وصف الكاتبان الروائيان إبراهيم عبد المجيد، ومحمد المنسي قنديل، القاص سعيد الكفرواي بأنه كاتب متفرد في مجال القصة القصيرة، رغم عدم حصوله على جوائز، مؤكدين أنه "أكبر من أية جائزة". جاء ذلك خلال مناقشتهما للمختارات القصصية "زبيدة والوحش" للقاص سعيد الكفراوي، بالدار المصرية اللبنانية، فى البداية، عبر محمد رشاد مدير الدار عن سعادته بالاحتفاء بكاتب قصصي كبير من جيل الستينيات، حسب وصفه، أخلص لفن القصة ولم يتحول عنها. لافتاً إلى أن الجميع يجمع على تفرد "الكفراوى" في مجال القصة القصيرة. وأكد "رشاد" أن صناعة النشر في العالم العربي عامة، ومصر بصفة خاصة، تنتابها حالة ترد عنيفة، مضيفاً: عندما عُرض علي هذا العمل كان من المفترض تأجيله حتى تتحسن الأمور، لكن تقديرنا للكفراوى وإيماننا بإبداعه دفعنا للنشر. وتابع: إذا لم يكن الكفراوي قد مُنح حتى الآن جائزة، فإننا بهذا العمل نمنحه جائزة، وكذلك قراؤه. وفي كلمته قال محمد المنسي قنديل: نحن مجرد تلامذة صغار في مواجهة الكلمة. نتعامل مع أشجار وحروف تحمل ظلالا ومعاني، مهما قدمنا لها لا نوفيها حقها. وأكد أن الكفراوى ليس مجرد صديق ولكنه جزء من عمره وكثير من تفاصيل حياته هو متغلل فيها على حد قوله. وأضاف: يمتلك شخصية مؤثرة تختلف عن الآخرين. في داخله عالمه الخاص بأشباحه وهواجسه وكواليسه. تخصص في عالم القرية المصرية، ذلك العالم المغلق الذى به الشيخ والفلاح، والذين يقومون بأدوار فردية، ولكن الكفراوى نجح في أن يجتث هذا العالم ويقدم عنه حكايات وأساطير مهمة. وتابع: نعم هو لم يحصل على أية جائزة ولكنه أكبر من أية جائزة. واصفاً أياه بأنه رجل "غيري" أي لا يفكر في نفسه بقدر ما يفكر في الغير. أما الكاتب إبراهيم عبد المجيد فأشار إلى الجانب الإنساني الكبير الذي يتمتع به الكفراوى. مضيفاً: العمل الخيري لديه يقابله زهد في الحياة. قصصه شيء محير. واستطرد: عندما أقرؤه كنت أتساءل: هل درس فلسفة. فمعظم شخصياته مع الموت ومع الله. يبحث عن القديم. كما أن الموت في قصصه يتحول إلى لعبة. وقد أخلص للقصة القصيرة في زمن ليس لها. ورأى عبد المجيد أن القصة حالياً في مصر تمر بأزمة كبيرة؛ ليس لأنها لا تُقرأ ولكن لأن هناك قصصا عبارة عن خواطر فقط. وفي ختام الندوة قال الكفراوي: لا أحد يختار الجنس الأدبي الذي يكتبه، وكل كاتب يكتب ما كتبه الآخرون ولكن بشكل آخر. والجديد في الدنيا هو ذلك الكاتب الذي يفرق بمعرفته ورؤيته وتقديره لعالم يختاره. وأشار إلى تعلمه على يد أساتذة وكانوا بمثابة "شيوخ طرق" مثل تشيكوف وكافكا الباحث عن سؤال، وهيمنجواي بطريقته في السرد والصيد، وبورخس. ونوه: وجدت أن أنسب طريقة تعبر عن عالم القرية هي القصة القصيرة. مضيفاً: جيلي أغرته الرواية باعتبارها قماشة واسعة. بينما مكثت أنا في مكاني واستطعت، ناجحا أو فاشلاً، أن أعبر عن تجربتي في 12 مجموعة قصصية. وأردف: واجهت في كتابة القصة أسئلة عديدة منها جدلية الموت والطفولة والزمن، الذي شغلني، وأفتخر بالدراسة التي قدمها عني شكري عياد؛ حيث قال إن الزمن في قصصي "زمن بئر"، وهو فهم حقيقي لما أكتبه. واستطرد: ظلت القصة القصيرة لدي ملخصة في عدة معان، وأنا مع الشكل، و آمنت أن القصصة القصيرة جنس أدبي له لغته. والقصة ليس لها قواعد، ولكي تكون ناجحة لابد أن تكون إنسانية وصادقة، والقصة الناجحة لابد أن تكون حاسمة ومصيرية. وختم حديثه قائلا: اعتبرت أن القصة الناجحة لابد أن تخلق إيقاعها الخاص، الذي يخلق عالم القصة. وآمنت أن أي قاص ناجح عليه أن يختار قصصه من حياة الناس العادية، وكنت طوال عمري من المؤمنين أنه لا يوجد موضوع أفضل من غيره، ولكن يتوقف الأمر على كتابة هذا الموضوع بأسلوب وطريقة عرض الكاتب له.