سرطان الكبد يمثل أكثر المشكلات الصحية في العالم وخصوصًا في مصر، التي تحتل الآن أعلى المعدلات العالمية لسرطان الكبد، فلدينا 11.5 حالة لكل 100 ألف وسبب انتشاره في مصر إصابة المريض بالالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" و"بي"، ومن أكثر المسببات هو الاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية والأدوية التي تستخدم لقتل الحشرات والقوارض؛ لأنها ترش بكميات كبيرة بدون وضع ماسكات أو لبس جوانتيات، ومع مرور الوقت تؤدي إلى الإصابة بسرطان الكبد. وقد نشرت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا أن بعض مكسبات الطعم والمواد الملونة التي تستخدم في الأطعمة تؤدي إلى الإصابة بقصور في الدورة المخية والذكاء، ومع وجود عوامل أخرى تؤدي إلى سرطان الكبد، فمن الممكن أن نشم أو نأكل أو عن طريق الجلد نأخذ بعض الحقن العالق بها بعض الملوثات الخطيرة. وتكمن خطورة المرض في أن سرطان الكبد ليس له أعراض محددة ومتشابهة مع أعراض التليف الكبدي وبقية الأمراض السرطانية، فينتج عن ذلك أن أكثر من 85% من المرضى يتم تشخيصهم لأول مرة في مراحل متأخرة من المرض. وقد أثبتت إحدى الدراسات التي أجراها باحثون من مركز "مايو كلينيك" الطبي بولاية مينيسوتا الأمريكية تحدث في الكبد المتليف لدى أكثر من 85% من الحالات مما يعني أن التليف يصعب استئصال الورم منه. ويطلق على مرض سرطان الكبد اسم "السرطان الصامت"؛ وذلك لأنه في مراحله الأولية قد لا تظهر على المريض أية أعراض تدل على المرض، ولكن عندما تنمو الخلايا السرطانية داخل الكبد وتتكاثر يشعر المصاب بالأعراض الآتية: ألم شديد في المنطقة العليا من الجزء الأيمن من البطن، وقد يمتد هذا الألم إلى الظهر وحتى الأكتاف – انتفاخ البطن – فقدان الوزن بشكل سريع – فقدان الشهية – شعور المريض بالإعياء والتعب الشديدين – شعور المريض بالغثيان والرغبة في التقيؤ – يتصبغ الجلد باللون الأصفر، ويصبح لون البول داكنا – يصاب المريض بالحمى. وظهور هذه الأعراض على المريض لا تعني بالضرورة إصابته بسرطان الكبد، فقد تعني الإصابة بأمراض أخرى خاصة الكبد، لذا يتوجب على من تظهر على هذه الأعراض طلب المشورة من الطبيب المختص للحصول على التشخيص الصحيح. أما عن الوسائل المستخدمة حاليًا للعلاج فهناك الحقن الموضعي بواسطة الكحول النقي، وهو عبارة عن إبرة رفيعة يتم إدخالها عن طريق الجلد، حيث توجه بواسطة الأشعة التداخلية حتى تصل إلى داخل الورم الموجود بالكبد، حيث يتم حقن الكحول النقي الذي يقوم بقتل الخلايا السرطانية وتعطي هذه الوسيلة نتائج برفع درجة الحرارة في النسيج الورمي مما يؤدي إلى حرق الخلايا الورمية. هناك أيضًا القسطرة التداخلية للشريان الكبدي المغذي للورم مع حقن الحبيبات المشعة وتستخدم هذه الوسيلة في المراحل الأكثر تطورًا من سرطان الكبد، وفي الفترة الأخيرة تم تصنيع حبيبات مشعة متناهية الصغر يمكن حقنها داخل الورم مباشرة عن طريق الشريان المغذي للورم، ويتم هذا عن طريق إدخال قسطرة رفيعة من الشريان الفخذي وتوجيهها تحت الأشعة حتى تصل إلى الشريان المغذي للورم وتبدأ في إصدار الأشعة القاتلة للخلايا الورمية. ومن بين طرق العلاج أيضًا القسطرة التداخلية للشريان الكبدي مع الحقن الكيماوي وسد الشريان المغذي للورم، ويتم ذلك بواسطة طبيب الأشعة التداخلية، حيث يقوم بإدخال قسطرة رفيعة عن طريق شريان الفخذ، ويتم توجيهها تحت الأشعة خلال الشريان الأورطي ثم الشريان الكبدي حتى تصل إلى الشريان المغذي للورم، ويتم حقن الجرعة الكيماوية إلى داخل الورم مباشرة ثم يتم سد الشريان المغذي للورم بواسطة جسيمات صغيرة الحجم.