداخلة مؤرقة برصد طرف من الإشكالات النقدية الملبسة التي ينضوى عليها الخطاب النقدي الثقافي عامة، واضعة الممارساتِ الثقافيةَ العربيةَ تحديدًا موضعَ مساءلة.
ويمكننى بلورة هذه الإشكالات فيما يلى: سؤال الماهية, اتساع مساحة النص, تشابك المرجعية النظرية, زخم الجهاز المصطلحاتي وتعتيمه, هيمنة السياقي على النصِّي, هيمنة النصي على النسقي, إحلال الثقافي محل الأدبي".
وتناول د. سيلمان العطار الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة حديثه حول الدراسات الثقافية قائلًا: "يصل متأخرًا أفضل من أن لا يصل، العلم الغربي أو النقد لا علاقة لهما بالدراسات الثقافية، التي أصبحت منطقة تخصص مستقلة استقلالًا تامًا. الدراسات الثقافية ليست كما تبدو كلمتين، بل هى تعد كلمة واحدة، وهي تعني عمل مقصلة لكل عنصر من عناصر العالم؛ لأن كل عنصر خلاق في حد ذاته، أما الثقافة فهي شيء والدراسات الثقافية شيء آخر، فهى ما يمكن أن نسميه الثقافة الكونية".
وأضاف العطار: "نحن في مصر نعانى من نقص شديد في الدراسات الثقافية، مثلًا قضية الزيادة السكانية، التي تستمر منذ عام 1952، وها نحن في زيادة رهيبة الآن نزداد حوالى 3 ملايين طفل سنويًا، ولو قمنا بعمل دراسات ثقافية على هذه الإشكالية لكنا عرفنا، ما سبب زيادة الأسعار الذي نعانيه الآن، فلا يمكن أن نبني سنويًا جامعات ومدارس بهذا الكم".
استضاف المجلس الأعلى للثقافة حفل افتتاح مركز الدراسات الثقافية مساء الخميس، بحضور العديد من الباحثين وأساتذة الجامعات والمهتمين بالدراسات الثقافية, حيث قامت مجموعة من الباحثين بالعمل على تأسيس المركز، وهم: د.عزيزه بدر، د. سامية سلام، د. محمود عبدالغفار، د. مروة مختار، د. هشام زغلول، د. محمد صلاح زيد, كما يتعاون مع المركز الكثير من القامات العلمية فى مختلف التخصصات مثل: الفلسفة وعلم النفس والأدب المقارن والأدب الشعبى والنقد والفن التشكيلى والنقد السينمائى واللغات الشرقية واللغات السامية والتاريخ، من مصر والوطن العربى، مثل: تونس وسوريا والمغرب والجزائر والأردن والعراق.
تضمن برنامج الإفتتاح جلستين الأولى أدارها د. محمد صلاح زيد, وقدمت كلمة الإفتتاحية د. مروة مختار التى ركزت على بعدين أساسين: أولهما لماذا الدراسات الثقافية؟ والثاني من نحن؟
وأضافت أن الدراسات الثقافية شهدت ازدهارًا ملحوظًا، وحظيت باهتمام واسع في العقد الأخير من القرن الماضي، إذ شكلت خلفية معرفية لكثير من الدراسات التي شملت موضوعات متعددة، كتلك التي تتصل بقضايا الذات والهُوية والمرأة، لكن البداية الرسمية لهذه الدراسات كانت مع تأسيس مركز برمنجهام للدراسات الثقافية المعاصرة بالمملكة المتحدة في منتصف ستينيات القرن الماضى؛ إذ كان لهذا المركز الفضل الكبير في توجيه الاهتمام إلى ثقافة الجماهير، وتفاعلها مع وسائل ترويجها، وطرق استهلاكها، وقد بدأ المركز بنشر صحيفة عبارة عن أوراق عمل في الدراسات الثقافية تناولت: وسائل الإعلام والثقافة الشعبية والثقافات الدنيا والمسائل الأيديولوجية والأدب وعلم العلاقات والمسائل المرتبطة بالجنوسة والحركات الاجتماعية، ورغم عدم استمرارها لفترة طويلة فقد تركت أثرًا كبيرًا أطلق عليه بعض الباحثين مصطلح "المظلة" للعديد من المدارس التي جاءت بعدها.
كما حاول بعض الباحثين وضع عدة أهداف آنية ومستقبلية مترتبة على الإتكاء على الدراسات الثقافية وهي: تهدف للوقوف على عمليات إنتاج الثقافة وتوزيعها واستهلاكها, وتجاوز فكرة النخبوية, تهدف لأن تكون خطًا فكريًا وبراجماتيًا في آنٍ واحد, وتناول موضوعات تتعلق بالممارسة الثقافية وعلاقتها بالسلطة، وكشف مدى تأثير هذه العلاقة على شكل الممارسة الثقافية, الدراسات الثقافية كسرت مركزية النص، وأصبح المعنى الإبداعي الخلاق للثقافة جزءًا من المعنى الأنثروبولوجي.
أما البعد الثاني: من نحن؟
نحن مجموعة من الباحثين جمعتهم رغبة العمل الجماعي، وسط تصاعد موجات الأنا في كل المستويات العلمية والثقافية والإجتماعية، المؤسسون هم: د. سامية سلام، د. عزيزة بدر، د. محمود عبدالغفار، د.هشام زغلول، د. محمد صلاح زيد، د. مروة مختار.
كما يدعمنا بالخبرة والاستشارة مجموعة من الأساتذة الأفاضل من مصر والوطن العربي، مثل د. سليمان العطار، د. محمد عبدالمطلب، د. محمد عثمان الخشت، د. أحمد يوسف، د. وفاء فايد كامل، د. نادية جمال الدين، د. سامي سليمان، د. أيمن تعيلب، د. عبدالحميد زيد، د. محمد فؤاد زيد، د. محمد بو عزة (المغرب)، د. هاجر مدقن (الجزائر)، د. شهلا العجيلى (الأردن)، د. حيدر سلامة (العراق)، وآخرون.”
ثم ختتمت مختار حديثها متناولة خطة العمل، وأكدت أنها مقترنة بجدول زمني على المستوى القريب، والمستوى البعيد، ومنها: إصدار دورية محكمة بشكل منتظم بأكثر من لغة, عقد مؤتمر دوري بشكل منتظم للدراسات الثقافية, وضع خطة مكثفة لترجمة أصول الدراسات الثقافية، وآخر المؤلفات المعنية بها تنظيرًا وتطبيقًا, إنشاء موقع إلكتروني للمركز, إصدار نشرة دورية لمسح الحقول المصرفية على الساحة البحثية, عقد موائد مستديرة بصورة منتظمة, عقد الندوات والأمسيات والورش، بالتواصل مع كل الجهات مثل الجامعات وقصور الثقافة والنوادي الأدبية, استضافة بعض المفكرين، والأساتذة من مصر والعالم للاستفادة من تجاربهم، ومناقشة أعمالهم. وقبل هذا أو ذاك تشكيل لجان للمركز، وعمل هيكلًا إداريًا له.
وبدأت الجلسة الثانية التي أدارها د. محمود عبدالغفار، وبمشاركة كل من د. سليمان العطار، د. عزيزة بدر، د. هشام زغلول.
أكد د. محمود عبدالغفار مدير الجلسة على أهمية خطوة إنشاء مركز الدراسات الثقافية في مصر، والانتقال من الذات نحو العمل المشترك.
وقالت د. عزيزة بدر "تعنى الدراسات الثقافية بالعلاقات فهي الحياة اليومية، وهي ليست محايدة ومهمومة. وبالحديث عن الدراسات الثقافية نجد أن النقد الثقافي في العالم العربي يؤسس للمركزية الأوروبية أي مركزية الثقافة الغربية، وكيف نمارس المركزية الأوروبية دون أن نشعر؟ مثلًا حين نهمش التداوي بالأعشاب لأنها لا تنتمي للمركزية الأوروبية، فترفض الدوريات العلمية نشر أي بحوث حول التداوي بالأعشاب، لأنها لا تنتمي للثقافة الغربية. الدراسات الثقافية تضع المثقف العربي تحديدًا أمام مسؤولية، فهي تعري وتكشف المثقف ليبقى اختياره ماذا عليه أن يفعل".
وقال د. هشام زغلول: "لم تكفّ التيارات النقدية الحديثة والمعاصرة - طيلة عقود متتالية - عن فعل التجديد، وإن يكن بعض هذه الموجاتِ التجديديةِ مجردَ تحويرٍ طفيفٍ لمقولات الموجةِ السابقة عليه، أو انسلاخ ضمني من عباءة صيغتها الكلية، فإنها لا تعدم - على نحو مغاير - محطاتٍ كبرى انضوت في جانب أصيل منها على طاقات أكثرَ جَذريةً وعمقًا، اتفقنا مع مقولاتها النظرية وممارساتها التطبيقيةِ أو اختلفنا، إلا أنه ليس في ذَرْعنا اعتبارُها مجرد موجة تجديدية متحورة أو منسلخة، قدرَ ما هي رؤية تثويرية تتحول كليًّا بدفة الخطاب النقدي عن مساراته المألوفة إلى مساحات من القراءة لم تكن آهلة قبلُ بالنقاد، على النحو الذي يفتح أعيننا على آفاق رحبة من العوالم النصية الثرية، المشتبكة المتداخلة، المفعمة بالدلالة، وهذا ما يمكننا - بدرجة ما - أن نصف به الخطاب النقدي الثقافي في مجمله، لكن هذه الطاقات الجسورة التي يتسلح بها الناقد الثقافي في قراءة النصوص انضوت بشكل أو بآخر على عدد من الإشكالات والإجراءات المنهجية تمثل تحديات مركبة، يتعين عليه ابتداءً أن يتجاوزها بكفاءة، حتى يتسنى له إنجازُ قراءة ثقافية واعية بإجراءاتها وأدواتها.
من ثم تأتي هذه المداخلة مؤرقة برصد طرف من الإشكالات النقدية الملبسة التي ينضوى عليها الخطاب النقدي الثقافي عامة، واضعة الممارساتِ الثقافيةَ العربيةَ تحديدًا موضعَ مساءلة.
ويمكننى بلورة هذه الإشكالات فيما يلى: سؤال الماهية, اتساع مساحة النص, تشابك المرجعية النظرية, زخم الجهاز المصطلحاتي وتعتيمه, هيمنة السياقي على النصِّي, هيمنة النصي على النسقي, إحلال الثقافي محل الأدبي".
وتناول د. سيلمان العطار الأستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة حديثه حول الدراسات الثقافية قائلًا: "يصل متأخرًا أفضل من أن لا يصل، العلم الغربي أو النقد لا علاقة لهما بالدراسات الثقافية، التي أصبحت منطقة تخصص مستقلة استقلالًا تامًا. الدراسات الثقافية ليست كما تبدو كلمتين، بل هى تعد كلمة واحدة، وهي تعني عمل مقصلة لكل عنصر من عناصر العالم؛ لأن كل عنصر خلاق في حد ذاته، أما الثقافة فهي شيء والدراسات الثقافية شيء آخر، فهى ما يمكن أن نسميه الثقافة الكونية".
وأضاف العطار: "نحن في مصر نعانى من نقص شديد في الدراسات الثقافية، مثلًا قضية الزيادة السكانية، التي تستمر منذ عام 1952، وها نحن في زيادة رهيبة الآن نزداد حوالى 3 ملايين طفل سنويًا، ولو قمنا بعمل دراسات ثقافية على هذه الإشكالية لكنا عرفنا، ما سبب زيادة الأسعار الذي نعانيه الآن، فلا يمكن أن نبني سنويًا جامعات ومدارس بهذا الكم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.