ظاهرة فنية جديدة أخذت في الانتشار بين نجوم الشباب من الممثلين حيث إن الكثير منهم يقترح فكرة قصة لفيلم يقوم ببطولته ويعمد إلي أحد الكتاب الشباب أيضًا ليصوغها في سيناريو وحوار درامي يقوم خلاله الأخير ببطولة هذه القصة الدرامية، لاشك أن هذه الموهبة اتجاه حميد من هؤلاء النجوم الشباب يجب توجيهه ورعايته لكن ما مدي تأثير مثل هذه الظاهرة في صناعة السينما؟ وهل لها يد في حالة التردي التي وصلت إليها السينما المصرية!! بالرغم من أن كثير من النجوم الشباب قدموا أفكارًا درامية من وحي خيالهم كالنجم المطرب تامر حسني الذي اعتمد علي هذه الطريقة في كل فيلم يقدمه وكان آخرها نور عيني الذي كتب السيناريو والحوار له المؤلف الشاب أحمد عبد الفتاح وكذلك النجم محمد فؤاد الذي قدم كذلك أفكار لأفلام قدمها عمد فيها إلي كتابة القصة والمشاركة في اقتراح الأفكار وكذلك الفنان محمد سعد الذي قدم فكرة فيلمه الحالي "اللمبي 8 جيجا" والذي كتب السيناريو والحوار له نادر صلاح الدين حيث أكد سعد أنه حاول من خلال تقديم هذه الفكرة طرح قضية مختلفة من خلال شخصية محببة إلي الجمهور هي "اللمبي" والتي وحدها ملائمة.. مؤكدًا عدم التشابه بين فيلمه الجديد وأي من أفلام السابقة. وفي هذا الإطار يستعرض السيناريست أحمد عبد الفتاح رؤيته قائلاً إن اقتراح النجم الفكرة الفيلم الذي يقوم خلالها بتحسين بطولته تساعده أكثر علي المعايشة وتجعل تقديمه للدور أكثر مصداقية وهذا ما وجده من خلال مشاركته تامر حسني في فيلم الجديد وكتابة السيناريو والحوار للقصة مؤكدًا أن الصداقة فيما بينهما كانت أكبر عامل للانسجام مع القصة وتكوينيها بالشكل النهائي علي الشاشة. ويضيف أن مهمة الكاتب في إطار تقديم الفنان الفكرة إنما تتلخص في ترجمتها إلي ورق مكتوب وهذا التعاون منتشر حول العالم حتي في هوليوود نفسها فكثيرًا ما قدم أبطال أفلام الأكشن القصص والأفكار التي نجحت نجاحًا باهرًا. ويشاركه الرأي الكاتب نادر صلاح الدين قائلاً إن العامل الأول للموافقة علي رؤية النجم للعمل هو الاقتناع بمدي جودة الفكرة وإمكانيات تنفيذها فشرط عمل الكاتب هو الاقتناع بالفكرة أولاً لتنفيذها بشكل يرضي الجمهور. أما عن تدخل النجوم في فرض سيطرتهم علي العمل فيقول: إن هذا لا يحدث حيث يتفهم النجم حدود دوره ويلتزم بها كإحدي أخلاقيات العمل ولا اعتقد أن باقي النجوم يرضون بمن يحدد لهم مساحتهم في الفيلم لمجرد أنه صاحب الفكرة. وعلي جانب آخر يري الناقد عصام زكريا أن السبب فيما نال السينما المصرية من تراجع هو تدني مستوي الأعمال التي يؤلفها بعض النجوم الشباب أملاً في أن تلقي رواجًا هائلاً لدي الجمهور كما يزعم المنتجون وقد يعمد بعضهم إلي التحكم والسيطرة علي الأدوار وتحجيمها لمجرد أنه صاحب الفكرة حيث يؤمن بأن الجمهور إنما يرتاد السينما من أجله فقط. أما الفنان محمد فؤاد والذي قدم العديد من الأفكار لأفلامه من بينها رحلة حب وهيما وتوما الذي شرع في كتابة قصته إلا أنه فوجئ بها مجسدة في أربعة أفلام أخري مما أدي إلي تأجيلها فيري أن نجم الذي يقدم فكرة لا يعمد خلالها إلي إظها نفسه فقط من خلالها وإنما لا تنجح أي بطولة سينمائية خاصة للمطربين إلا من خلال بطولة جماعية يشارك فيها نجوم لهم حجمهم وهذا ما يلجأ إليه في أفلامه. بينما يقول المخرج محمد كامل إن زمن تقديم الاسكتشات قد ولي بغياب نجوم الفن الأصيل ويري أن محاولات وضع فكرة للقصة من قبل بعض النجوم إنما هي محاولة لإحياء هذا اللون والتي لم تنجح حاليصا بسبب زيادة تفاقم مثل هذه الظاهرة التي أدت إلي استمرار التردي لصناعة السينما والانصراف إلي الأفكار التجارية التي لا تخدم الفن في شيء. ويضيف أنه بالرغم من نجاح هؤلاء النجوم إلا أن أفلامهم قد لا تستمر وإنما يبقي هذا النجاح لأن الجمهور قد لا يجد شيئًا ناضجًا يقدم له في السينما حاليا. ومن ثم يجب الموافقة علي الأفكار التي تضيف جديد لا الأفكار المكررة التي نجدها محاولة للاقتباس من أفلام سبق أن قدمها نجوم كبار ولكن لا مانع من أخذ الفكرة المبتكرة لصياغتها الجيدة بالشكل الذي تتقدم به السينما المصرية.