يكثف قيادات حزب الحرية والعدالة استعداداتهم للانتخابت القادمة، حيث عقدت الهيئة العليا للحزب اجتماعا في المقطم، تم الاتفاق خلاله على ضرورة إجراء المؤتمرالأول للحزب قبل الانتخابات البرلمانية، كما تم الاستقرار بشكل نهائي على اختيار الدكتورعصام العريان رئيسا فعليا للحزب بعد رفضه التقدم باستقالته لاختياره مستشارا للرئيس، وتقرر تصعيد دكتور محمد البلتاجي لمنصب نائب الرئيس، اتفق الحزب على إجراء تغيرات محدودة في أمانات المحافظات ورؤساء اللجان بعد وصول تقارير سرية عن نشاطهم خلال الفترة الماضية، ووفقا للمعلومات الواردة فإن المؤتمرالأول للحزب لم يناقش الميزانية بشكل مفصل. وعن الاستعدادات لانتخابات مجلس الشعب استعرضت الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة التقرير الذي تقدمت به لجنة البحوث والمعلومات بالحزب حول تقييم النواب السابقين، والذين يفترض الدفع بهم في الانتخابات المقبلة، حيث أفاد التقرير أن هناك 50 نائبا من ال 213 الذين نجحوا في الانتخابات الماضية في حاجة إلى التغيير؛ لأن أداءهم كان سلبيا تحت القبة ولم يكن لهم وجود حقيقي، بجانب أن نجاحهم أصبح غيرمضمون نظرا لانخفاض شعبيتهم في دوائرهم، مشددا على ضرورة استبعاد هؤلاء واختيار شخصيات جديدة، خاصة وأن هناك شخصيات قوية من الأحزاب والتيارات الأخرى سوف تدخل المنافسة. والتقرير الذي رصد أيضا موقف الدوائر حاليا والدوائر التي ينافس بها قيادات الحزب كما كانت في الانتخابات الماضية، وما زال هناك فرص كبيرة لنجاح صبحي صالح، وحسين إبراهيم في الإسكندرية، والكتاتني في المنيا، وجمال حشمت في البحيرة، وفريد إسماعيل في الشرق، وعمرو زكي، وعزب مصطفى، وفهمي عبده في القاهرة، بجانب عصام العريان حيث أنهم مازالوا محتفظين بمكانتهم في دوائرهم. وذكر التقرير أن هناك صعوبات سوف تواجه الإخوان في الانتخابات القادمة؛ بسبب المنافسة الشديدة من المستقلين مما يتطلب أن ينافس الحزب على جميع الدوائر، وبأكثر من مرشح في 70% من الدوائر، وأنه في حالة إجراء الانتخابات بالنظام الفردي والقائمة فإن الحزب لا بد أن ينافس على المقاعد الفردية بمرشحين ليسوا أعضاء بالحزب ولكنهم ينتمون للإخوان، وتكون جميع دوائر الفردي بالترشيح بأكثر من مرشح. وأوصى التقرير بعدم دخول الحزب في تحالفات مع قوى إسلامية أخرى وخاصة حزب النور، ونظرا لتدني شعبيته في الشارع بعد سلسلة من الفضائح لبعض نوابه، بجانب وجود خلافات داخلية بالحزب سوف تؤثرعلى استعدداته. ووفقا للتقريرالذي استعرضته الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة فإن الإخوان مازال لهم تواجد وثقة لدى ناخبي محافظات الصعيد، وهي المحافظات التي ينتظر الحصول فيها على مقاعد كبيرة لا تقل عن الانتخابات الماضية، ولكن المشكلة في محافظات الوجه البحري والقاهرة الكبرى، وخاصة محافظات الفلول التي حصل فيها المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق على أصواتها. ولفت التقرير إلى أن الحصول على الأغلبية في البرلمان المقبل لن تكون بالأمرالسهل بل إن الحصول على المقاعد السابقة ال 213 قد لا يتكرر مرة أخرى، متوقعا في الوقت نفسه ألا يقل عدد المقاعد التي سيحصل عليها الحزب عن 150 مقعدا، وأن قائمة الحزب سوف تفوز في جميع الدوائر. ومن ناحية أخرى علمنا أن الحرية والعدالة سوف يسترشد بطريقة أحمد عز في الحزب الوطني المنحل، بإجراء استطلاعات رأي حول الأسماء المرشحة في الانتخابات البرلمانية المقبلة ورأي المواطنين فيها، على أن تجري اختيارات أخرى للمرشحين وانتخات داخلية بالتصويت السري من قبل أعضاء الحزب بكل محافظة، وسوف يقوم شباب الإخوان بتوزع تلك الاستطلاعات على المواطنين بالقرى والمراكز مع بداية شهر أكتوبر القادم، وفي إطارالاستعداد للانتخابات أيضا تم الاتفاق على قيام المحافظين الجدد التابعين للجماعة بمساعدة الحزب في الانتخابات بشكل غير مباشر من خلال الدعاية لإنجازات الرئيس محمد مرسي وبرنامج النهضة، بجانب أن التعليمات قد صدرت لمحافظين بسرعة العمل على حل العديد من مشاكل المحافظات قبل الانتخابات وتقديم كافة الخدمات للمواطنين، كما يجهز الحزب حاليا لإعلان قائمة تشمل 25 قرارا اتخذها الرئيس تصب في صالح الشعب. بجانب القيام بحملة مضادة ضد المنافسين من التيارات الأخرى وخاصة البرادعي، وأبو الفتوح، وحمدين صباحي، والمصريين الأحرار، مستخدمين فيها الدين أحيانا وصدور الفتاوى الانتخابية. أما عن استعدادات حزب النور، فقد أفادت المصادر أن الحزب يمر بأزمة حقيقية وخلافات بين الأعضاء سوف تؤثر بشكل كبير على المنافسة في الانتخابات المقبلة، بعد أن قرر المنافسة بقائمة منفردة وعدم التحالف مع أحد، رغم مساعيه للدخول مع الإخوان التي قوبلت بتحفظ من الأخيرة، وقد رفضت الأحزاب السلفية الأخرى الانضمام لحزب النور، مفضلة الانضمام إلى تكتل الدعوة السلفية في الإسكندرية والتي أعلنت الدخول في القائمة منفصلة عن حزب النور في الانتخابات القادمة. وفي هذا الإطار ذاته قرر الحزب المنافسة على جميع الدوائر بالمحافظات، خاصة وأنه يتوقع ألا يفوز بأكثر من 50 مقعدا في حين أنه كان قد حصد 102 مقعدا في الانتخابات الماضية، وذلك بسبب الاستقالات المتتالية بالمحافظات وحالة الانقسام بجانب الخلافات حول رئاسة الحزب وتفرغ قياداته للظهور بالبرامج الفضائية، فضلا عن أن الحزب لم يقدم أي خدمات حتى الآن بالشارع نظرا لنقص الكفاءات والكوادر وكذلك التمويل المالي، وقد قرر الحزب ترشيح جميع النواب السابقين ما عدا 20 نائبا من ضمنهم ونيس والبلكيمي. بينما فضل حزب البناء والتمنية خوض الانتخابات بشكل فردي، ووفقا لتصريحات طارق الزمر وكيل مؤسسي الحزب فإن الجماعة الإسلامية سوف تحصد مقاعد ستكون مفاجأة للجميع، وأن حصول الحزب على 12 مقعدا في الانتخابات الماضية أمر لن يتكرر، مؤكدا استحالة التحالف مع الإخوان والسلفيين.