القدس ليست بالنسبة لي المكان فقط بل هي الروح التي تسكنها والتي تمكنت عبر العصور من دحر كل الغزاة المحتلين الذين لم يبق منهم سوى صور شاهدة على ان الغزاة رحلوا عنا وبقيت هنا شامخة بتراثها وحضارتها." ويبدأ المعرض في لوحة تعبر عن عنوانه يجسد فيها الفنان القدس على انها امرأة ممددة فوق المدينة تعانق يديها السماء في محاولة ان تمسك الشمس. ويستلهم كتلو في لوحاته تاريخ المدينة والتي تبدو المرأة حاضرة في معظم لوحاتها لانه يرى في القدس "مدينة الخصب" ويذهب بجمهوره الى زمن صلاح الدين فترى الخيول واقفة امام اسوارها وينقلنا في لوحة اخرى الى رحيل الغزاة عنها فيرسم مجموعة من خوذ العسكر على الارض ووسطها سنبلة قمح. وصف كتلو معرضه بانه "صرخة بالالوان والظلال تعبيرا عن مشاعري وانفعالتي لمدينة الاساطير والحكايات الجميلة احمل اليها افكاري واشعاري ريشتي وأمنياتي وأشجاني لتحاور القدس عبر خطوط لونية صنعتها الشمس الذهبية والقمر الفضي." ويضيف كتلو الذي لم يتمكن من الوصول الى القدس منذ سنوات بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل عليها وتمنع الفلسطينيين من الدخول اليها الا بعد حصولهم على تصاريخ خاصة منها "ساعدوني كي احمل روحي اليها وبقايا أجسادنا وما تبقى لي ولكم من احلام وظلال وضوء. لنقف لحظة نطلق صرخة في وجه سور رمادي وحصار يحاول ان يلتهم المدينة.. ان يفصلها عن روحها ومحيطها." وتصور اللوحات الاحتلال في مدينة القدس عبر احدى لوحاته على انه شبكة عنكبوت فوق المدينة التي تجسدها صورة امرأة وفي بطنها جنين يرمز الى الامل وتجدد الحياة وكتب يقول في نشرة وزعت مع المعرض "كان الغزاة يشعلون المدينة مرة ومرة يدمرونها فوق رؤوس اهلها ولانها القدس فقد كانت كعادتها تطلق... الغناء والمقاومة وتمارس هواية القيامة من بين الركام والرماد." ويقترب كتلو في لوحاته من القدس بشمولية بعيدا عن الرموز الدينية والمساحات الضيقة لانه يرى فيها "مدينة مفتوحة على كل الابعاد.. انها مدينة الانسان في كل الازمنة. هذا هو سر جمالها وجاذبيتها وسر رمزيتها وسر خلودها انها مدينة الارض والانسان... هذه رسالتي." وسيبدأ المعرض جولة في المدن الفلسطينية بعد ان كانت محطته الاولى في القدس قبل الخليل.