يبدوا أن ظاهرتي العنف والإرهاب التي تفشتا في المجتمع المصري عقب سقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وإصرار جماعه الإخوان المسلمين على مواصلة الانتقام من الشعب ومؤسسات الدولة خاصة الأمنية للكف عن ملاحقة العناصر التابعة لهذا الفصيل السياسي الذي أثبت تكريسه لأفكار سيد قطب المتطرفة ، وذلك بإشعال الحرائق بثوب الوطن الذي يتعرض لحملة شعواء تتمثل في التفجيرات المسلحة ضد المدنيين وغير المدنيين في آن واحد .والدعوات المتلاحقة للاعتصام والتظاهر من أجل تعطيل عجلة الحياة السياسية والاقتصادية والضغط للإفراج عن جميع القيادات التابعة للجماعة، وعودة الرئيس المعزول للحكم مرة أخرى باستخدام العنف والقتل والتخريب بداية من تفجير أقسام الشرطة والملاحقات التابعة للجيش ، مروراً بتفجير القمر الصناعي ومبنى المخابرات الحربية بمحافظة الإسماعيلية وصولاً للهجوم الإرهابي على كنسية العذراء بالوراق التي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأبرياء خلال هذا السلوك الإرهابي المتطرف الذي انقسمت حوله مواقف خبراء السياسية من المصالحة السياسية والوطنية مع جماعة الإخوان بين من يطالبون برفض المصالحة مع هذه الجماعة الفاشية على حد تعبيرهم .وآخرون يطالبون بضرورة بحث سُبل إتمام هذه المصالحة لوقف نزيف العنف. د.محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أكد على استمرار عنف جماعة الإخوان المسلمين وفق الخطة القائمة على نشر الفوضى والشائعات التي من شأنها إثارة المزيد من العنف والانقسام الوطني والسياسي لفشل وعرقلة إتمام خارطة الطريق الوطنية ، وممارسة العديد من الضغوط وافتعال الأزمات تأكيداً على أهمية عودة الرئيس المعزول د.محمد مرسي لسدة الحكم مجددا ً.مشدداً في الوقت ذاته على أهمية التصالح السياسي مع قيادات وعناصر الجماعة الذين لم يثبت تورطهم في الجرائم الموجهة للبعض مثل قتل المتظاهرين والتحريض على إشعال الفتنة والفوضى بالبلاد، مع تفعيل قانون التظاهر السلمي لمنع تلك التظاهرات التي تهدف لنشر الفوضى والعنف وإزهاق أرواح منهم، ومن ثم يُصعِّدون هذا الأمر إلى وسائل الإعلام والصحف للمتاجرة بقضية الانقلاب على الشرعية أمام الرأي العام العربي والعالمي. بينما يرى د. عمرو الشوبكي الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية :إن تمسك الإخوان المسلمين بسياسات العنف والإرهاب ضد المجتمع لضمان الخروج الآمن من ناحية، وتصاعد سقف مطالبهم بالإصرار على عودة الرئيس محمد مرسي للحكم والانقلاب على الشرعية الثورية التي انطلق من خلالها المصريون للمطالبة بإسقاط هذا النظام في 3يوليو؛ لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية خلال العام الذي تولى فيه الإخوان إدارة البلاد واستمرارها في الهجوم المسلح والإرهاب ضد الجيش والشرطة للتراجع عن ملاحقاتهم أمنياً وقضائياً، وممارسة المزيد من الضغوط على للشعب لإجبار المؤسسات الأمنية والقضائية للكف عن مواجهتهم؛ لافتاً إلى أن ما تقوم به الجماعة حالياً يتعارض كثيراً مع جميع مبادئ وقواعد السلمية المنشودة من هذه التظاهرات التي عكست مدى معايير الديمقراطية لتصبح حقاً "جماعة محظورة " سياسياً وحزبياً وشعبياً أيضاً نتيجة لحالة الجهل والغباء السياسي الذي تعانيه منه . وأوضح د.مختار غباشي رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن جميع المحاولات الفاشلة التي تتبعها هذه الجماعة الفاشية من أجل زعزعة استقرار الوطن وتحقيق المآرب الخاصة داخلياً وخارجياً، وإن كانت لن تستمر طويلاً بعد أن فقدت المصداقية والتواجد في الشارع المصري .معتبراً جميع المحاولات التي تلجأ إليها في الوقت الراهن خاصة قبل بدء المحاكمات على الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته سواء من تفجيرات للمنشآت العامة والخاصة والتعدي على دور العبادة للأقباط من أجل إشعال مخطط الفتنة الطائفية للضغط والمساومة للإفراج عن جميع المعتقلين من الإخوان قبل إصدار الأحكام القانونية عليهم . وبدوره أشار د. سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، لمخططات الجماعة للحفاظ على التنظيم الذي يمتد لأكثر من 80 عاماً من خلال أعمال العنف التي تقوم بها والتحريض على التظاهرات غير السلمية، وإيصال رسالة للخارج بأنهم ما زالوا قادرين على الحركة في الشارع المصري سواء عن طريق الاعتداءات والتفجيرات المتلاحقة في العديد من محافظات الجمهورية لتعكس صورة لدى المجتمع الغربي بأن الأوضاع في مصر غير مستقرة. مؤكداً أن ما تقوم به الجماعة حالياً خاصة بعد الاعتداء على الكنيسة ومبنى المخابرات بالإسماعيلية، وكذلك ارتكاب العديد من الحماقات السياسية التي تعبر عن مخاوف الجماعة من الشعب والجيش والقضاء المصري الذي قضى على تاريخ هذه الجماعة بقرار حظرها سياسياً. كما انتقد د. صلاح هاشم رئيس الشبكة المصرية للحماية الاجتماعية محاولات الجماعة وأنصارهم من المتظاهرين الذين يلجأون لقطع الطرق وشل المرور لإجبار الجميع على عودة الرئيس السابق محمد مرسي للحكم مرة أخرى رغم خروج الأغلبية التي طالبت بإسقاط هذا النظام الذي فشل في الخروج بالدولة نحو الديمقراطية نتيجة لسيطرة هذه الجماعة الفاشية التي تسعى لنشر العنف والقتل بين المصريين وبعضهم، دون الأخذ في الاعتبار الإرادة الشعبية التي أسقطت هذا النظام . ورفض د.عماد جاد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية جميع محاولات الدخول في مصالحة وطنية مع جماعة الإخوان المسلمين التي كشفت سريعاً عن وجهها الآخر ضد المجتمع المصري بمحاولاتها الدؤوبة لحرق الوطن وتفتيت وحدته انتقاماً من المصريين بممارسة المزيد من العنف والإرهاب للضغط على السلطات القائمة على إدارة البلاد للإفراج عن جميع المعتقلن من الإخوان قبل بدء المحكامات الفعلية التي تم تأجيلها من قبل الحكومة لتصعيد تهديدات أنصار الجماعة بالتظاهر والاعتصام دون اتمامها، متهماً الجماعة بالمسئولية الكاملة عن إطلاق النار العشوائي على المواطنين الأبرياء بكنيسة العذراء بالوراق حتى لا تستقر الأوضاع في مصر بعد أن رفض جميع القوى السياسية والوطنية لمحاولات التصالح الفاشلة معها، نتيجة لارتكابها العديد من الحماقات السياسية، في مقابل العودة للمشهد السياسي قبل انتهاء المرحلة الانتقالية، لافتاً إلى أن الجماعة تعلم جيداً باستحالة العودة للحكم، لذلك فإنهم يدعمون هذه التظاهرات المسلحة خوفاً من المصير المرتقب لهم في حال إصراراهم على موقفهم . ومن وجهة نظر د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن فكرة الرفض القاطعة لمبدأ المصالحة الوطنية مع جماعة الإخوان المسلمين تعد غير صائبة ستؤدي لعدم تحقيق الاستقرار السياسي والأمني الذي ينعكس بدوره على استقرار الوضع الاقتصادي، والخروج من النفق المظلم الذي تقف فيه مصر حالياً في ظل الصراعات والفتن التي يشاهدها العالم والتي يصب معها إتمام المرحلة الانتقالية حتى نهايتها خاصة بعد اندلاع نوع من الانقسام الداخلي بين أعضاء لجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور المعطل والانتهاء منه لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الجديدة، لذا بات على الجميع التريث قبل إصدار أحكام غير محسومة العواقب بشأن جماعة الإخوان وإصدار القوى الوطنية لمجموعة من الضوابط والشروط لنجاح المصالحة الوطنية تتفق عليها جميع الأطراف على أن تتضمن هذه الشروط عدم تعميم الأحكام بالعنف والإرهاب على جميع الأعضاء المنتمين لحين الانتهاء من أحكام القانون، حتى لا تتحول لجماعة من الخفافيش تعمل في الظلام .