بعد أن كان الهدف من تصوير الأغنيات هو بث روح الاستمتاع بين المشاهدين، وبعد أن كان ينقل جمال المناظر الطبيعية التي تتمتع بها العديد من البلدان، إلا أن صناعة الفيديو كليب اختلفت شكلا وموضوعًا في الفترة الأخيرة، خاصة مع تفشي ظاهرة ظهور عدد من الإعلانات داخل الأغاني المصورة، وقد أجمع صناع الأغنية أن الكساد الذي يمر بسوق الكاسيت، بالإضافة إلى خسائر شركات الإنتاج، جعلهم يفكرون في طرق جديدة لجمع الأموال وتعويض خسائرهم، بتقديم إعلانات داخل الأغانى المصورة، ومن خلال هذه السطور نحاول معرفة أسباب هذه الظاهرة، وتأثيرها على سوق الأغنية. تقول المغنية مى كساب: إن صناعة الأغنية المصورة بات مكلفا للغاية، الأمر الذى جعل أصحاب شركات الإنتاج يفكرون في طرق جديدة، لتحقيق المكاسب المادية، من خلال الترويج لمنتجات استهلاكية عبر هذه الكليبات، وتم ابتكار أفكار إعلانية تخدم هذه الصناعة لتعويض تكاليف إنتاج الفيديو كليب، خاصة في ظل الكساد الذي يحاصر سوق الكاسيت، وانخفاض المبيعات بشكل كبير بسبب القرصنة التي كبدت شركات الإنتاج خسائر فادحة. بينما يقول المغني الشاب محمود العسيلي: إن شركات الإنتاج لا تذهب إلا للنجوم الأكثر انتشارًا وحبًا بين المشاهدين، والإعلانات التي تظهر في الكليبات، قد تؤثر بشكل سلبي على هؤلاء النجوم، ويرى أن رواج صناعة الفيديو كليب مرتبط بقدرة الفضائيات الغنائية على التواصل مع الجماهير. وأضاف: إن هناك فضائيات تعرض أغان هابطة ساهمت بشكل ما في مقاطعة الجمهور للفيديو كليب خوفاً من أن تفسد الذوق العام، ولابد من مواجهة هذه الفضائيات ولابد من دعم الفضائيات المحترمة التي تحظى بسمعة طيبة. أما المغنية جنات فتقول: إن الفيديو كليب من إنجازات العصر الحديث، ولا يمكن الاستغناء عنه في مجال الغناء، لأنه أصبح ضروريا، ورغم ذلك فإنها أكدت على ضرورة التوظيف السليم للتكنولوجيا لخدمة الفن، ومع ذلك فهى تشعر بإحباط في ظل تكاثر الكليبات الفاسدة والأغاني الهابطة، وتطالب شركات الإعلانات بمقاطعة هذه الكليبات. وأضافت بأنها تتابع الكليبات التى تروج لإعلانات وترى أنها نتاج طبيعي للتدهور الذي حدث لصناعة الفيديو كليب، وأصبحت الجهات المنتجة تركز على البحث عن طرق للربح وتعويض ما تنفقه على الكليبات والجمهور سيكون الفيصل في الحكم على هذه الظاهرة. ظاهرة جديدة ويقول المنتج الغنائى محسن جابر: إن ظروف الإنتاج الصعبة التي تعيشها معظم شركات الإنتاج قللت من عدد الكليبات، وهذا الأمر طبيعي، لأنه ليس منطقيا أن تدفع شركات الإنتاج والفضائيات الخاصة الملايين في أغنيات مصورة لن تحقق المردود المادي المتوقع بل ولن تستطيع تعويض تكاليف إنتاجها. وأكد أن تدهور صناعة الكليبات الغنائية مرتبط بتدهور صناعة الكاسيت، مؤكدًا أن الفيديو كليب أحد أبرز وسائل الدعاية التصويرية للمطرب، والتي يحرص علي وجودها. وقال: إنه بإيجاد حلول لمواجهة ظاهرة القرصنة التي قضت على العديد من شركات الإنتاج، وحتى الآن لم يجد التحرك المناسب من قبل الجهات المعنية بالأمر لمواجهة هذه الظاهرة، كما أن الساحة الغنائية تضررت سلبياً من هذا الكساد الغنائي. وسيلة رخيصة وقال الملحن حلمى بكر: إن هذه الظاهرة لن تستمر طويلًا، لأنها جعلت من المطرب وسيلة رخيصة لجنى الأرباح المادية، موكدًا أنه ليس ضد الإعلانات لكنه ضد أن يكون الهدف الأساسي للكليب هو الترويج لمنتج وليس تقديم فن محترم. وأكد "بكر" أن إفلاس الشعراء، والملحنين وراء انتشار هذا القالب السيئ للفيديو كليب، وأن ظاهرة الإعلانات في الفيديو كليب سنتنهى قريبًا، لأن الكليبات لا تعلق في أذهان الجمهور، فكيف بالإعلانات التى تعرض ضمن هذه الكليبات. ضعف المبيعات أما طارق نور المخرج الإعلانى وصاحب أكبر الوكالات الاعلانية في مصر فيقول: إنه من حق جهات الإنتاج الغنائية أن تستثمر الكليبات وتوظف الإعلانات بداخلها، لكن لابد أن توافق الفضائيات التي ستعرض هذه الكليبات على هذه الأفكار ؛ لأنها لن تستفيد من الإعلانات التي تعرض بداخل الأغاني المصورة، ومن المنطقي أن تعرض هذه الكليبات بشكل حصري على الفضائيات المنتجة لها، موضحاً أن سوق الإعلانات في الوقت الحاضر يشهد طفرة ومن حق نجوم الغناء أن يبحثوا عن أفكار لدعم نشاطهم الغنائي، خاصة بعد قلة عدد الحفلات وتراجع مبيعات الكاسيت. ويؤكد "نور" أن الكليبات التي توظف بداخلها الإعلانات ستزداد بشكل كبير في الفترة المقبلة، والأعمال الدرامية والسينمائية، أصبحت تنتهج هذا النهج في الفترة الأخيرة، لتعوض الخسائر الكبيرة التى تتكبدها.إن المخرج المحترف يستطيع توظيف الإعلانات في الفيديو كليب دون الإخلال بالفكرة الغنائية للكليب، لكنه يرى أن هناك مخرجين يستسهلون الأمر ويقدمون تلك الإعلانات بشكل مباشر.