أكد الفقيه الدستوري، د. يحيي الجمل، أن جمال مبارك لن يستطيع الوصول للرئاسة إلا في عهد والده.. مؤكدًا في الوقت نفسه أن الرئيس مبارك لا يرغب في وضع نجله في جحيم مسئوليات وصعوبات بتلك الضخامة الموجودة الآن في مصر. وقال الجملإن كل المحيطين بجمال مبارك تربطهم وتحركهم المصالح.. محذرًا من حدوث بركان شعبي نتيجة تراكم الغضب والسخط بين الشعب المصري بسبب تردي أوضاع مصر وانتشار الفساد وتزايد الفقر. وفي مفاجأة، كشف الجمل أنه قام مؤخرًا بتسليم د. زكريا عزمي التعديلات التي يقترحها علي الدستور، وطلب منه توصيلها للرئيس مبارك.. لافتًا إلي أن التعديلات الدستورية الأخيرة عبث، وكان هدفها تقوية السلطة التنفيذية، ومنصب الرئيس، وأن الذين قاموا بصياغتها أهانوا مصر. وأشار إلي أن الرئيس الراحل أنور السادات كان يدرك أن أكبر مشكلة تواجه مصر بعد حرب اكتوبر هي مياه النيل، لذلك اهتم بهذا الملف بذكائه المعهود علي عكس ما يحدث حاليا، مؤكدًا أن مصر الآن فقدت دورها تماما. وحول القرار المتوقع للرئيس مبارك وهل سيرضخ للضغوط التي تهيئ مناخ التوريث أم سيتخذ قرارًا تاريخيا من أجل مصلحة مصر قال الجمل: إنه يتمني أن يتخذ مبارك هذا القرار التاريخي لأن مصر أكبر من الجميع. وقارن الجمل بين التجربة المصرية والماليزية حيث تتشابه ظروف البلدين لكن استطاعت ماليزيا تحقيق انطلاقه كبري بفضل قيادة مهاتير محمد في حين تعرضت مصر لحالة من التردي خلال العقود الثلاثة الاخيرة. وحذر الجمل من مخاطر استمرار الوضع الحالي لأن ما يتردد عن وجود هامش حرية هو مجرد تنفيث، لأن الحرية الحقيقية - حسبما قال الجمل - تتطلب تعديل الدستور وإتاحة الفرصة لجميع أبناء مصر المخلصين للترشح للرئاسة.. مشيرًا إلي خطورة التوري، مشيداً بالخطاب الذي ألقاه د. السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، الذي قال فيه إن الشعب المصري ليس عقارات حتي يتم توريثها.