بين حصار المال السياسي والإتجار بالدين يبدو مشهد الإعادة من الانتخابات البرلمانية بالجولة الأولى، مشتعلًا في دائرة بندر ومركز دمنهور، والتي يتنافس عليها 8 مرشحين للفوز بأربعة مقاعد، وهم (علي عبدالواحد عتمان، سناء أنور محمد برغش، عادل محمد عبدالقادر عقدا، عصام إبراهيم محمد الفقي، عبدالباسط غريب أحمد الشرقاوي، المعتز بالله علي حامد النجار، عادل عبدالوهاب يونس حماد، علاء رمضان أحمد الشرقاوي". ومع اقتراب جولة الإعادة التي تقام يومي 27 و28 أكتوبر الجاري، يكثف المرشحون من دعاياتهم متسلحين بالمال السياسي والعصبية القبلية، أملًا في الحصول على ثقة الناخب البحراوي، الذي يبدو حتى الآن أنه غير مكترث بالعملية الانتخابية. ووسط المناخ السياسي، يبدو الاستقطاب حادًا وعنيفًا في بعض الأحيان خاصةً في قرى مركز دمنهور، التي كانت تسعى لأن تعبر عن نفسها في برلمان 2015 بشكل لائق، ومعظمها كانت تمني النفس بفوز عضو مجلس الشعب لدورتين سابقتين (الحاج مبروك زعيتر) الذي استطاع الحصول على "18472" صوتاً، رغم عدم قيامه بأية جولات انتخابية وضعف امكاناته المادية وحملته الانتخابية، بالإضافة إلى أنه محبوس احتياطياً بعد قبول الاستشكال الذي قدمه بالحكم عليه لمدة 5 سنوات، بتهمة التحريض على القتل وحيازة سلاح ناري. وتشتعل منافسة الإعادة في دائرة بندر ومركز دمنهور بين رجال الحزب الوطني المنحل، حيث يصطدم نائب الوطني في برلمان 2010، رجل الأعمال "علاء الشرقاوي" بابن عمومته "عبدالباسط الشرقاوي" وكلاهما ينفقان ببذخ على الانتخابات، وهناك تقارير تؤكد تجاوزهما سقف الدعاية المسموح به في الدعاية الانتخابية، فضلاً عن انتهاكات الدعاية خلال فترة الصمت الانتخابي. وفي نفس الخندق السياسي، يوجد المرشح "علي عثمان" نائب الوطني في برلمان 2010، وأيضاً أمينة المرأة بالحزب الوطني المنحل بدمنهور "سناء برغش"، ومرشح حزب الوفد "معتز النجار"، وجميعهم يحاولون إقناع الناخب البحراوي على انتخابهم، بحجة قدرتهم على تمثيل المحافظة بشكل يليق بمكانتها بين محافظات الجمهورية. وعن كيفية حصول المرشح مبروك زعيتر على 18 ألف صوت رغم وجوده بالسجن، قال محمد سليمان زعيتر، منسق الحملة الانتخابية للمرشح: إن عمه قدم استشكالاً لخوض الانتخابات باعتبار أن الحكم غير نهائي، وتم قبول الاستشكال قبل موعد الانتخابات بأقل من أسبوع، وكان من الصعب على الحملة الانتخابية تغطية دائرة مركز وبندر دمنهور، نظراً لاتساع الدئرة وضعف الإمكانات المادية للحملة. وتابع: اعتمدنا فقط على أصوات قرية "سنطيس" موطن المرشح وتوابعها القريبة فقط، فضلاً عن أن المرشح نفسه لم يكن موجودا بينناً ولم يحتك مباشرة بالناخبين، بسبب وجوده في السجن، وهو ما أدى إلى عدم تكافؤ الفرص الانتخابية بين جميع المرشحين. ويوضح أن "الحاج مبروك زعيتر" اعتمد على سمعته التي بناها طوال السنوات الماضية في حصد أصوات الناخبين. ويؤكد أن عمه لو كان موجوداً بين الناس لاستطاع اكتساح جميع مرشحي دائرة بندر ومركز دمنهور من الجولة الأولى، أو على الأقل، كان بمقدرره أن يكون موجوداً بين مرشحي جولة الإعادة.