من وجود مكتبة لبيع الكتب باستثناء فرع فقير لدار المعارف يقدم بعض الإصدارات القديمة، وفي الوادي الجديد يتحدثون عن عدم وصول - حتي- الجرائد والمجلات الثقافية، الحالة ذاتها في البحر الأحمر، بينما الأدباء في سوهاج يتسولون الكتاب، و بعد أن وجدهم يسرقونها بواسطته أغلق زكريا عبد الغني في أسيوط خزانة كتبه في وجه الأدباء، ومنذ خمس سنوات أقسم جمال التلاوي في المنيا ألا يعير ورقًا بين دفتين لأحد بعد أن خسر جزءا كبيرا من مكتبت،ه بينما تنقطع ضحكة أبو خنيجر في بني سويف لإعلان حالة من الإحباط، غياب الكتاب في الصعيد أورث مبدعيه بعض الحيل وكل الحزن!. يحكي أحمد أبو خنيجرعن تنسيق يحدث - دائما- بينه وبين يوسف فاخوري وأشرف جابر وعلي المريخي وجمال عدوي حينما يذهب أحدهم للقاهرة فيقسّمون الكتب التي يرغبون في شرائها عليهم جميعا فتكون ملكية الكتاب للجميع، ويتحدث عن وجود فرع للهيئة العامة للكتاب في أسوان مشكلته أن كمياته محدودة وتتأخر دائما في الوصول، إضافة إلي اقتصاره علي مطبوعات الهيئة فقط، ويرصد أيضا منافذ لدار المعارف في كوم أمبو ودراو وإدفو تحمل علي رفوفها كتبًا قديمة، ويقدم حلا في أن تتولي بيوت الثقافة المنتشرة في المراكز بيع منشورات الوزارة بدلا من احتكار الهيئة العامة لذلك.. وفي قنا، توجد المكتبات العامة مثل مكتبة قصر الثقافة التي تعد سبيل محمود مغربي للحصول علي الكتاب لكنه اتهمها بأنها تؤدي دورا محدودا والتوقف عن النمو والا فتقار الي التقنيات الحديثة، أما مكتبات جامعة جنوبالوادي فقال إنها مقتصرة علي طلابها فقط، وتحدث عن مفهوم جديد للمكتبات هناك أنها مخصصة لبيع الأدوات المدرسية، شاعر نجع حمادي محمود الأزهري دلنا عن وجود بعض الكتب الثقافية في مكتبة مدرسية "وحيدة" يعرضها صاحبها للبيع بعد أن يتخلص منها ابنه الشاعر أيمن سالم. وكشف مغربي عن محاولات لعمل دور نشر قام بها "أدباء" فشلت، وتوقفت تماما بعد إصدارين أو ثلاثة. أمنيات الأدباء كمال كوكب ومصطفي معاز وأحمد المقدم وغيرهم تنتظر في الوادي الجديد ليس دار نشر أو حتي تخصيص منفذ لبيع الكتب ولكن وصول الجرائد والمجلات الخاصة بالمطبوعات الثقافية بشكل منتظم! وكذلك البحر الأحمر.. إذ يشكو القاص سعيد رفيع فقده للتأمل ومتعة المطالعة للمرة الثانية في الكتب التي يستعيرها من الأصدقاء بعد أن يطالبونه بسرعة ردها، بينما لا يستطيع أن يعد علي يديه ولو منفذا واحدا لبيع الكتب، ولا يضيف شيئا لما قاله مغربي عن المكتبة العامة لهيئة قصور الثقافة أو يتمني أكثر من أدباء الوادي. وفي سوهاج، يشير الشاعر بهاء الدين رمضان إلي خوف الأدباء من بعضهم البعض بعد أن لاحظوا احتفاظ من يقترض كتابا به، وتأسف علي إهمال فرع دار المعارف للإصدارات الجديدة. زكريا عبدالغني يشارك رمضان أسفه علي تراجع دار المعارف عن دورها منذ 30عاما، ويذكر فرعا للهيئة العامة للكتاب لايغطي كل الاهتمامات الثقافية. أما المنيا فنفس الفرع قال عنه جمال التلاوي إنه يوجد في أسيوط، ولكن تم شطره إلي نصفين الأول معطل من قبل الموظفين، والثاني داخل كلية الآداب، لا تصل إليه الاصدارات إلا كل ثلاثة أو أربعة أشهر وبعد أن استطاع التلاوي تأسيس مكتبة ضخمة وجد الأصدقاء يشدون الرحال إليها وينهلون منها دون أن يعيدوا مما أخذوا شيئا، يقول: خسرت جزءا كبيرا منها وأقسمت ألا أفرق شيئا علي أحد منذ خمس سنوات. سيدة فاروق، شاعرة العامية رفعت شعار النت هو الحل - ولو جزئيا للمشكلة- بعد أن بدلت الأمل في العثور علي الكتب بحالة من الاحباط، وعبرت عن امتعاضها لوجود ما يسمي مجازا بدور نشر تهتم بالدعاية والاعلان وتطلب من المبدع الذي يرغب في طباعة كتبه مبالغا عالية.