ويرجع ذلك إلي تسميه بعض الأفلام بأسماء لا تليق برموز وشخصيات مصرية، التي كان لها دور فعال في المجتمع المصري وفي هذا الإطار ترصد النقد الموجه لفيلم الفنان أحمد حلمي "عسل أسود" بعد أن كان يحمل اسم "جواز سفر مصري" ثم "مصر هي أوضتي" والذي رفضته الرقابة.. فقد نفي خالد مرعي مخرج الفيلم سخريته من مصر باختيار اسم "مصر هي أوضتي" علي الفيلم موضحا أن الفيلم يناقش رسالة وهدفا معينا يريد الكاتب ايصاله ويتمثل في صورة مصر في عيون العالم العربي مؤكدا انه لم يقصد الاساءة لمصر فالفيلم له مضمون سياسي ولكن بشكل كوميدي. وأوضح خالد دياب مؤلف الفيلم أن سبب تغيير اسم الفيلم يرجع الي أن فكرته تدور حول الاختلاف بين المجتمع الغربي والشرقي مشيرا الي انه لاتوجد مشكلة في تغيير أسماء الافلام مادام ذلك في مصلحة العمل وان اختيار الاسم الجديد جاء بعد مشاورات بينه وبين مخرج الفيلم خالد مرعي وبطله و احمد حلمي. ويري المخرج احمد يسري أنه لاتوجد أدني مشكلة في اختيار الاسم وان احمد حلمي لم يخطئ في اختيار مثل هذا الاسم، فهدف الفيلم تجاري في المقام الاول باعتباره سلعة تجلب الجمهور ولابد من وجود هذه التجارة في السينما. في حين يري المخرج أحمد عاطف انه يوجد افتراء علي العمل اذا تم الحكم عليه قبل مشاهدته إذ يجب مشاهدته مضمونه ثم انتقاده، فقد يكون الهدف من هذا الاسم هو ان يكون عالمه هي أوضته خاصة ان حلمي قام بتجسيد شخصية المريض النفسي في فيلم "اسف علي الازعاج" ومن ثم فلا يعتبر معيبا او سييء. بينما يقول السيناريست أحمد عبد الفتاح: اذا علمت الرقابة ان الاسم غير مناسب فتقوم بتغييره علي الفور ولكن القضية هي ماذا يناقش الفيلم؟ فقد كان هناك هجرم علي فيلم الناظر بالرغم من أنه لايشير الي اي استخفاف بشخصيات أو رموز بذاتها سوي مناقشته لشخصية الناظر بشكل كوميدي لم نجد فريق عمل يقصد الاساءة لمصر أوأي من رموزها لأنهم في المقام الأول مصريون ووطنيون لايرتضون بذلك ولايستطيع أحد ان يشكك في وطنيتهم. ويشير أيضا إلي فيلم "حبيبي نائما" الذي قد يعتقد من الوهلة الأولي بانه استخفاف لتراثنا الفني الاصيل لكن نجد ان هذا الفيلم والكثير من نوعية هذه الافلام عندما تنفذ بشكل يحمل الجدية سيكتب له النجاح دون اي فهم خاطئ لأسم معين من ناحية ولاثارة الذهن من ناحية أخري وجذب المشاهد لحضور هذه الاعمال. وقد دافع بشدة منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما بأن مصر بلدنا جميعا ونعيش فيها وان لها كل التقدير والاحترام ولايوجد مبرر للاستخفاف بمصر او اي فيلم يحمل اساءة لها ولشخصيات بعينها مهما تكن. في حين يقول الناقد السينمائي نادر عدلي: لابد من اختيار أسم جيد لهذه الاعمال وان اختيار "مصر هي أوضتي" اسم ردئ لفيلم سينمائي غير جذاب من الناحية التجارية وقد يحمل البعض نوعا من السخرية وبانه كان من المفترض لفنان بحجم أحمد حلمي باعتباره فنانا جيدا وملتزما ان يقوم باختيار اسم مناسب. فنوعية هذه الاسماء تحمل في مجملها نوعا من الاستخفاف بالمشاهد ومن المفترض ان الرقابة لايكون لها دور أو التدخل في أسماء الافلام لكن لابد ان يكون الاسم يليق بمستوي قيمة الفيلم إذ ترجح المفاضلة في اختيار أسماء الأفلام.