قالت الكاتبة نوال السعداوي إن الساسة، وأصحاب السلطة والنفوذ، كثيرا ما يستخدمون الدين والقانون، لتطويع رغباتهم القمعية، وقهر الشعوب. وأضافت نوال السعداوي، خلال ملتقاها التاسع، بمركز الربع الثقافي، أن من أشكال قهر الشعوب، جريمة "ازدراء الأديان" المدرجة ضمن نصوص القانون المصري، واصفة إياها بالمزيفة، كما اعتبرتها جريمة سياسية، على حد قولها. وأوضحت "السعداوي" أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو خلخلتا الكثير من الثوابت، والقيم الموجودة في المجتمع، برغم طبيعتهما السياسية البحتة، وقالت إن المرحلة الحالية تحتاج إلى إعادة بناء قيم ومفاهيم أكثر إيجابية. وأشارت "السعداوي" إلى أن الحرية لها ثمن، وهي تستحق التضحية، والفناء من أجلها، فعلى سبيل المثال، فقد حُبست وتعرضت للنفى والفصل من عملها، كما تطلقت من ثلاثة أزواج من أجل الحرية، التي ليست كما يدعي البعض بأنها وهم، بل هى الحقيقة الوحيدة في الحياة. ورأت "السعداوي" أن المجتمعات العربية تعيش عبدة جملة "الناس هيقولوا علينا إيه؟"، وذلك قمة القهر، فإن الإبداع والثقة في النفس أسمى ما يمكن أن نعيش من أجله، وقالت إن الشتائم التي تتعرض لها وسام على صدرها، وتبرز مدى قوتها وقوة قضيتها، بحد تعبيرها. وبخصوص تصريحها المثير للجدل حول جدوى "تقبيل الحجر الأسود" و"رجم الشيطان"، في الحج، علقت "السعداوي" بأنه ليس من الإنصاف اختزال الإسلام في هذين الفعلين، والقتال والتزاحم من أجلهما، بما قد يسبب التدافع والموت، وفقا لقولها. وقدمت الباحثة النسوية مي عامر، ورقة نقدية حول رواية "زينة" للكاتبة نوال السعداوي، ضمن ملتقى "السعداوي" التاسع. واعتبرت "عامر" رواية "زينة" عملا نسويا خالصا، شكل لوحة فنية أو صورة فوتوغرافية تصور أوجاع ومآسي المجتمع المصري. ورواية "زينة" عنوانها هو اسم بطلتها اللقيطة، التي وجدت في الشارع، بعد أن قذفتها أمها رضيعة برغم أن الأم متعلمة ودكتورة بالجامعة، وتلقتها "زينات" الخادمة الفقيرة، وتتوالى الأحداث. وتصورت "عامر" أن الكاتبة انتقدت من خلال عملها، الأبوية الذكورية على المستوى الأسري والمؤسسي، كذلك مظاهر استغلال السلطة، ورياء بعض المؤسسات الصحفية، والإسلام السياسي ووجه الآخر، والفقر والقهر وغيرها. وأضافت عامر" أن الرواية تحمل على الثورة وتحفز على الحراك الفكري والبحث فيما وراء النص، وقد قدمت "السعداوي" في "زينة" صورة هيكلية لمقاييس الجمال، والقبح المعهود، وصاغت معايير أخرى أكثر إنسانية. ووصفت "عامر" في نهاية كلمتها، الرواية بأنها نسوية، موضحة أن مصطلح النسوية يفهم خطأ على غير حقيقته، مشيرة إلى أن النسوية ليست معركة بين الرجال والنساء، لكن من مبادئها الدفاع عن حرية المرأة المقهورة في المجتمعات العربية والعالمية، مع الحفاظ على مبدأ المساواة بين الجنسين. واحتفل فريق عمل الكاتبة نوال السعداوي بمرور عام على تدشين الملتقى الشهري التي تعقده بمحافظات مصر.