اتجاه النجوم إلي كتابة أعمالهم.. ظاهرة بدأت علي استحياء في الماضي ولكنها أخذت في الانتشار والتوغل في الساحة الفنية.. حيث قام الفنان محمد فؤاد بكتابة قصة مسلسله »أغلي من حياتي« الذي عرض العام الماضي.. وهذا العام يخوض الفنان تامر حسني تجربته الأولي مع الدراما من خلال قصة استوحاها من بنات أفكاره لتقديمها في مسلسل بعنوان »آدم«.. ونفس التجربة يخوضها أيضا الفنان حمادة هلال الذي كتب قصة مسلسله »ابن أمه« الذي يستعد لتصويره لشهر رمضان القادم.. هذه الظاهرة التي تندرج تحت وصف »أدوار تفصيل علي مقاس النجوم« هل هي في صالح الدراما أم تعتبر خروجا عن النص والمألوف؟ حول هذه الظاهرة استطلعنا آراء عدد من كتاب الدراما ومخرجيها وكانت هذه أقوالهم: يقول المخرج محمد فاضل: أنا أرفض الحكر علي الابداع فإذا كان هذا الفنان يمتلك الموهبة التي تؤهله لكتابة قصة مسلسله فلا مانع من ذلك، والفيصل في النهاية هو مستوي العمل ومدي نجاحه. مؤكدا أن ذلك ليس نوعا من تفصيل الأعمال، لأن النجم في ظل تحكم الاعلان في الدراما يستطيع فرض نفوذه ورأيه علي كل ما يتعلق بالعمل من اختيار الأبطال وادخال تعديلات في السيناريو، بل وتحديد مواعيد وأماكن التصوير أيضا وبالتالي فهو ليس في حاجة إلي كتابة قصة مسلسل من أجل التفصيل. أما المخرج عمر عبدالعزيز.. فقد أبدي اعتراضات علي هذه الظاهرة وأوضح: أود في البداية ان أشير إلي أن هناك فرقا بين الفكرة والقصة، فالفكرة يمكن كتابتها في عدد قليل من السطور، أما القصة فهي تفاصيل لكل أحداث المسلسل.. ولا اعترض أن تكون فكرة المسلسل للبطل، أما القصة ككل فهي تتطلب وجود كاتب متخصص، والكاتب عامة لا تهبط عليه موهبة الكتابة فجأة وإنما هناك محاولات وتدريب، واخفاق ونجاح إلي أن يصل في النهاية إلي المستوي المطلوب، ولذلك لو خيرت ان أقوم بإخراج عمل كتب قصته البطل فإن قراري بلاشك سيكون الرفض حفاظاً علي تاريخي وموضوعيتي. ويتفق معه في الرأي المخرج حسني صالح الذي أكد انه يرفض ذلك جملة وتفصيلا لأن ذلك - حسب تعبيرة - »لعب عيال« فهذه المهنة لها صناعها ولها أسس ونظم وقواعد والكتابة ليست بهذه البساطة، فالعملية الدرامية لها خصوصيتها، واذا كان الأمر بهذه البساطة فلماذا لا أكتب أنا وأمثل وأخرج وأنتج ولماذا أيضا لا يكتب عباقرة المهنة أمثال نور الشريف والفخراني وعادل امام.. لأنهم باختصار يقدرون حجم المسئولية ولا يملكون موهبة الكتابة وما يحدث هذه الأيام هو مجرد أهواء شخصية وتفصيل، ولو استمر هذا الوضع فهو بلاشك سيؤدي إلي تدمير هذه المهنة، واعتقد ان الجمهور يستطيع الحكم علي الأعمال بشكل ممتاز. ويقول المؤلف محمد السيد عيد: ان هذه الظاهرة ليست جديدة علي الدراما، فقد سبق أن قدمها الفنان الكبير فريد شوقي في مسلسل »البخيل وأنا« ولاقي المسلسل نجاحا كبيرا، فإذا استطاع الفنان ان يبدع فأهلا بإبداعه، ولم لا فليس هناك حجر علي الابداع أو المبدعين، أما اذا كان الأمر غير ذلك، فتكون مسئولية كاتب السيناريو والحوار والمنتج الذي يقوم بتنفيذ العمل، ويسأل كل منهما عن تقديم قصة مستواها متواضع! أما المؤلف فداء الشندويلي فقد طالب بضرورة الفصل بين الفكرة والقصة مؤكدا ان الإبداع بكل أنواعه لابد من تشجيعه واعطائه الفرصة حتي يظهر للنور، وكتابة المسلسلات ليست حكرا علي المؤلفين الحاليين، فهناك أشخاص يملكون الموهبة ولا يجدون الفرصة، ومن حق الممثل أن يظهر ما لديه من ابداع، ويحاول مرارا وتكرارا حتي يصقل موهبته، واذا عرض عليّ كتابة سيناريو وحوار لقصة كتبها ممثل فلن أتردد اذا كانت ذات مستوي جيد. ويقول المؤلف مجدي صابر: ان هذه الظاهرة هبطت مع القادمين من السينما، الذين دائما ما يكون لهم اليد العليا في كتابة السيناريو سواء عن طريق كتابة القصة، أو المشاركة في تنفيذ السيناريو لما يراه مناسبا له، وهذه ظاهرة ليست في صالح الدراما، لأن كتابة قصة مسلسل تحتاج إلي حرفية وموهبة وخبرة وثقافة كبيرة حتي يكون ملما بما يدور من حوله، وأنا كمؤلف أرفض أن أكتب سيناريو لإحدي هذه القصص لأنني أفضل كتابة قصص أعمالي بنفسي.